«داعش» يسيطر جزئياً على بلدة البغدادي غرب العراق
سيطر تنظيم «داعش» على أجزاء كبيرة من بلدة البغدادي في غرب العراق، ما يهدد قاعدة «عين الأسد» الجوية، التي يستخدمها مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لتدريب القوات العراقية، في حين أغلق التنظيم مدينة الموصل، ومنع العوائل من السفر إلى خارج محافظة نينوى.
وأكد مسؤولون عراقيون، أن تنظيم «داعش» سيطر، أول من أمس، على أجزاء كبيرة من بلدة البغدادي، التي تقع على بعد نحو 85 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، في غرب العراق، بعد أن حاصرها منذ أشهر.
وقالت مصادر المخابرات ومسؤولون في قيادة «عمليات الجزيرة والبادية»، إن مسلحي التنظيم هاجموا البغدادي من جهتين، ثم زحفوا صوب البلدة.
وأكدوا أن مجموعة أخرى من المسلحين هاجمت بعد ذلك قاعدة «عين الأسد» الجوية، التي تخضع لحراسة مشددة، وتبعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من البلدة، لكنهم لم يستطيعوا اقتحامها.
ويقوم نحو 320 من مشاة البحرية الأميركية بتدريب أفراد من الفرقة العراقية السابعة في القاعدة، التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون في هجوم سابق واحد على الأقل منذ ديسمبر الماضي. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إيليسا سميث، وقوع «قتال عنيف» في البغدادي، وقالت إنه لم يقع هجوم مباشر على القاعدة الجوية، لكنها أضافت «ترددت أنباء عن إطلاق نار غير مباشر قرب القاعدة».
من جهته، أكد مدير ناحية البغدادي، ناجي عراك، أن مسلحي «داعش» دخلوا البغدادي، وهاجموا بعض المباني الحكومية. وقال في بادئ الأمر إن المسلحين استولوا على 90% من البلدة، لكنه أضاف في وقت لاحق انه لا يستطيع تأكيد حجم سيطرة التنظيم بسب استمرار الاشتباكات المتقطعة. وسقطت معظم البلدات المحيطة بالبغدادي في الأنبار بيد «داعش» بعد التقدم السريع للتنظيم في يونيو الماضي.
وفي الموصل، أغلق التنظيم جميع مكاتب نقل المسافرين في المدينة ومنع العوائل الموصلية من السفر إلى خارج محافظة نينوى (400 كلم شمال بغداد).
وقال موصليون، إن عمل مكاتب النقل الخاص «توقف في المدينة وبشكل شبه تام، اثر اقدام التنظيم على منع إصدار كفالة سفر للمدنيين الراغبين في السفر، فيما تزايد استهداف طائرات التحالف لمركبات المسافرين».
ويأتي منع اصدار كفالة سفر للمدنيين الراغبين في السفر خارج المدينة بالتزامن مع قرب انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من قبضة التنظيم. وكان التنظيم فرض دفع رسوم سفر على الراغبين في السفر خارج محافظة نينوى، تبلغ 200 دولار للشخص الواحد، و400 دولار للعائلة، فضلاً عن تقديم كفيل ضامن يمتلك عقاراً سكنياً يحق للتنظيم مصادرته بعد انتهاء فترة المدة المقررة للمسافر الذي لا يعود إلى المحافظة.
من ناحية أخرى، طالب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أمس، الحكومة النيوزيلندية، بتقديم الدعم لقوات بلاده المسلحة في معاركها التي تخوضها ضد «داعش».
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي في أوكلاند، إن العراق يطلب مساعدة المجتمع الدولي في مجالات التدريب والدعم اللوجستي والدعم الجوي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة الإنسانية.
وتدرس نيوزيلندا إرسال نحو 100 جندي للمساعدة على تدريب الجيش العراقي.
وقال وزير الخارجية النيوزيلندي موراي ماكولي، إن الحكومة ستتخذ قراراً نهائياً خلال الأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، حول إرسال قوات إلى العراق من عدمه، وأضاف أن ثمة احتياجاً إلى مزيد من المناقشات، لاسيما حول قضايا «وضع القوات» قبل أن تتخذ نيوزيلندا قراراً نهائياً.