قرقاش يعتبر التطرف العنيف ليس مشكلة إسلامية فقط
الإمارات: الحرب ضد «داعش» ليست صراعاً داخل الإسلام
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن الحرب الحالية ضد تنظيم «داعش»: «ليست صراعاً داخل الإسلام، بل هي حرب نخوضها ضد التطرف»، مشدداً على أن «التطرف العنيف ليس مشكلة إسلامية فقط»، وأن الدفاع عن الإسلام الحقيقي والمعتدل أصبح مسؤولية جماعية تهم العالم.
وقال في كلمته أمام الجلسة الثالثة بقمة البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف، أمس، تحت عنوان «إضعاف شرعية وتأثير علامة التطرف العنيف.. السياسات والبرامج الفعالة والتحديات ورسم طريق التقدم في المستقبل» إنه من أجل إضعاف «داعش» وإفشال رسالته الخبيثة والضارة «علينا أن نوحد جهودنا لإحباط واعتراض اتصالاته».
وأشار إلى تركز جماعات التطرف العنيف في كل مكان على نحو متزايد على مواردها «من أجل خلق علامات مميزة وقوية يمكن أن تستخدمها من أجل نشر التطرف، وتجنيد الأفراد الأضعف في مجتمعاتنا. ولتحقيق أهدافها تستغل هذه الجماعات بذكاء مساحة الحريات التي توفرها منابر التواصل الاجتماعي والإنترنت».
وأوضح قرقاش «أقول بكل صراحة ووضوح للذين يعتقدون أن التطرف العنيف هو مشكلة إسلامية إن الامر ليس كذلك، لأن التطرف العنيف ظاهرة استغلت مختلف المعتقدات والأديان، بل إنها تتحدث الكثير من اللغات، ولهذا فإن حربنا الحالية ضد داعش ليست صراعاً داخل الإسلام، بل هي حرب نخوضها ضد التطرف».
وتابع «كما أن نجاح داعش الواضح يثير المخاوف بأن تشكل طرق التنظيم القتالية برنامج عمل للجماعات الإرهابية الحالية والمستقبلية حول العالم، لذا يجب أن يكون تفكيك ورفض ماركة داعش القوية وأيديولوجية الكراهية من الأهداف الملحة والمهمة في جهودنا لمكافحة التطرف العنيف. ومن أجل إضعاف ماركة داعش وإفشال رسالتها الخبيثة والضارة».
ودعا قرقاش إلى التزام الحذر الشديد في ما يتعلق بالعبارات والمصطلحات «حتى لا نسهم من غير قصد في الترويج لعلامة داعش الضارة، وهذا يعني أن نوضح بصورة جلية وجازمة أن أفعال وأيديولوجية داعش لا تمت بأية صلة لعقيدة الإسلام». وللتأكيد على هذه النقطة دعا أيضاً إلى التوقف عن الإشارة إلى داعش باسم «الدولة الإسلامية»، لأنها ليست دولة، وليست إسلامية، وأضاف «نحتاج أيضاً إلى تجنب استخدام بعض العبارات، مثل التطرف الإسلامي، الذي يوحي بأن جماعات مثل داعش لها أصول متجذرة في الإسلام، وهذا يجافي الحقيقة، لأنهم لا يمثلون إلا طائفة إرهابية دكتاتورية، ونتفق مع اقتراح الآخرين بنعتهم بـ(جماعة داعش الإرهابية)».
وأكد أن «منع هذه الجماعات الإرهابية من اختطاف الإسلام لم يعد مشكلة عربية أو هماً عربياً فقط، لأن الإسلام دين عالمي شامل متجذر في مجتمعاتنا، وليس فقط في إندونيسيا والإمارات وجنوب إفريقيا ومصر والمغرب، بل في بلدان أخرى، مثل فرنسا وألمانيا، وبالتالي فإن الدفاع عن الإسلام الحقيقي والمعتدل أصبح مسؤولية جماعية تهمنا جميعاً.
وأضاف «علينا في هذا الصدد أيضاً أن ندعم علماء وسلطات ومرجعيات الإسلام الوسطي والمعتدل، وأن نمدهم برؤية ثاقبة وصوت عالٍ».
وشدد على أن الإمارات كانت ولا تزال أحد المناصرين والداعمين الدائمين للأجندة المعتدلة في الشرق الأوسط، من خلال رعايتها واحتضانها واستضافتها المبادرات المعتدلة، مثل مجلس حكماء المسلمين، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ومركز هدايا لمكافحة التطرف العنيف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news