مشاورات أممية لاستصدار قرار بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أنه يتم التشاور حالياً في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار جديد من المجلس بشأن القضية الفلسطينية يقترن بآلية للتنفيذ وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فيما قام مستوطنون بإحراق مسجد في الضفة الغربية، بينما اعتبرت مستشارة الأمن القومي الاميركي سوزان رايس، ان قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة لإلقاء خطاب امام الكونغرس من دون موافقة البيت الأبيض سيكون له «أثر مدمر» على العلاقات الأميركية الاسرائيلية.
وتفصيلاً، أكد العربي، في كلمته أمس في الاجتماع الثامن لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، ضرورة وجود آلية تنفيذية لمشروع القرار الجديد، خصوصاً أن القرار العربي الذي تم التصويت عليه في نهاية العام الماضي حصل على ثمانية أصوات، كاشفاً أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أصبحت على استعداد لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن تكون له آلية تنفيذية وليس مجرد قرار جديد يضاف إلى قائمة القرارات السابقة التي لم تنفذ.
وطالب العربي الأمم المتحدة بضرورة استمرار التحقيق في قضية اغتيال ياسر عرفات وسرعة كشف الحقيقة لمعاقبة ومحاسبة مرتكبي هذا الجرم، خصوصاً في ظل التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين بالتهديد للقيادة الفلسطينية الحالية بالأسلوب نفسه والعبارات التي سبق أن استخدمها في تهديد حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ونبه العربي إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض إلى مخاطر جمة في ظل ممارسات إسرائيل على الأرض، وفي ظل التهويد المتواصل لمدينة القدس واستهداف مقدساتها، وتصاعد الاستيطان، وتوحش وارتفاع وتيرة عنف المستوطنين.
وحذر العربي من استمرار الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، والحصار الجائر لقطاع غزة، مؤكداً أن جريمة الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لن تسقط بالتقادم ويجب أن يقدم من اقترفها إلى العدالة الدولية.
من ناحية أخرى، ذكر شهود عيان فلسطينيون ان مجهولين اضرموا النيران في مسجد الليلة قبل الماضية في قرية فلسطينية قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة. وتم العثور على نجمة داود اليهودية، بالإضافة إلى شعارات بالعبرية منها كلمة «انتقام»، وقد خطت على جدار قريب من المسجد.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، ان الهجوم يسهم في تكريس «مفهوم الحرب الدينية»، مشيرة إلى انه يتزامن مع الذكرى 21 لمجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل، عندما قام مستوطن بقتل 29 مصلياً فلسطينياً. وأضافت الوزارة انها ترى في ذلك «تعبيراً عن ارتفاع مستوى التطرف العنيف في المجتمع الإسرائيلي». في سياق آخر، وصفت سوزان رايس خطاب نتنياهو أمام الكونغرس بأنه سيكون له «أثر مدمر» على العلاقات. واعتبرت تعليقات رايس بين الأكثر حدة التي تصدر حتى الآن بخصوص دعوة رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون باينر لرئيس الوزراء الإسرائيلي للتحدث أمام النواب، متجاوزا البروتوكول المعتمد الذي ينص على إبلاغ الرئيس الأميركي باراك أوباما أولاً.
وأعلن أوباما وديمقراطيون آخرون أنهم لن يحضروا الجلسة التي سيلقي خلالها نتنياهو خطابه في 3 مارس في واشنطن. وقال أوباما إن حضوره سيعتبر انحيازاً لجانب نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة في 17 مارس. وقال ديمقراطيون أيضاً إن إلقاء نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس سيقوض المفاوضات النووية الجارية مع إيران وطالبوا بإرجائه.