الوزاري الخليجي " يبدأ أعمال دورته الـ 134 في الرياض بمشاركة الإمارات
عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم، اجتماع الدورة الـ 134 للمجلس الوزاري الخليجي في قاعة الاجتماعات بمطار قاعدة الرياض الجوية.
ترأس وفد الدولة إلى الاجتماع .. الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وعبر، وزير الخارجية القطري، رئيس الدورة الحالية، الدكتور خالد بن محمد العطية، في كلمة ألقاها في بداية الاجتماع عن بالغ التقدير لما بذل من جهود خلال الدورة الماضية التحضيرية والتكميلية للدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي انعقدت في الدوحة يومي 25 نوفمبر و9 ديسمبر من العام الماضي، التي كان لها بالغ الأثر بشأن الانجازات والقرارات التي تم التوصل إليها في الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى في الدوحة في شهر ديسمبر الماضي وما سيترتب عليها من تدعيم وتحقيق للتضامن والتكامل بين دول مجلس التعاون في مختلف المجالات بفضل التوجيهات الحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دولنا.
وشكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، والأمناء العامين المساعدين وكافة العاملين في الأمانة العامة لمجلس التعاون على جهودهم المقدرة للتحضير والإعداد لهذا الاجتماع الذي ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية استثنائية بالغة الدقة وتحديات غير مسبوقة تواجه منطقة الخليج والمنطقة العربية بأسرها والتي يمكن القول بامتداد تأثيرها على السلم والأمن الدوليين.
وأكد موقف دول الخليج، تجاه الأزمة في اليمن الداعمة للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي ورفض مختلف الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة داعيا الأطراف والقوى السياسية إلى تغليب مصلحة اليمن وشعبه والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وفقا لمخرجات نتائج الحوار الوطني والمبادرة الخليجية على أساس المشاركة بين جميع الأطياف على نحو عادل ومتكافئ بما يعزز وحدة اليمن واستقراره مرحبا بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافة المملكة العربية السعودية للحوار اليمني.
وبشأن القضية الفلسطينية أكد وزير الخارجية القطري أن القضية الفلسطينية تظل هي القضية الأولى التي تشغل وجدان كل منا وكل الشعوب المؤمنة بقيم الإسلام والعدل والحرية وتحتم علينا وعلى المجتمع الدولي بذل الجهود كافة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي في ظل تمادي إسرائيل في تحدي المجتمع الدولي باستمرارها في نشاطها الاستيطاني وتهويد الأراضي المقدسة وحصارها الجائر على قطاع غزة ومحاولة فرض الهوية اليهودية الاسرائيلية على حساب المعالم الإسلامية والمسيحية .. مشددا على أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار والسلام مالم تتخلص إسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم.
وأكد الوزير العطية الموقف الخليجي الدائم والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني والاستمرار في العمل المشترك لحشد دعم المجتمع الدولي وحمل إسرائيل على الانصياع إلى الشرعية الدولية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوق المشروعة.
وأوضح أن من الأسباب المهمة لفشل عملية السلام السابقة المبالغة في التركيز على القضايا الاجرائية والحلول الجزئية والمرحلية واستنفاد الجهد دون تحقيق السلام العادل المنشود الذي يتطلب من المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن إتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل إنهاء هذا الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة في حدودها ما قبل الخامس من يونيو 1967 وعاصمتها القدس اتساقا مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومرجعيات السلام وخاصة مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية.
وحول الأزمة السورية قال وزير الخارجية القطري في كلمته إن مأساة الشعب السوري تزداد منذ أكثر من أربع سنوات ولا يزال النظام السوري متشبثا بالسلطة ولو على جماجم الأطفال والنساء والشيوخ ولا زالت أعداد الضحايا والمهجرين والنازحين تتزايد كل يوم فضلا عن تفاقم الأوضاع الإنسانية لشعب السوري داخل سوريا وخارجها.
وشدد على أن الوضع السوري يستلزم التدخل السريع والفعال من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الكفيلة والرادعة لحماية المواطنين العزل وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها ويتوجب علينا نحن أيضا أخذ زمام المبادرة لوضع حد لمأساة الشعب السوري.
وفي الشأن العراقي قال العطية إن دول المجلس تؤكد دعمها لوحدة العراق وسلامة أراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من أجل توفير الأمن والاستقرار في العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وبسط سيادته على كل أراضيه ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون جميع أطياف الشعب العراقي وتضافر جهودهم لتغليب مصلحة العراق والحفاظ على تماسك شعبه ووحدة ترابه الوطني.
وأكد موقف دول المجلس الثابت إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا الشقيقة بدعم الحوار الوطني بين جميع الأطراف الليبية إنطلاقا من رؤيتنا في أن المخرج الوحيد من تداعيات الأزمة الليبية لن يكون ممكنا إلا من خلال الحل السياسي الذي يحترم إرادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الأمن والاستقرار والوصول إلى صيغة نظام سياسي يتمتع فيه جميع الليبيين بالحقوق المتساوية ودون إقصاء أو تهميش بعيدا عن التدخلات الخارجية ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والإجتماعية الليبية.
وأضاف " في هذا الصدد نؤكد على دعمنا ومساندتنا للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ودول الجوار الليبي الهادفة إلى تفعيل الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب الليبي الشقيق للوصول إلى حل سياسي واختيار النظام الذي يعبر عن تطلعاته وآماله التي عمل من أجلها طويلا".
وأكد وزير الخارجية القطري موقف دول الخليج الثابت من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة النووية في مجال الطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية .. وقال : " إننا نجدد الدعوة لجمهورية إيران للاستجابة للجهود الدولية الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية لبرنامجها النووي تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ".
وأوضح أن ما اتخذته دول المجلس من إجراءات وآليات وتدابير لمكافحة انتشار وتنامي ظاهرة الإرهاب تعبر عن المواقف الثابتة برفض هذه الآفة الخطيرة بمختلف أشكالها وصورها وأيا كان مصدرها مؤكدا دعم دول المجلس لكل جهد إقليمي أو دولي لمكافحة هذه الظاهرة.
وأعرب العطية في ختام كلمته عن تطلعه لأن يحقق الاجتماع المزيد من التنسيق والتعاون بين دولنا في مختلف المجالات التي من شأنها الإسهام في تحقيق وحدتنا وترابطنا وتكاملنا والعمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار دولنا ورخاء شعوبنا.
بعد ذلك بدأت الجلسة المغلقة والتي سيناقش الوزراء خلالها جملة من الموضوعات المتعلقة بالنواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.