الحاجة «أم خطاب».. مأساة تجسد واقع المرأة الفلسطينية
بين الأزقة الضيقة لمخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة، تقطن اللاجئة الفلسطينية ابتهاج علي أحمد (84 عاماً)، المشهورة بلقب «أم خطاب»، وفي داخل كل زقاق لها حكايات متعددة مع الوجع الذي بدأ منذ أول يوم لنكبة عام 1948، ومازال يخطف الفرحة منها.
وفيما حرمت أحداث النكبة الحاجة ابتهاج من والديها وأشقائها منذ أن كانت طفلة، إذ نزحوا عقب التهجير القسري إلى دول عربية عدة، من دون أن تحظى برؤيتهم حتى يومنا هذا، توفي والداها، واستشهد شقيقها خضر في مخيم برج البراجنة في لبنان من دون أن تراهم.
وبعد 67 عاماً من المأساة التي تعتصر قلب (أم خطاب)، فإنها تعيش وحيدة داخل مخيم الشاطئ، الذي لم تغادره منذ التهجير القسري، فيما واجهت العديد من أشكال المعاناة التي تتفاقم بشكل كبير داخل المخيم دون غيره من المناطق الأخرى.
«الإمارات اليوم» التقت الحاجة أم خطاب في منزلها وسط مخيم الشاطئ تزامناً مع يوم المرأة العالمي، حيث كانت تغزل الصوف فيما يلتف من حولها أحفادها وأحفاد أبنائها.
ووجهت (أم خطاب) رسالة خاصة دعت فيها العالم إلى النظر إلى الفلسطينيات داخل المخيمات، اللواتي يواجهن معاناة مختلفة تسببت بحالة اكتئاب شديدة تلازمهن في كل وقت وحين.
وتقول اللاجئة الثمانينية «إن المعاناة داخل المخيم تختلف بشكل كبير عن بقية المناطق، فظلام الليل موحش، حيث تتلاصق المنازل، أما بيوتنا فأغلبها من الصفيح والاسبست، وهو ما يفاقم معاناتنا وقت الحروب، حيث تنهار فوق رؤوسنا عندما تقصف الطائرات هنا وهناك».
وتضيف أن النساء ساكنات المخيم «على الرغم من الظلم والذل اللذين يتعرضن لهما، إلا أنهن يثابرن ويتحدين كل أمر عسير، وتبقى مأساتهن داخل جدران المنازل لا يشاهدها إلا من يقترب منهن، ويدخل منازلهن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news