القوات العراقية بانتظار تعــــزيزات لاقتحام وسط تكريت
أعلنت مصادر في القوات العراقية أنها بانتظار استقدام تعزيزات لاقتحام مدينة تكريت، بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية ومليشيات شيعية موالية لها في أكبر عملية من نوعها ضد تنظيم «داعش» الذي يسيطر على نصف المدينة. في حين صدت القوات العراقية هجوماً للتنظيم عند حدود عامرية الفلوجة جنوب بغداد، وقتلت 20 من عناصره، بينما حققت قوات البشمركة الكردية والمتطوعون التركمان انتصارات على «داعش» في كركوك، واستعادوا عدداً من القرى.
وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل التعزيزات إلى تكريت التي لايزال تنظيم «داعش» يسيطر على نصفها تقريباً.
وحوّل المتشددون، الذين يستخدمون أساليب حرب العصابات، المدينة إلى متاهة من القنابل محلية الصنع، والمباني الملغومة، كما يستخدمون القناصة لوقف تقدم القوات العراقية.
من جهته، قال زعيم «منظمة بدر»، التي تعد من أقوى الفصائل الشيعية الموالية للحكومة، هادي العامري، إن نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك لكن القوات العراقية في حاجة إلى الوقت.
وبعد يومين من إعلان بغداد لعملية كبيرة ضد «داعش» في عمق مدينة تكريت، أكد عقيد في الشرطة لـ«فرانس برس»، أمس، أن «القوات الأمنية تسيطر على نحو 50% من المدينة».
وقال العقيد، وهو من قيادة عمليات صلاح الدين، إن «قواتنا تسيطر على أكثر من 50% من تكريت، وتحاصر المسلحين في وسط المدينة»، وأضاف أن «تقدم القوات يسير ببطء بسبب وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي تعيق التقدم».
وأوضح أنه يتوقع أن يكون المسلحون زرعوا قرابة 10 آلاف عبوة ناسفة في عموم المدينة.
وأعلن العقيد عن «مقتل ستة عسكريين وإصابة 11 من رفاقهم بهجوم انتحاري ضد تجمع للجيش في منطقة الديوم» في الجانب الغربي من مدينة تكريت.
وأضاف أن انتحارياً يقود عجلة نوع «همر» هاجم تجمعاً للجيش في منطقة الديوم حيث تتحشد قوات العراقية، بعد أن سيطرت عليها بالكامل.
وأكد ضابط برتبة رائد في الجيش تفاصيل الهجوم وحصيلة الضحايا.
وبدأ الجيش العراقي، بمساندة قوات موالية للحكومة «الحشد الشعبي»، ومقاتلين من عشائر سنية، منذ 12 يومياً عملية تحرير تكريت.
وفي كربلاء، وصفت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني، أمس، المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد «داعش» بأنها معارك مصيرية للدفاع عن البلاد في حاضرها ومستقبلها. وقال معتمد المرجعية الشيعية في كربلاء، أحمد الصافي، أمس، خلال خطبة الجمعة «إن القوات العراقية من الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر الغيارى، تخوض معركة مصيرية للدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله».
وأضاف «إن تلاحم الصفوف بين مكونات الشعب العراقي له الأهمية في دحر الأعداء من الأراضي المغتصبة لأن العدو كان يستهدف تفتيت وحدة الشعب، وإن التماسك بين أفراد الشعب لابد أن يزداد، وإن القوات العراقية والمتطوعين إنما يدافعون عن العراق هذا البلد الحضاري».
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر في الجيش العراقي أن قوات الجيش العراقي تمكنت من صد هجوم للتنظيم عند الحدود الإدارية مع عامرية الفلوجة، وتمكنت من قتل 20 من عناصره وأصيب أربعة من القوات العراقية في مدينة الحلة (100 كيلومتر جنوب بغداد).
وقالت المصادر نفسها إن عناصر التنظيم حاولوا الهجوم، انطلاقاً من منطقة عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، على قوات الجيش العراقي في محافظة الحلة، لكن القوات «تصدت لهم وقتلت 20 داعشياً بينما فرّ آخرون في الهجوم الذي أسفر عن تدمير عدد من العربات العسكرية التابعة للتنظيم، فيما أصيب أربعة من قوات الجيش العراقي بجروح بينهم ضابط برتبة ملازم أول».
وفي كركوك، أكد المشرف على متطوعي «الحشد الشعبي التركماني»، يلمان النجار، أمس، مقتل اثنين من المتطوعين وإصابة خمسة آخرين خلال المعارك الدائرة حالياً لتحرير قرية بشير التركمانية من سيطرة التنظيم في كركوك على بعد 250 كيلومتراً شمال بغداد.
وقال في بيان «إن عمليات تطهير بقرية بشير مستمرة وقواتنا الآن أصبحت بمقدمة القرية».
وأضاف «سنطهرها بشكل مؤكد، لكن علينا معالجة العبوات الناسفة والدور المفخخة قبل اقتحامها».
من جهة أخرى، أعلن قائد محور مخمور، جنوب كركوك، في قوات البشمركة، وستا رسول، عن تطهير عدد من القرى جنوب كركوك أمس.
وقال إن قوات البشمركة طهرت، أمس، عدداً من القرى من سيطرة التنظيم، وهي قرى تمتد على طول الطريق بين ناحية تازة باتجاه ناحية الرشاد جنوب كركوك.