العراق لم يطلب من التحالف تنفيذ غارات جوية في تكريت

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أول من أمس، أن الحكومة العراقية لم تطلب من التحالف الدولي تنفيذ غارات جوية ضد تنظيم «داعش» في تكريت، لدعم القوات الحكومية في هجومها لاستعادة هذه المدينة من أيدي المتطرفين. في حين دمرت القوات العراقية مستودع صواريخ، تابعاً للتنظيم شمال مدينة الفلوجة غرب العراق، وعثرت على 12 عبوة ناسفة، وأربعة منازل مفخخة في ناحية يثرب جنوب سامراء.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الكولونيل ستيفن وارن، «لست على علم بأي طلب قدم عبر القنوات الرسمية للمشاركة في العمليات في محيط تكريت».

وكان قائد عمليات محافظة صلاح الدين، الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، قال إن مشاركة التحالف الدولي «ضرورية» في عملية استعادة مدينة تكريت، حيث تتقدم القوات الأمنية بشكل «بطيء» في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم «داعش».

وبحسب وارن، فإن خطوط الجبهة في معركة تكريت «جامدة» حالياً.

وأوضح أن القوات العراقية «طوقت تكريت». وأضاف «لست متأكداً ما إذا كانت هناك أماكن يوجدون فيها داخل أطراف المدينة، لكن في الجزء الأكبر منها هم مازالوا في محيط تكريت».

ولم يشارك التحالف، الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في كل من العراق وسورية، في العملية التي بدأت في الثاني من مارس الجاري لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وهي أكبر هجوم عراقي ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في يونيو 2014. في المقابل برز دور إيراني تمثل في وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في صلاح الدين، بحسب صور نشرتها وسائل اعلام إيرانية، والمشاركة الواسعة للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.

وتواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ اكثر من أسبوعين لاستعادة تكريت جموداً، بعدما عمد مئات من عناصر التنظيم المتحصنين في مركز محافظة صلاح الدين، إلى تفخيخ «كل شيء» فيها.

وتمكنت القوات العراقية ومسلحون موالون لها من فصائل شيعية وأبناء بعض العشائر السنية، من استعادة مناطق محيطة بالمدينة التي يسيطر عليها التنظيم، إلا أن التقدم داخلها كان أصعب.

في السياق، دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق، بزعامة علي السيستاني، أمس، جميع العراقيين إلى التوحد لتحقيق مزيد من الانتصارات على التنظيم في قواطع العمليات العسكرية.

وقال ممثل الرجعية في كربلاء الشيح عبدالمهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة «لقد تحققت انتصارات كبيرة على الإرهابيين في محافظتي الأنبار وصلاح الدين على يد القوات العراقية والحشد الشعبي ورجال العشائر والمرجعية الشيعية تقدر عالياً جهود من ساهم في هذه الانتصارات وتأمل ان تتواصل الانتصارات في الأيام المقبلة».

وأضاف «إننا نأمل بمشاركة أوسع وأكثر من أبناء محافظتي الأنبار وصلاح الدين كونهم الأكثر تضرّراً». وقال «يجدر ان يكون لهم مشاركة ومساهمة أكبر في عمليات التحرير، ويجب ان تتوحد جميع الجهود في البلاد لمقاتلة الإرهاب وعدم إضعاف معنويات القوات العراقية او إعطاء صورة غير حقيقية أو مبالغ فيها عن قدرات العدو».

ودعا الكربلائي «جميع الأطراف التي تشارك في عمليات التحرير إلى عدم رفع أي رايات سوى راية العراق، وعدم رفع صور المرجع الأعلى علي السيستاني في مناطق القتال او في المناطق المحررة، حتى لا تثير اي اشكالات في المناطق، والواجب على الجميع ان تتوحد جميع الأطراف تحت راية واحدة هي راية العراق، في هذه المعركة المصيرية».

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع العراقية العثور على 12 عبوة ناسفة، ومعالجة أربعة منازل مفخخة في ناحية يثرب جنوب مدينة سامراء.

وذكر بيان للوزارة انه تم أيضاً العثور في معسكر «كوبرا» شمال شرق بعقوبة على مقبرة تحتوي على 10 جثث مجهولة الهوية.

وأضاف البيان ان قوة تابعة لقيادة عمليات الأنبار تمكنت من توجيه ضربة بالمدفعية لرتل مؤلف من أربع عجلات تابعة للتنظيم خلف المقبرة في منطقة البوذياب، أسفرت عن قتل تسعة منهم، وجرح خمسة آخرين.

وأشار إلى تفكيك 55 عبوة وحزاماً ناسفاً، وتفجير عجلة مفخخة وأربعة زوارق وتدمير أربعة معامل مفخخة في منطقة ذراع دجلة، وتدمير حفارة «بوكلين» قرب جسر السجر شمال مدينة الفلوجة.

كما أعلنت الوزارة تدمير مستودع للصواريخ تابع لتنظيم «داعش» شمال مدينة الفلوجة الواقعة غرب العراق.

وذكر بيان للوزارة أن طائرات القوة الجوية تمكنت من توجيه ضربة لمستودع ضخم للصواريخ، تابع للتنظيم، أسفرت عن تدمير 140 صاروخاً، وقتل من في المستودع الواقع في إحدى المزارع شمال الفلوجة.

على صعيد أمني آخر، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية العراقية تفكيك 16 عبوة ناسفة على الطريق الرابط بين مدينتي حديثة وبيجي شمالي الأنبار غرب العراق، وقال قائد العمليات اللواء ضياء كاظم دبوس، في بيان، أمس، إن قوات من الفرقة السابعة العراقية، وبالتعاون مع القطعات الأخرى تتقدم بشكل كبير في عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في منطقة البوحيات شرقي مدينة حديثة.

الأكثر مشاركة