واشنطن تؤكد دعم التحالف للعراق في تحرير نينوى
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دعم التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، أي عملية عسكرية برية للقوات العراقية في محافظة نينوى، شمال البلاد. في حين أعلنت بغداد، أمس، اكتشاف 11 مقبرة جماعية، بينها مقابر كبيرة في تكريت، واستخرجت رفات 47 شخصاً قد تكون لضحايا قضوا في مجزرة قاعدة سبايكر، التي قتل فيها نحو 1700 عسكري على يد تنظيم «داعش» في يونيو الماضي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل ستيف وارن، في مقابلة مع قناة «الحرة»، إن التحالف الذي يضم أكثر من 60 دولة، سيقدم إسناداً جوياً للحكومة العراقية ووزارة دفاعها، في عمليتها البرية المرتقبة ضد تنظيم «داعش» في محافظة نينوى ومركزها الموصل.
وأشاد بعملية تحرير تكريت، واعتبرها «نموذجاً ناجحاً للتعاون العسكري بين واشنطن وبغداد»، مشيراً إلى دعوة الحكومة العراقية للتحالف الدولي بالعمل على تعزيز المساهمة في تحرير المحافظة، عبر توفير الدعم الجوي.
وأكد وارن أن القضاء على التنظيم في العراق يتطلب، بالإضافة إلى المقاربة العسكرية، إقرار مصالحة سياسية، وتأسيس حكومة وحدة وطنية «تتجاوز الطائفية»، بحسب وصفه.
وقال «إن الموقف في العراق معقد جداً، نظراً لوجود توترات فرضتها الطائفية والصراع حول السلطة، وإن الحل لن يكون من خلال فوهات البنادق بل عبر الدبلوماسية والحوار».
في سياق آخر، أوضح المتحدث باسم «البنتاغون» أن الوضع في سورية يعد أكثر تعقيداً من العراق، وقال «إن البلد يعاني مشكلة صعبة يمر حلها في النهاية عبر المصالحة»، وجدّد موقف واشنطن بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية، استخراج 47 رفات من مقابر جماعية في تكريت «قد تكون لضحايا قضوا في مجزرة سبايكر»، التي قتل فيها نحو 1700 عسكري على يد تنظيم «داعش» في تكريت.
وقال المتحدث باسم الوزارة كامل الأمين، لـ«فرانس برس»، أمس، «استخرجت حتى الآن 47 رفات من مقابر جماعية في تكريت»، مشيراً إلى أن «عدد المقابر التي تم اكتشافها حتى الآن بلغ 11 مقبرة جماعية، بينها مقابر كبيرة».
وحول كونهم ضحايا قاعدة سبايكر، قال الأمين «نتوقع من خلال المعطيات من أعمارهم وطبيعة ملابسهم أن هؤلاء من ضحايا سبايكر. لكن قضية الحسم تتطلب مطابقة الحمض النووي (دي إن إيه) ومعلومات وإجراءات قانونية».
وأشار إلى ان «جميع الضحايا رجال شباب، ويرتدون ملابس مدنية». ولفت إلى أن الدفن في بعض المقابر بشكل عشوائي، وفي أخرى باستخدام صخور كبيرة «وهي طريقة إجرامية».
وشكلت الحكومة العراقية لجنة مشتركة تضم وزارة حقوق الإنسان والصحة، مهمتها فتح المقابر الجماعية والتعرف إلى هويات الضحايا.
وجاء في بيان لوزارة حقوق الإنسان ان «المغدورين تم اعدامهم رمياً بالرصاص، ودفنهم في مكان اقتراف الجريمة». وكان الضحايا الذين عثر على جثثهم موثوقي الأيدي إلى الخلف، كما ان بعضهم معصوب العينين ويرتدون ملابس صيفية، وفقاً للبيان.
وأعدم «داعش»، 1700 جندي من قاعدة سبايكر شمال مدينة تكريت، بعد اقتيادهم إلى مجمع القصور الرئاسية الواقع على ضفة نهر دجلة.
وأثارت هذه المجرزة غضباً عارماً لدى أهالي الضحايا، الذين اتهموا الحكومة بالتقصير في حمايتهم، واستدعى البرلمان آنذاك القادة الأمنيين في المحافظة للإدلاء بشهاداتهم.
وعرض التنظيم في أواخر يونيو الماضي تسجيلاً يظهر مئات الجنود يسيرون في طابور، بينما يحاصرهم مسلحو التنظيم، وبعد ذلك يقومون بإعدامهم.
في السياق، نشر تنظيم «داعش» شريطاً يظهر إعدامه أربعة اشخاص ذبحاً، لقيامهم بأعمال قتل وسرقة استهدفت مدنيين في محافظة نينوى. وعرض الشريط، الذي لم يحمل تاريخاً محدداً، في البداية مشاهد اعترافات لأربعة اشخاص يجلسون جنباً إلى جنب، بارتكاب جرائم سرقة أدت إلى مقتل امرأة. وصورت مشاهد أخرى مسلحاً يرتدي زياً عسكرياً ويضع قناعاً على وجهه، وهو يقرأ بيان الحكم وسط حشد كبير من المدنيين، انتشر بينهم مسلحون في ساحة عامة.
ثم عرضت مشاهد يظهر فيها شخص ينزل بقوة السيف على أعناق أشخاص جالسين في الأرض على ركابهم وأيديهم مقيدة إلى الخلف وعيونهم مغطاة، وبالقرب منهم جثة مقطوعة الرأس. ونقل احد المشاهد عملية تسليم أموال كانت قد سرقت، إلى أصحابها في محاولة لإظهار قدرة التنظيم على تطبيق العدالة.
إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية، أمس، أن 12 شخصاً قتلوا، وأصيب 21 آخرون، في حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق تابعة لمدينة بعقوبة (57 كلم شمال شرق بغداد).
وقالت المصادر إن «سيارة مفخخة موضوعة بجانب الطريق بالقرب من مرآب في منطقة الامام عبدالله شمال شرق بعقوبة انفجرت، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم امرأة وإصابة سبعة آخرين».
وأضافت أن «عبوة ناسفة موضوعة بجانب طريق في حي المهندسين وسط منطقة المقدادية شمال شرق بعقوبة انفجرت، ما تسبب في مقتل أربعة مدنيين، وإصابة تسعة آخرين بجروح».
وأوضحت أن «عبوة ناسفة موضوعة بجانب طريق في قرية بني زيد غرب مدينة بعقوبة انفجرت بالقرب من تجمع لسائقي سيارات الأجرة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة خمسة آخرين بجروح».
وذكرت أن «القوات الأمنية عثرت على خمس جثث مجهولة الهوية في قرية الزنبور شمال بعقوبة».