«داعش» يستقدم مقاتلين من سورية إلى العراق
كشفت بغداد، أمس، أن تنظيم «داعش» بدأ استقدام عناصره من سورية إلى العراق لإدامة المواجهات المسلحة مع القوات العراقية، التي صدت، أمس، هجوماً للتنظيم على مصفاة بيجي للنفط، في محافظة صلاح الدين شمال العراق.
وقال العميد محمد الجبوري، من قيادة الجيش في الأنبار، إن تنظيم «داعش» زج بعناصره من الشباب الصغار المغرر بهم كانتحاريين بالسيارات والأحزمة الناسفة، لكنه خسر الكثير من المساحات، فضلاً عن قتل شبه جماعي في صفوف عناصره.
وأوضح أن التنظيم لجأ الآن للاستعانة بعناصره من سورية بما يستدعي مراقبة التحالف الدولي للحدود العراقية ـ السورية ومنع تدفق المسلحين.
من جهته، قال قائد شرطة الأنبار السابق، اللواء طارق العسل، إن «داعش» يعاني من قلة أعداد عناصره بسبب أعمال القتل في المعارك أو حالات الهروب التي حصلت في صفوفه في الفترة الماضية.
وأضاف اللواء العسل، الذي يمتلك خبرة في قتال المتطرفين خلال السنوات بين 2006 و2009، عندما كان قائداً لشرطة الأنبار آنذاك، أن التنظيم يعاني أزمة كبيرة في المواجهات المسلحة، ولاسيما عندما بدأت عشائر الأنبار تتسلح وتطلب السلاح لقتاله، وطرد عناصره من مدنهم في الفلوجة والقائم وراوة وعنة وحديثة والرمادي.
ويأتي هذا التوجه لدى المتطرفين لإدامة زخم المعركة التي باتت مصيرية بالنسبة للعصابة في محافظة الأنبار، التي تشكل 34% من مساحة العراق الإجمالية، كونه يعاني نقصاً في أعداد مسلحيه بعد عمليات القتل.
وتسببت العمليات المسلحة بين القوات الأمنية العراقية و«داعش» في الرمادي (110 كيلومترات غرب بغداد)، خلال الأسبوعين الماضيين، في قتل مئات الإرهابيين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، عن مقتل 14 من التنظيم أثناء هجوم شنوه على مصفاة بيجي.
وقالت في بيان، إن «قوة تابعة لقيادة عمليات صلاح الدين، تمكنت من قتل 14 مسلحاً أثناء محاولتهم التعرض لمصفاة بيجي من جهة البوجواري».
وأكد مصدر أمني عراقي، أمس، أن «النيران مازالت مشتعلة في الخزانات وأنه لا وجود لخطر سيطرة داعش عليها حالياً، إذ إن القوات تؤمن طريق التموين بالعدة والعتاد عن طريق الجهة الجنوبية، فضلاً عن انتشار القطعات على الطريق المؤدية إلى بيجي».
وفي الموصل، ذكر مصدر بالطب العدلي أن التنظيم أعدم الصحافي، ثائر العلي، رئيس تحرير «جريدة الناس» المحلية، بإطلاق النار عليه وسط مدينة الموصل، وسلمت جثته إلى دائرة الطب العدلي في المدينة.
من ناحية أخرى، عثرت الشرطة العراقية، أمس، في بغداد على جثث ثمانية رجال أصيبوا بطلقات نارية، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية «فرانس برس»، وسط تباين حول ما إذا كانوا نازحين من محافظة الأنبار أم لا.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة «عثرنا على جثث ثمانية رجال في مواقع متفرقة، في حي الجهاد الواقع في غرب العاصمة»، موضحاً أن الجثث مصابة بطلقات نارية.
وقال الشيخ نعيم الكعود، أحد زعماء عشائر الأنبار، إن هؤلاء نازحون من محافظة الأنبار. وأضاف أن مسلحين هددوا، أخيراً، أُسراً نازحة في الحي حيث عثر على الجثث، مشيراً إلى أن الرجال الثمانية خطفوا صباح أمس، وعثر عليهم بعد ذلك بقليل.