مقاتلون من أبناء العشائر وقوات الأمن خلال مسيرة في مدينة الرمادي. رويترز

واشنطن توافق على تسليح عشائر الأنبار لمحاربة «داعش»

كشف مجلس محافظة الأنبار غرب العراق، أمس، عن موافقة الولايات المتحدة على تسليح أبناء العشائر لمقاتلة تنظيم «داعش» في المحافظة، مؤكدة أن الدفعة الأولى من الأسلحة ستصل قريباً. في وقت انتقد فيه ضباط في الجيش العراقي السابق الآلية التي يجرى بها إعداد وتدريب الجيش العراقي الجديد، بعد عام 2003 وطريقة التسليح.

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، مزهر الملا، إن واشنطن وافقت على تسليح أبناء الأنبار بأسلحة ثقيلة ومتوسطة ومختلفة، من أجل محاربة تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مساحات كبيرة من المحافظة.

وأشار إلى أن السفير الأميركي لدى العراق، ستيوارت جونز، أبلغ المجلس بموافقة الجانب الأميركي على تسليح أبناء العشائر.

وأضاف أن الدفعة الأولى من الأسلحة ستصل قريباً عبر قاعدتي «الحبانية» و«عين الأسد» بالمحافظة، وأن التوزيع سيكون بعلم الحكومة المركزية، وبإشراف من الجيش الأميركي.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية بمساندة العشائر مع تنظيم «داعش»، وسط ناحية الكرمة شمال شرق الفلوجة.

وقال ضابط في قيادة العمليات العسكرية إن القوات العراقية تحاول التقدم وبسط سيطرتها على مركز الناحية الذي يسيطر عليه التنظيم «لكنها تلقى مقاومة عنيفة»، مشيراً إلى أن التنظيم قصف ناحية عامرية الفلوجة، من دون أن يخلف ضحايا بشرية في المواطنين».

إلى ذلك، انتقد ضباط سابقون في الجيش، خلال حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أمس، الآلية التي يجري بها إعداد وتدريب الجيش العراقي الجديد.

وأبدى الضباط، في مقابلات مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، استغرابهم الشديد من المنهجية المعدة لتشكيل الجيش، واعتماده على عناصر لا تملك الخبرة اللازمة، سواء في مجال الإدارة أو مجال التخطيط والتعبئة والسوق العسكرية.

وقال اللواء الركن عبدالله الجبوري إن «العبر المستخلصة من السنوات الـ 10 الماضية، تؤكد أن الحكومة العراقية لا تريد بناء قوات مسلحة وأمنية قادرة على حماية البلاد، وهذا يتضح من النتائج الكارثية التي حلت بالبلاد بعد أحداث يونيو الماضي، وسقوط ثلث مساحة العراق بيد تنظيم داعش، وبهزيمة منكرة للقوات العراقية بمختلف صنوفها».

وأضاف «لماذا لم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة من تشكيل ولو في الحد الأدنى ثلاث فرق مدرعة، كانت ستغير الحقائق والوقائع على الأرض بعد يونيو الماضي». وقال إن «الحكومة العراقية لم تعِِ دروس يونيو ولم تستفد من أخطائها السابقة، وأهملت الجيش إهمالاً يبدو أنه متعمد والسنة الماضية كانت كفيلة بتشكيل ثلاث فرق مدرعة».

من جانبه، أعرب العميد الركن يوسف أحمد العزاوي عن اعتقاده أن «المدة الماضية منذ لحظة دخول (داعش) إلى المحافظات التي يسيطر عليها الآن كانت كافية لبناء قوات خاصة من المشاة، عن طريق تدريبها على حرب المدن والشوارع، وهي لا تحتاج إلى مدربين أو مستشارين من خارج العراق، بل من الممكن أن يقوم بالمهمة ضباط الصف من الذين كانوا يشرفون على تدريب القوات العراقية بمختلف صنوفها». وأضاف أن ثلاثة أشهر تعد مدة كافية لإعداد تلك القوات، ومن ثم تسليحها والبدء بحملة عسكرية بمساعدة الدروع، للسيطرة على جميع طرق المواصلات التي يستخدمها «داعش»، لنقل الإمدادات والتعزيزات إلى المحافظات التي يسيطر عليها.

وقال العميد الركن حسن أحمد أستاذ التعبئة في كلية الحرب بجامعة البكر العسكرية في عهد صدام إن «قتال (داعش) لا يحتاج إلى قوات كبيرة، بل يحتاج إلى قوات نوعية قد تكون فرقتين مدرعتين، وثلاثاً للمشاة مع تسليح وتجهيز وتدريب على مختلف فنون القتال وإعداد خطط للهجوم في آنٍ واحد على مناطق متعددة، ما يربك دفاعات العدو ويفقده عناصره الانتحاريين الذين يهاجمون القوات العراقية، ويحققون تقدماً عليها».

وأكد أن «هناك نيات بين السياسيين الذين يحكمون العراق الآن، ترمي إلى عدم تشكيل قوات مسلحة من الشرطة والجيش ودعم ميليشيات غير حكومية وغير منضبطة، ما أدى إلى كوارث أمنية في العراق، وستكون أكبر في المستقبل بعد أن ينتهي (داعش)، وتحاول تلك الميليشيات إيجاد موطئ قدم لها في التشكيلات الحكومية المقبلة».

 

 

الأكثر مشاركة