العبادي يرفض مقترحات أميــــــركية تُضعف وحدة البلاد وتتجاوز السيادة الوطنية
رفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقترحات القوانين والمشروعات التي وصفها بأنها «تُضعف وحدة البلاد وتتجاوز السيادة الوطنية»، داعياً إلى «عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة العراقية»، فيما عززت القوات النظامية السورية قبضتها حول معقل المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية، وذلك بقطعها آخر طرق إمدادها، بينما قتل أربعة تلاميذ ومدرس بغارة للنظام في حلب.
وتفصيلاً، قال المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان صحافي، أمس، إن العبادي بحث هاتفياً مع بايدن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية ومستجدات الأحداث، خصوصاً في ما يتعلق بالالتزام المتبادل بالحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة العراقية. ونقل البيان عن بايدن «التزام الولايات المتحدة الأميركية باتفاق الإطار الاستراتيجي لحماية وحدة العراق الديمقراطي، كما جاء في الدستور العراقي».
وأضاف بايدن أن «المساعدات العسكرية الأميركية للعراق لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي تكون بطلب من الحكومة العراقية ومن خلالها»، وأن «كل المجاميع المسلحة يجب أن تخضع لسيطرة الدولة بقيادة رئيس الوزراء».
وكانت لجنة القوات المسلحة، التابعة لمجلس النواب الأميركي، وافقت على مشروع قانون ينص على تخصيص مبلغ 715 مليون دولار في ميزانية وزارة الدفاع لدعم القوات العراقية، التي تواجه تنظيم داعش، مع تخصيص 25% من هذه المساعدات لقوات البيشمركة الكردية ومسلحي العشائر السنية كمكونين مستقلين في العراق.
وواجه هذا القانون الأميركي رفضاً من جانب بغداد، حيث صوت البرلمان العراقي، في جلسته أول من أمس، على صيغة قرار، مقدمة من التحالف الوطني للرد على المشروع، فيما انسحب اتحاد القوى والتحالف الكردستاني من الجلسة لاعتراضهما على صيغة القرار.
أمنياً، قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن 12 على الأقل من الجنود العراقيين وقوات الحشد الشعبي قتلوا، أول من أمس، بتفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة استهدفت مركز تدريب في محافظة الأنبار. وكان الجنود يشاركون في حملة أعلنتها الحكومة الشهر الماضي لاستعادة أجزاء من الأنبار أحد معاقل متشددي «داعش» الذين استولوا على مساحات واسعة من البلاد خلال العام المنصرم.
واستهدفت الهجمات القوات بمركز تدريب في مدينة الكرمة، على الطريق إلى الفلوجة، أحد معاقل «داعش»، التي تبعد 15 كيلومترا إلى الشرق. وقال ضابط بالجيش «تمكنت خمس عربات مدرعة ملغومة من الوصول إلى قواتنا في مركز التدريب وانفجرت، تحول المركز إلى أنقاض»، وأضاف أن المقاتلين تمكنوا من تدمير ست عربات أخرى قبل أن تصل إلى أهدافها.
كما أفادت مصادر أمنية وعسكرية عراقية بأن 17 شخصاً أغلبهم من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا، وأصيب ثمانية آخرون في عمليات عسكرية وقصف لطيران التحالف الدولي، استهدف مقار للتنظيم في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار، بينما أعلنت الشرطة مقتل اثنين من عناصرها وإصابة ستة آخرين في اشتباكات مع «داعش» في قضاء بيجي.
وفي بغداد، قالت الشرطة ومسعفون إن سيارتين ملغومتين انفجرتا، الليلة قبل الماضية، قرب مطعم ومحطة بنزين في حي الكرادة الذي يغلب على سكانه الشيعة، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم الإعلامي عمار الشاهبندر، وإصابة ما يزيد على 51 آخرين. وقد تبنى تنظيم «داعش» التفجيرين.
وفي سورية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن «قطع النظام آخر الطرق الرئيسة المؤدية إلى الغوطة الشرقية». ويعد هذا الطريق الذي يمر عبر قرية ميدعا، التي سيطر عليها الجيش النظامي أمس، آخر خطوط الإمداد الرئيسة، الذي كان مقاتلو المعارضة يستخدمونه للتزود بالطعام والتعزيزات إلى المناطق التي تحاصرها القوات النظامية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على بلدة ميدعا، والمزارع المحيطة بها في غوطة دمشق الشرقية، وتتمكن من إغلاق المعبر الأخير للإرهابيين من دوما باتجاه الضمير بريف دمشق».
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش السوري «أوقع أعداداً كبيرة من الإرهابيين قتلى ومصابين، ويطارد فلولهم في المنطقة»، وعادة ما يستخدم الإعلام الرسمي كلمة «إرهابيين» للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون النظام السوري منذ أكثر من أربع سنوات.
ولم يعد بإمكان مقاتلي المعارضة الاعتماد على الطرق الفرعية «الخطرة» للتزود بالطعام والإمدادات العسكرية، بحسب عبدالرحمن، الذي أوضح أن الاشتباكات لاتزال جارية في ميدعا بين القوات النظامية و«جيش الإسلام»، أبرز تكتل للمقاتلين في المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم التكتل إن القوات الموالية للنظام «حاولت الدخول إلى البلدة» إلا أن المقاتلين «نصبوا لهم كميناً». وقال إسلام علوش «إن المعارك لاتزال دائرة وقد تستخدم القوات النظامية ميدعا للولوج إلى الغوطة الشرقية».
كما قتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم أربعة تلاميذ ومدرس، أمس، في غارة للنظام السوري على مركز تعليمي في مدينة حلب. وقال عبدالرحمن إن هؤلاء قضوا في «إلقاء الطيران المروحي لبرميل متفجر على منطقة في أطراف حي سيف الدولة، حيث استهدف البرميل المتفجر مركز سيف الدولة للعلوم والتنمية، الذي كان يقوم فيه بعض التلاميذ والطلاب بتقديم امتحاناتهم».
وأضاف عبدالرحمن أن القصف «أدى إلى تهدم جزء من مركز سيف الدولة للعلوم والتنمية القريب من روضة أطفال». وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» في المكان، المبنى وقد تحول انقاضاً، وجرافات تحاول إزالتها، وبدا عدد كبير من الصفوف في المركز مدمراً بالكامل.