قوات الأمن العراقية تتفقد موقع تفجير استهدف زواراً في العاصمة بغداد أول من أمس. أ.ف.ب

«داعش» يعدم 20 من مســـلحيه الأكراد ويزيل شعاراته من مركباته فـــــي الموصل

أعدم تنظيم «داعش»، أول من أمس، 20 من مسلحيه الأكراد في مدينة الموصل، فيما أزال اللوحات المعدنية والشعارات الخاصة به من مركباته في المدينة، وتم استبدالها بلوحات بأرقام مدنية عراقية «في خطوة احترازية»، بينما تمكنت القوات العراقية من تحرير قريتي المحزم والحمرة شمال تكريت من قبضة التنظيم، وحمّل مسؤول محلي في قضاء الخالص في شرق العراق الأحد «تقصير» الأجهزة الأمنية مسؤولية فرار 42 سجيناً، نتيجة هجوم تبناه «داعش»، وأعلنت وزارة الداخلية التحقيق فيه.

وتفصيلاً، قال سكان محليون في الموصل إن «تنظيم داعش أقدم (أول من أمس) على إعدام 20 مسلحاً كردياً من عناصره في قضائي تلعفر وسنجار». وبين السكان أن «قرار الإعدام جاء عقب تراجع المسلحين الأكراد في المواجهات العسكرية مع قوات البيشمركة الكردية». وأكدوا أن من بين المعدومين أحد أمراء التنظيم، الذي يعرف بـ«أبوقادر الكردي»، كما قام تنظيم «داعش» بإعدام عضو مجلس بلدي شرق الموصل.

وقال شهود عيان إن محمد الجبوري، عضو مجلس بلدي، أعدم اليوم رمياً بالرصاص في قضاء الحمدانية شرق الموصل. وأضاف الشهود أن «المحكمة الاتحادية قررت إعدامه في قضاء الحمدانية، كونه أحد أبنائها»، وقد سلمت جثته إلى الطب العدلي في الموصل.

وذكر سكان من مدينة الموصل أن التنظيم أزال اللوحات المعدنية والشعارات الخاصة به من مركباته، وتم استبدالها بلوحات بأرقام مدنية عراقية «في خطوة احترازية». وقال عدد من السكان إنه لا توجد الآن أي مركبات للتنظيم داخل مدينة الموصل لا تحمل لوحات أرقام عراقية اعتيادية. وذكر محللون أن هدف التنظيم من وراء ترقيم المركبات التابعة له بأرقام مدنية هو محاولته التخفي بين المدنيين، لتجنب استهدافه من قبل طائرات التحالف الدولي.

وقال مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية والحشد الشعبي شنا هجوماً، أمس، على قريتي المحزم والحمرة على الضفة الغربية لنهر دجلة شمال تكريت، حيث يتحصن فيهما عناصر «داعش».

وأضاف المصدر أن «الهجوم الذي سبقه قصف بمدفعية الهاون، أسفر عن طرد تنظيم داعش من القريتين، وقتل ثلاثة من مسلحيه، وإحراق عجلتين، والاستيلاء على أسلحة خفيفة».

وتعد القريتان من أوكار تنظيم «داعش»، وترفرف فوق بناياتهما رايات التنظيم السوداء، على الرغم من وقوع قرية المحزم، على بعد 500 متر عن مركز قيادة عمليات صلاح الدين، في حرم جامعة تكريت.

وتعتزم القوات العراقية السيطرة على ضفة نهر دجلة الغربية التي يتحصن فيها داعش، مستفيداً من الغطاء النباتي الكثيف الذي يغطيها، وتمتد نحو 40 كم من تكريت إلى بيجي.

وفي بعقوبة، أعلنت الشرطة، أمس، مقتل 22 شخصاً وإصابة 26 آخرين واختطاف ثمانية واعتقال 30 من الضباط والشرطة المكلفين حماية سجن الخالص في حوادث عنف متفرقة شهدتها المدينة.

وأشارت المصادر إلى مقتل 14 مدنياً، وإصابة 26 آخرين في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في احياء العرام والرحمة والتأميم في بعقوبة. ولفتت إلى مقتل مدني واختطاف ثمانية آخرين جراء قيام مسلحين يرتدون ملابس عسكرية، وينتمون إلى إحدى الجماعات المسلحة، باقتحام قرية البزاني في ناحية الوجيهية شمال شرق بعقوبة.

وذكرت أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على عدد من المدنيين في حوادث متفرقة في محافظة ديالى، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين.

على صعيد آخر، وجه وزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، باعتقال ثمانية ضباط برتب عسكرية مختلفة، و22 آخرين من منتسبي الشرطة، على خلفية ملابسات وأحداث مديرية جرائم الخالص.

في سياق آخر، قال قائمقام الخالص عدي الخدران، إن «ضعف المعلومة الاستخبارية كان السبب الأول وراء عملية فرار 42 سجيناً مساء الجمعة الماضية من سجن الخالص». وأضاف «لو كانت لدينا معلومات لما حدث هذا الأمر، يوجد تقصير من قبل الأجهزة الأمنية في السجن» الواقع ضمن مقر لشرطة قضاء الخالص، التابع لمحافظة ديالى.

وأوضح الخدران أنه بنتيجة للعملية، فر 42 سجيناً وقتل 35، بينما قضى ستة عناصر من الشرطة، وثلاثة مدنيين «حاولوا مساعدة الأجهزة الأمنية».

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، أفاد أول من أمس، بأن العملية أدت إلى مقتل 30 سجيناً، وفرار 40 آخرين، موضحاً أنها بدأت بعد استيلاء سجين على سلاح أحد الحراس، قبل أن يقوم سجناء آخرون بالسيطرة على أسلحة في مخزن السجن، وتلا ذلك اشتباكات بين الطرفين.

وأعلنت الداخلية، أمس، أن الوزير محمد سالم الغبان «أمر بتشكيل لجنة وزارية عليا للتحقيق في الحادث، ووعد بمحاسبة المقصرين». وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم، قائلاً إنه فر بنتيجته أكثر من 30 من عناصره. وأشار في بيان إلى وجود «تنسيق» بين موقوفين في السجن وعناصر خارجه قاموا بتفجير 15 عبوة ناسفة على آليات وارتال للجيش والشرطة بمختلف المناطق المحاذية لسجن الخالص.

وقال الخدران إن العملية «أعد لها بشكل مسبق، وتم تفجير عبوات وضعت على طريق التعزيزات إلى القضاء». وأشار إلى أن عدد الموقوفين في السجن كان يبلغ 88 شخصاً، بينهم «إرهابيون خطرون»، وأن السجناء نقلوا إلى هذا المكان قبل نحو عام من سجن آخر في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى. وأضاف «رفضنا جلبهم إلى سجن الخالص، لأنه قريب من الشارع العام، وتسهل مهاجمته، لكن السلطات الأمنية لم تصغ إلينا، واعتبرته آمناً ومحصناً».

الأكثر مشاركة