«مجموعة الثمانية» عقدت قمتها الـ138 بالمنتجع عام 2012. أرشيفية

«كامب ديفيد».. مهد المعاهدات والقرارات

لمنتجع كامب ديفيد الرئاسي، الذي يستضيف اليوم لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، تاريخ سياسي طويل، حيث شهد العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية. والمنتجع تأسس بداية تحت اسم «مرحبا - كاتوكتين» كنُزُل لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم، وفي عام 1942 تم تحويله إلى منتجع رئاسي على يد الرئيس فرانكلين روزفلت الذي سماه «شانغريلا» تيمناً بالفردوس التبتي المذكور برواية الأفق المفقود للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون.

وفي عام 1945 حوله الرئيس الأميركي هاري ترومان منتجعاً رئاسياً رسمياً. وبقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغيّر اسمه، وسماه تيمناً باسم حفيده ديفيد.

والمنتجع محاط بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعٍ أمنية، ويديره المكتب العسكري للبيت الأبيض.

وشهد المجمع مؤتمرات قمة عدة، أولها وأهمها كان لقاء القمة الذي تم في عام 1973 وجمع الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي حينها ليونيد بريجنيف. وأتى هذا اللقاء بعد تغيير ميزان القوى في العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهور السلاح النووي، والتوازن الاستراتيجي التقليدي وغير التقليدي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، خصوصا في أوروبا. وعقدت هذه القمة لتنظيم العلاقات بين الجبارين.

وفي 1978، شهد المنتجع توقيع أول معاهدة سلام عربية ـــ إسرائيلية، بين مصر وإسرائيل، عرفت بمعاهدة كامب ديفيد. ففي 17 سبتمبر من ذلك العام، وقّع الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، بعد 12 يوماً من المفاوضات، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر.

وفي عام 2000 عقدت معاهدة (كامب ديفيد 2)، حين رعى الرئيس الأميركي بيل كلينتون مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في 11 يوليو، لحل سلمي للصراع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني. دامت القمة أسبوعين وانتهت بالفشل إذ لم يتوصل الطرفان إلى حل يرضيهما معاً.

وفي العام نفسه تشابكت الأيدي بمصافحة شهيرة في منتصف عام 2000 بين فاروق الشرع نائب الرئيس السوري حافظ الأسد، ورئيس وزراء إسرئيل آنذاك، إيهود باراك، وتناولا العشاء معاً برفقة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

وفي يومي 18 و19 مايو 2012، عقدت مجموعة الثماني قمتها الـ38 بالمنتجع، فكانت الأولى منذ انضمام روسيا إلى المجموعة في عام 1997.

منذ الاجتماع الذي جرى في خلال الحرب العالمية الثانية بين روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل، وخططا حينها لغزو أوروبا ودحر ألمانيا النازية، شهد المنتجع العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث والنشاطات الرئاسية، التي راوحت بين المهمة والترفيهية.

ففي عهد أيزنهاور، عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء الأميركي بالمنتجع. واستضاف أيزنهاور نفسه هناك رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، ورئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف.

وزار الرئيس جون كينيدي وعائلته المنتجع للاستمتاع بركوب الخيل.أما الرئيس ليندون جونسون، فعقد فيه مناقشات مهمة مع مستشاريه خلال حرب فيتنام، وإبان أزمة جمهورية الدومينيكان، واستضاف فيه رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته، وكانا في زيارة خاصة. وفي عهد ريتشارد نيكسون، أضيفت إلى المجمع مبانٍ جديدة. وقضى رونالد ريغان وقتاً في المنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، وهناك استضاف رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر. بينما استضاف الرئيس جورج بوش الأمير تشارلز، وأقام فيه عرس ابنته دوروثي في 1992، ليكون أول حفل زفاف يعقد هناك.

الأكثر مشاركة