القوات العراقية تتقدم على حساب «داعش» في بيجي
حققت القوات العراقية تقدماً على حساب تنظيم «داعش» في مدينة بيجي المحورية، شمال بغداد، في محاولة لاستعادتها للمرة الثانية من التنظيم، بحسب ما أفاد ضباط، أمس، قتل 15 شخصاً على الأقل وأصيب 37 آخرون بتفجير انتحاري، الليلة قبل الماضية، في محافظة ديالى في هجوم تبناه «داعش».
وتفصيلاً، كانت القوات العراقية استعادت العام الماضي، السيطرة على مدينة بيجي القريبة من كبرى مصافي النفط في البلاد، والواقعة على الطريق بين العاصمة والموصل، كبرى مدن شمال البلاد وأول مدينة سقطت في وجه هجوم التنظيم في يونيو 2014.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش «قواتنا الأمنية وصلت إلى وسط مدينة بيجي ورفعت العلم العراقي». وأضاف أن هذه القوات لاتزال توجه «ضربات إلى أوكار الإرهابيين بقذائف الهاون لاستكمال تحرير بيجي».
وأكد ضابط برتبة عقيد في الشرطة تقدم القوات الأمنية، مشيراً إلى أنها «أحكمت سيطرتها بشكل كامل على مركز المدينة وتتقدم باتجاه الأحياء الشمالية للمدينة»، التي تؤدي إلى المصفاة، حيث تدور معارك مع التنظيم.
وكانت القوات الأمنية استعادت في نوفمبر السيطرة على بيجي، وفكت الحصار الذي فرضه المتطرفون على مصفاتها منذ هجوم يونيو. إلا أن التنظيم عاود بعد ذلك السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، واقتحم في أبريل المصفاة حيث لاتزال المواجهات تدور مع القوات التي تتولى حمايتها.
وتعد المصفاة هي الأكبر في البلاد، وكانت تنتج قبل اندلاع أعمال العنف نحو 300 ألف برميل يومياً، ما كان يلبي نصف حاجة البلاد.
من ناحية أخرى، قال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه على مجموعة مطاعم عند المدخل الشرقي لبلدة بلدروز» شرق مدينة بعقوبة، مركز المحافظة الحدودية مع إيران.
وأشار إلى أن التفجير تسبب في مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة 37 شخصاً على الأقل، وبأضرار مادية في المطاعم والسيارات. وأكد عضو مجلس محافظة ديالى، خضر مسلم عبد، حصيلة التفجير.
وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم، في بيان تداولته حسابات إلكترونية متطرفة، الليلة قبل الماضية، وجاء فيه «عملية استشهادية ينفذها الأخ علي الأنصاري بسيارة مفخخة في منطقة بلدروز». وأشار إلى أن من بين القتلى «أحد عتاة المجرمين كاظم الهولية»، من دون أن يوضح ما إذا كان مستهدفاً بالتفجير أم صودف وجوده في المكان.
وأكدت المصادر العراقية مقتل الهولية، مشيرة إلى أنه كان أحد أفراد وحدة مكافحة الجرائم الكبرى التابعة للشرطة.
وأعلنت السلطات العراقية في يناير «تحرير» محافظة ديالى من وجود تنظيم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، منذ هجوم كاسح شنه في يونيو 2014. إلا أن المحافظة عادت لتشهد منذ أسابيع سلسلة هجمات وتفجيرات.
ومن أبرز هذه الهجمات ثمانية تفجيرات منسقة في مناطق مختلفة، لاسيما بعقوبة وقضاء بلدروز، في 24 مايو.
وفي الثامن من الشهر نفسه، فرّ 40 سجيناً وقتل 30 آخرون على الأقل وستة عناصر من الشرطة، في هجوم على سجن في مركز شرطة قضاء الخالص في المحافظة نفسها، تبناه التنظيم المتطرف.
وحذر محللون من أن خسارة المتطرفين لمناطق يسيطرون عليها أمام القوات العراقية والفصائل المسلحة الموالية لها، ستدفعهم للعودة إلى تكتيكات الهجمات المباغتة والتفجيرات التي اعتمدوها لأعوام طويلة.