الآلاف يصلّون «الجمعة الأولى» من رمضان في «الأقصى»
أدى عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 48، أمس، صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان الفضيل في رحاب المسجد الأقصى المبارك. وفيما ندد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بما وصفه بـ«نفاق» الأمم المتحدة، وذلك غداة طلب الأمين العام، بان كي مون، من إسرائيل حماية الأطفال في قطاع غزة، أعلنت فرنسا أن وزير خارجيتها، لوران فابيوس، سيبدأ اليوم زيارة للشرق الأوسط حاملاً مبادرة لإعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى محادثات السلام في إطار دولي.
وتفصيلاً شهدت بوابات المسجد الأقصى، أمس، اكتظاظاً عند دخول المصلين، واحتشد المصلون في مصليات الأقصى ومرافقه بأعداد كبيرة، خصوصاً في الأماكن التي تم تظليلها، فضلاً عن المصليات المختلفة، حيث تم تخصيص مسجد قبة الصخرة لصلاة النساء، وسائر المساحات في الأقصى لصلاة الرجال، وسط وجود كبير ومكثف لعناصر الكشافة الفلسطينية وطواقم من الأوقاف الإسلامية والسدنة والحراس، بالإضافة إلى حالة الاستنفار التي أعلنتها الطواقم الصحية والطبية ولجان الإسعاف الأولية وعشرات المتطوعين.
وفي السياق ذاته، اعتكف الليلة قبل الماضية عدد كبير من المصلين في المصلى القبلي بالأقصى، أمضوا وقتهم بين صلاة وذكر وتلاوة القرآن، بعد أن فتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى من اليوم الأول في رمضان، في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات. ونشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي آلاف العناصر من الشرطة والقوات الخاصة في شرقي القدس.
في الأثناء، ندد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، بما وصفه بـ«نفاق» الأمم المتحدة، وذلك غداة طلب بان كي مون من إسرائيل حماية الأطفال في قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن «هذا يوم اسود للأمم المتحدة، فبدلاً من الإشارة إلى حقيقة أن «حماس» جعلت من أطفال غزة رهائن حين أطلقت النار من روضات الأطفال، تختار الأمم المتحدة مرة أخرى أن تعظ إسرائيل»، وتابع رئيس الحكومة إسرائيلي في بيان أن «هناك حدوداً للنفاق».
وكان بان كي مون دعا، الخميس، إسرائيل لحماية الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون وطأة الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014.
من جهته، يتجه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى الشرق الأوسط اليوم، حاملاً مبادرة لإعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى محادثات السلام في إطار دولي، وسط حالة عدم الاستقرار المتنامية في المنطقة.
ويبحث فابيوس فرص المحادثات مع الوزراء العرب في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس غداً.
وقال دبلوماسي فرنسي رفيع «كل شيء يشير إلى جمود، لكننا نعتقد أن هذا الجمود قاتل، لم يعد ممكناً عزل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عن السياق الإقليمي»،
وأضاف أنه إذا ظل الصراع بلا حسم ستتبنى جماعات متشددة مثل تنظيم «داعش» القضية الفلسطينية.
وقال الدبلوماسي «كان الأسلوب المستخدم للتوصل إلى حل نهائي هو أن يلتقي الجانبان وجهاً لوجه، وأن يلعب الأميركيون دور الوسيط النزيه لكن هذا الأسلوب فشل، يحتاج إلى دعم دولي».
وتركز فرنسا حتى الآن مع الدول العربية على مشروع قرار محتمل لمجلس الأمن يضع أطراً للتفاوض وجدولاً زمنياً، ربما عام ونصف العام، لاستكمال المحادثات.