«داعش» يحشد عناصره استعداداً لمعركة الأنبار

بدأ تنظيم «داعش» بزج عناصره من سورية باتجاه العراق، لإدامة المواجهات المسلحة، خصوصاً في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، استعداداً للمعركة المزمع انطلاقها من قبل القوات العراقية لتحرير المحافظة. في حين قُتل 19 من التنظيم بينهم قيادات عربية، أمس، في قصف للطيران العراقي استهدف قرى شمال بعقوبة.

وقال المقدم مجيد عباس، من قيادة العمليات العراقية، إن «داعش» يعاني قلة أعداد عناصره، بسبب ارتفاع اعداد قتلاه في المعارك داخل الأنبار وخارجها، أو حالات الهروب التي حصلت في صفوف عناصره، وانهيار معنوياته خصوصاً في ظل الاستعدادات الكبيرة الراهنة للجيش العراقي وأبناء العشائر لاسترجاع الرمادي.

وأوضح أن التنظيم، يعاني أزمة كبيرة في المواجهات المسلحة، خصوصاً عندما بدأت عشائر الأنبار تتسلح وتطلب السلاح لقتاله وطرد عناصره من مدنهم في الفلوجة والقائم وراوة وعنه وحديثة والرمادي، مؤكداً أن «الصحوة العشائرية لعشائر الأنبار الحالية ستكرر نصر عام 2006 ــ2007 ضد تنظيم القاعدة في المحافظة».

وتستعد القوات العسكرية المسنودة بأبناء العشائر والحشد الشعبي لانطلاق العمليات العسكرية، بغية استرجاع مدينة الرمادي، التي سيطر عليها «داعش» منذ أكثر من شهر.

ووصل إلى محافظة الأنبار وتحديداً في قاعدة الحبانية العسكرية نحو 300 مستشار أميركي، لتقديم الاستشارات العسكرية واللوجستية إلى مقاتلي الجيش العراقي وأبناء العشائر، لتحرير الأنبار من التنظيم.

من جهته، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، إن دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهم في معركة تحرير الأنبار «خصوصاً ان القوات العراقية تفتقر إلى إدارة المعارك بشكل صحيح، نتيجة الانهزامات التي مُنيت بها في معارك سابقة مع التنظيم». وأضاف «نأمل من التحالف الدولي ألا يكتفي بزج المستشارين فقط، بل أن يتم امداد الجيش العراقي وأبناء العشائر بالتسليح والتجهيز والتمكين بالأسلحة والمعدات الحديثة والقادرة على تغيير المعركة لمصلحة القوات العراقية».

وقال «تلقينا وعوداً من الإدارة الأميركية بأن وجهتها المقبلة هي تسليح عشائر الأنبار بجميع التجهيزات العسكرية، من أجل ان يكون لها الدور الكبير في تحرير مناطقها من (داعش)»، مبيناً أن «هذه الأمور ستعجل في تحرير الأنبار وإرجاعها إلى أحضان الدولة العراقية».

ويأتي هذا التوجه لدى التنظيم ترقباً واستعداداً للمعركة المزمع انطلاقها من قبل القوات العسكرية العراقية لتحرير محافظة الأنبار المترامية الأطراف، التي تشكل 34% من مساحة العراق الإجمالية، كونه يعاني نقصاً في أعداد مسلحيه بعد عمليات القتل التي تعرض لها عناصره.

وبحسب مراقبين عسكريين، فإن التنظيم بات بحاجة لسد الكثير من الثغرات التي يتخوف بأي لحظة أن تملأ من قبل قوات الأمن العراقية أو أبناء العشائر.

إلى ذلك، أعلن الجيش العراقي، أمس، مقتل 19 من عناصر «داعش»، بينهم قيادات عربية، وإصابة خمسة آخرين بجروح في قصف للطيران العراقي استهدف معاقل التنظيم في قرى محافظتي صلاح الدين وديالى شمال شرقي بغداد.

وقال مصدر من قيادة عمليات دجلة، إن الطيران العراقي نفذ عملية عسكرية فجر أمس، لقصف مواقع تابعة للتنظيم في القرى الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين «وهي قرى الدوميوم والسهل الأصفر والغافرية وقرى الربيعات التابعة لناحية قرة تبة شمالي بعقوبة، تمكن خلالها من قتل 19 مسلحاً من (داعش)، بينهم قيادات عربية الجنسية، وإصابة خمسة آخرين».

وأضاف أن «قوات الجيش وبمساندة الحشد الشعبي تمكنت من تمشيط المنطقة بالكامل، بحثاً عن جيوب لعناصر التنظيم في المناطق القريبة من القرى».

الأكثر مشاركة