الأكراد يطردون «داعش» مــن عين العرب.. واشتباكات في الحـــسكة
تمكن المقاتلون الأكراد من طرد تنظيم «داعش» من مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية، التي كان دخلها التنظيم قبل يومين، وقتل بوحشية 206 مدنيين فيها، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والأكراد من جهة، ضد التنظيم في مدينة الحسكة التي يحاول التنظيم السيطرة عليها. في حين تعهدت إسبانيا وفرنسا بإطلاق مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة في سورية، بينما يبدأ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، اليوم، زيارة إلى موسكو تستغرق ثلاثة أيام لبحث الحل السياسي.
وفي التقاصيل، نجح الأكراد في طرد تنظيم «داعش» من مدينة عين العرب التي دخلها الخميس الماضي بعد أن شن هجوماً مفاجئاً تنكر عناصره خلاله بلباس «وحدات حماية الشعب» الكردي وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في نقاط عدة، متخذاً من السكان «دروعاً بشرية» و«رهائن».
وقال الصحافي رودي محمد أمين، الذي يتابع الوضع في عين العرب عن قرب لـ«فرانس برس»، أمس، إن المدينة عادت بكاملها تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن المقاتلين الأكراد استعادوا السيطرة على المواقع التي احتلها التنظيم في عين العرب، و«تم ذلك بعد تمكن وحدات حماية الشعب الكردية من دخول ثانوية البنين في جنوب غرب المدينة، التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم، عبر تفجيره».
وأوضح أمين أن «الوحدات الكردية فجرت ألغاماً زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته»، مضيفاً أنه تم تنفيذ هذه العملية العسكرية «بعد التأكد من انه لم يبق مدنيون داخل المدرسة».
وأفاد ناشطون بمقتل العديد من عناصر التنظيم في العملية التي تسببت أيضاً في تدمير أجزاء من المبنى.
وعثر سكان عين العرب، أمس، على 10 جثث في الشوارع، ليرتفع عدد القتلى من المدنيين الذين استهدفهم عناصر التنظيم 206 بينهم 26 أعدمهم التنظيم في قرية برخ بوطان جنوب عين العرب.
في شمال شرق البلاد، تتواصل المعارك في مدينة الحسكة بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» الذي يحاول السيطرة على المدينة.
وذكر المرصد، أمس، أن المعارك تتركز في جنوب المدينة، حيث سيطر التنظيم على حيين في المدينة التي نزح منها 60 ألف شخص، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن مقاتلين أكراداً انضموا إلى القتال إلى جانب قوات النظام. ويتقاسم الأكراد السيطرة على الحسكة مع قوات النظام.
وأكد المرصد أن القوات النظامية والأكراد خاضا معارك منفصلة مع التنظيم حول مدينة الحسكة الليلة قبل الماضية، في الوقت الذي حاول التنظيم السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيس قرب الحدود العراقية.
وأوضح أن «وحدات حماية الشعب» الكردية اشتبكت مع مقاتلي التنظيم على مشارف حي غويران في جنوب شرق الحسكة، الليلة قبل الماضية.
وفي الجنوب، تواصلت المعارك بين القوات النظامية من جهة، ومقاتلي المعارضة مع «جبهة النصرة» من جهة أخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الأكبر منها.
وأفاد المرصد بارتفاع حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة و«جبهة النصرة» هجوماً على المدينة الخميس الماضي إلى 91، هم 60 من الفصائل المقاتلة و«جبهة النصرة» و18 عنصراً من قوات النظام و11 مدنياً.
وفي نيويورك، تعهدت إسبانيا وفرنسا، أول من أمس، بإطلاق مبادرة جديدة في مجلس الامن من أجل وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة في سورية، التي تقول المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان إنها تتسبب في أكبر عدد من الضحايا في النزاع الدائر بالبلاد.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قراراً في فبراير 2014 يطالب بوقف الهجمات التي يتهم الغرب النظام السوري بتنفيذها عبر إلقاء براميل محشوة بالمتفجرات من مروحيات، لكن لم يشرع مجلس الأمن في أي تحرك لتنفيذ هذا التدبير.
وخلال اجتماع استمع أعضاء المجلس إلى تقارير لمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أشارت إلى حصيلة بشرية كبيرة بسبب عمليات القصف هذه، ودعت إلى تحرك من أجل وضع حد للعنف.
وقال السفير الإسباني، رومان أويارزون مارشيسي، عقب الاجتماع، إن «المجتمع الدولي يقول بصوت واحد: أوقفوا قنابل البراميل المتفجرة». من جهته، وصف السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، الاجتماع بـ«نقطة انطلاق العملية لنستخدم أي خيار، وأي اداة وهيئة في متناولنا» من أجل وضع حد لهذه الهجمات.
لكن السفراء لم يوضحوا التدابير الممكن أن تكون مطروحة ولا الموقف الذي يمكن أن تعتمده روسيا لمواجهة أي عقوبات محتملة على دمشق. وقتل بحسب منظمات حقوقية 6589 شخصاً بسبب البراميل المتفجرة منذ بدء الحراك ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مارس 2011، الذي تحول إلى حرب متشعبة معقدة. والأسبوع الماضي وقعت 70 دولة على رسالة تندد لدى مجلس الأمن بإلقاء براميل متفجرة على المدنيين في سورية، لكن لم تكن الصين ولا روسيا في عداد الدول الموقعة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وليد المعلم سيصل إلى موسكو اليوم في زيارة عمل تستغرق ثلاثة أيام.
وقالت على موقعها الإلكتروني إن المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السوري ستتمحور حول مهمة إطلاق العملية السياسية للتسوية الداخلية في سورية عبر حوار مباشر بين دمشق وممثلي المعارضة السورية.
وأضافت أن لافروف والمعلم سيبحثان أيضاً مشكلة مكافحة الإرهاب في المنطقة.