فصائل فلسطينية تدعو إلى هبة جماهيرية.. وتحذّر من «انفجار» مقبل
اشتباكات في القدس وشرطة الاحتلال تدخل «الأقصى»
في خطوة نادرة للغاية، دخلت الشرطة الإسرائيلية أمس، إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لطرد فلسطينيين تحصنوا فيه، وكذا لإنهاء اشتباكات اندلعت بعد قدوم يهود متشددين إلى المسجد، فيما حذرت فصائل فلسطينية من استمرار قوات الاحتلال في اقتحام المسجد، لافتة إلى أن ذلك سيكون شرارة الانفجار المقبل بوجه المحتل، ودعت إلى هبة جماهيرية لحماية المسجد.
وتفصيلاً، جرت الصدامات الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس، في الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وبدأ اليهود إحياء ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل». ونشرت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات في البلدة القديمة في القدس خوفاً من اندلاع اشتباكات، بينما يتوجه آلاف من اليهود إلى حائط البراق من أجل الصلاة السنوية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إن «ملثمين بدأوا رشق رجال الشرطة من داخل المسجد بالحجارة وأشياء أخرى، ما أدى إلى جرح عدد من الشرطيين». وأضافت «لمنع حدوث تصعيد وصدامات دخلت الشرطة إلى المبنى بضعة أمتار، وأغلقت أبواب المسجد من أجل إعادة النظام». وعرضت الشرطة صوراً ظهرت فيها الأبواب الخشبية للمسجد وقد اقتلعت وسجاد ممزق وحجارة على الأرض. وألقت الشرطة قنابل صوت لتفريق المتظاهرين. واعتقل ثلاثة فلسطينيين على الأقل بينما أصيب أربعة من رجال الشرطة بجروح طفيفة.
واتهم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، يوسف ادعيس، إسرائيل بأنها «اقتحمت المسجد الأقصى واعتدت على المصلين وخربت، وأطلقت اعيرة نارية ولم تراعِ لا كبيراً في السن ولا صغيراً»، مضيفاً أن «اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى اليوم هو عمل همجي وأرعن ومخالف لكل المواثيق الدولية».
من جهتها، طالبت الخارجية الفلسطينية في بيان العالمين العربي والإسلامي «بالتحرك العاجل لإنقاذ القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية»، محذرة من «التعامل مع عمليات تهويدها كأمر اعتيادي ومألوف».
ودانت الوزارة «القرارات والإجراءات الاسرائيلية العنصرية بفرض قيود مشددة على دخول المواطنين الفلسطينيين إلى المسجد، بينما سمحت في الوقت نفسه لمجموعات من المستوطنين باقتحامه وتنظيم جولات استفزازية فيه».
كما دانت جامعة الدول العربية بشدة اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنين ومتطرفين ووزير في الحكومة الحالية الإسرائيلية باحات المسجد، واعتبرت الاقتحامات ليست من فعل متطرفين فقط، ولكنها تخطيط مركزي من الحكومة والقائمين على أمر إسرائيل الآن.
وحذرت فصائل فلسطينية من استمرار قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى، لافتة إلى أن ذلك سيكون شرارة الانفجار القادم بوجه المحتل. ودعت الفصائل إلى هبة جماهيرية لحماية المسجد الأقصى من المستوطنين وقوات الاحتلال، مطالبة باستمرار وتكثيف ظاهرة المرابطين داخل باحات المسجد.
وأشارت حركة (حماس) إلى أن اقتحام الاحتلال ومستوطنيه المسجد الأقصى هو تصعيد خطير يعكس ارتفاع وتيرة التهويد في مدينة القدس، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا العدوان على المقدسات.
وقال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، لـ«الإمارات اليوم»، إن اقتحام القيادات السياسية والاستيطانية «الإسرائيلية»، وفي مقدمتها وزراء وسياسيون للمسجد الأقصى، يشكل تصعيداً خطيراً ومقدمة لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
من ناحيته، أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، أن استمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على مدينة القدس ستكون شرارة الانفجار المقبل الذي سيحرق لهيبه الاحتلال.
ودعا الغول القيادة الفلسطينية لضرورة عقد جلسة طارئة للجنة التنفيذية لمناقشة تداعيات التطور الخطير في المسجد الأقصى، والخروج بقرارات عملية لمواجهة الممارسات الإسرائيلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news