أوروبا تطالب أنقرة بردّ «متكافئ» على هجمات الأكراد
أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن «قلقه الشديد» حيال أعمال العنف بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني، داعياً أنقرة إلى رد «متكافئ» على أعمال العنف لا يهدد الحوار السياسي الديمقراطي في البلاد. في وقت قتل جنديان تركيان، أمس، في هجوم نسب إلى «الكردستاني».
وقال المفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد، يوهانس هان، خلال لقاء مع الوزير التركي للشؤون الأوروبية، فولكان بوزكير، إن «الاتحاد الاوروبي يعترف بحق تركيا في منع أي شكل من أشكال الإرهاب الذي يستوجب الإدانة من دون لبس والرد عليه»، مشيراً إلى أن الرد «يجب أن يكون متكافئاً ومحدد الهدف، ويجب ألا يشكل في أيٍّ من الأحوال خطراً على الحوار السياسي الديمقراطي في البلاد».
وأوضح مكتب المفوض في بيان، أن «المفوض أعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي الكبير حيال التطورات الأخيرة التي تنعكس سلباً على عملية السلام بين الأكراد وتركيا».
وانهارت هدنة كانت مستمرة منذ 2013 بين حزب العمال الكردستاني وتركيا قبل أسبوعين اثر اعتداء دامٍ وقع في سروج (جنوب) في 20 يوليو الماضي ونسب إلى تنظيم «داعش»، ورد عليه المتمردون الأكراد بمهاجمة قوات الأمن التركية المتهمة بعدم حماية السكان المحليين.
ومنذ ذلك الحين تركز أنقرة غاراتها في سياق التصدي للإرهاب على أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي استهدفته بعشرات الضربات، فيما وجهت ضربات قليلة إلى «داعش».
وقال هان إن الاتحاد الأوروبي «يقر بالتزام السلطات التركية بتكثيف مكافحة تنظيم (داعش)»، داعياً تركيا إلى أن تكون «على مستوى الدور المهم والاستراتيجي الذي تضطلع به في المنطقة بكاملها، من خلال الامتناع عن القيام بأي عمل يزعزع الاستقرار في المنطقة».
وذكر أن بروكسل وعدت بتقديم دعم متزايد لتركيا التي تستضيف مليوني لاجئ سوري وعراقي.
والتقى هان يوم الجمعة الماضي زعيم «حزب الشعوب الديمقراطي» صلاح الدين دميرتاش، الذي يعتبر الرابح الأكبر في الانتخابات التشريعية الأخيرة في تركيا التي جرت في يونيو الماضي، وجاء في البيان أن هان أكد خلال لقائه الزعيم المؤيد للقضية الكردية، أن «على جميع الأطراف أن تجدد التزامها حيال عملية السلام»، وأنه «يجب إعادة إحلال الهدنة».
إلى ذلك، أعلنت السلطات التركية، أمس، عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين في هجوم نسب إلى حزب العمال الكردستاني، بعدما كانت تحدثت مصادر عن ثلاثة جنود قتلى.
وجاء في بيان لسلطات مقاطعة شيرناك أن «جنديين قتلا وأصيب ثالث بالإضافة إلى أحد عناصر حراس القرى (ميليشيا كردية شبه عسكرية) في هجوم تلته مواجهات في منطقة ريفية» في المقاطعة.
وألقيت مسؤولية الهجوم على حزب العمال الكردستاني الذي كثف هجماته ضد قوات الأمن في الأسبوعين الأخيرين في ظل قيام الطائرات الحربية التركية بشن غارات على مواقعه في شمال العراق.
وأطلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، «حرباً على الارهاب» تستهدف حزب العمال الكردستاني كما «داعش».
وفي الوقت ذاته، ذكرت وكالة «أنباء الأناضول»، أن انفجاراً استهدف خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي ينقل الغاز من أذربيجان الى تركيا في مقاطعة كارس الشرقية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن هذا التفجير، لكن حزب العمال الكردستاني استهدف مراراً في الماضي منشآت الطاقة في تركيا.