استشهاد والد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة
استشهد سعد دوابشة والد الرضيع علي دوابشة الذي قضى بإحراق منزل عائلته من قبل عصابات المستعمرين اليهود قبل أسبوع قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما حذّر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي السابق «شاباك»، يوفال ديسكين، من أن دولة دينية تحكم بالشريعة اليهودية تتشكل الآن في إسرائيل، وتحمل اسم «يهودا» كما يطمح إليها المتطرفون، وحذر من تصاعد العنف ضد الفلسطينيين.
وتفصيلاً، قالت مصادر اعلامية فلسطينية إن دوابشة (الوالد) استشهد صباح أمس متأثراً بإصابته الخطرة في الحادث نفسه. وأضافت أن والدة الرضيع لاتزال ترقد في المستشفى بحالة حرجة نتيجة الحروق التي تصل إلى 90%، بينما بدأ الابن الثاني للزوجين أحمد دوابشة (أربعة أعوام) يتعافى ببطء. وقالت وسائل إعلام محلية ان الطفل لم يعد يخضع للتنفس الاصطناعي وفتح عينيه وتعرف إلى الأشخاص المحيطين به.
وكان مستعمرون يهود قد أحرقوا منزل الطفل الرضيع علي دوابشة قبل أسبوع، ما أدى إلى استشهاده وإصابة والديه وشقيقه بجراح خطرة.
واعتبرت حركة «حماس» في بيان أن سعد دوابشة هو «أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني». وأكدت ان «المقاومة الباسلة في الضفة الغربية تتجهز للرد على جريمة استشهاد الرضيع علي».
وأمس شرّح جثمان سعد دوابشة لتقديم أدلة جديدة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتجمع آلاف الأشخاص للمشاركة في تشييع سعد دوابشة في قرية دوما ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الطفل علي وعائلة دوابشة. ولف جثمان سعد دوابشة بالعلم الفلسطيني.
من جهته، دعا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى «تقديم مرتكبي هذا العمل الارهابي أمام العدالة» لأنه لا يجدر السماح «للمتطرفين بتصعيد الوضع والسيطرة على جدول الأعمال السياسي».
يأتي ذلك في وقت أفاد المسؤول الفلسطيني عن ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن مستوطنين ألقوا زجاجات حارقة وحجارة على منزل آخر يقع على طريق المعرجات قرب قرية دوما جنوب نابلس فجر أمس. واعتبر دغلس أن ما يجري من قبل المستوطنين هي محاولة لارتكاب جريمة جديدة في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة الإسرائيلية.
في السياق نفسه، أكد يوفال ديسكين، تصاعد هجمات المتطرفين اليهود التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم وكان آخرها إحراق عائلة دوابشة. وحذر من تشكيل دولة «دينية» تحكم بالشريعة اليهودية وتحمل اسم « يهودا» كما يطمح المتطرفون.
ورأى ديسكين في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نظام الحكم في إسرائيل ضعيف بشكل مريع أمام العشرات من المتطرفين الذين يستخدمون العنف ضد الفلسطينيين. وقال إن الجماعات المتطرفة تشكل خطراً على إسرائيل وتحاول تطبيق شريعتها الخاصة، متهماً أحزاباً إسرائيلية وجهات سياسية رسمية بدعمها والتسامح معها، ما أدى إلى تقوية شوكتها.
من ناحية أخرى، أبدت مؤسسات فلسطينية رسمية وأهلية وتنظيمات، قلقها البالغ من إمكانية قيام اسرائيل بتنفيذ قرار أقره البرلمان الاسرائيلي قبل ايام، ينص على إجبار المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية على التغذية رغماً عنهم. وزاد هذا التخوف بعد ان أبلغت سلطات إسرائيل رسمياً أول من أمس، محامي معتقل فلسطيني مضرب عن الطعام منذ 55 يوماً نيتها المباشرة في تنفيذ هذا القرار، لكسر إضرابه احتجاجاً على اعتقاله الإداري.