عراقيون في موقع التفجير الذي دمر سوق الخضراوات في حي مدينة الصدر وأوقع عشرات القتلى والجرحى. أ.ف.ب

«داعش» يقتل 54 عراقياً بشاحنة مفخخة.. وبراميل متفجرة على الفلوجة

قُتل 54 شخصاً على الأقل وجرح 100 آخرون في تفجير بشاحنة مفخخة استهدف سوقاً في بغداد وتبناه تنظيم «داعش»، وذلك في الهجوم الأكثر دموية في العاصمة منذ أشهر، فيما قتل 25 طفلاً وامرأة في سقوط براميل متفجرة ألقتها طائرات الجيش العراقي على مستشفى في الفلوجة بمحافظة الأنبار، بينما أعلن رئيس الاركان الاميركي المنتهية ولايته، الجنرال ريموند اودييرنو، أول من أمس، أن تحقيق المصالحة بين الشيعة والسنة في العراق لا ينفك يزداد صعوبة، معتبراً ان تقسيم هذا البلد «ربما يكون الحل الوحيد» لتسوية النزاع الطائفي، وهو ما اعتبرته الحكومة العراقية تصريحات «غير مسؤولة وتنم عن جهل بالوضع في العراق».

وتفصيلاً، وقع انفجار بشاحنة مفخخة مركونة وسط سوق شعبية لبيع الخضار والفاكهة بالجملة في حي مدينة الصدر شمال بغداد صباح أمس. وأدى التفجير إلى مقتل 54 شخصاً على الاقل وإصابة 100 بجروح، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. ووقع التفجير في ساعة الذروة بالسوق التي تشهد تجمع العديد من التجار.

وقام مسعفون في المكان بجمع أشلاء بشرية، بينما قام آخرون بنقل جرحى إلى سيارات الاسعاف. كما تسبب التفجير بدمار كبير، لاسيما في شاحنات نقل الخضار والسقف الحديدي للسوق. وشوهدت خيول تستخدم لجر عربات الخضار نافقة بعد التفجير.

وتبنى «داعش» الهجوم بحسب بيان تداولته حسابات إلكترونية إرهابية. وقال البيان إن التنظيم استهدف تجمعاً لعناصر من الجيش العراقي والحشد الشعبي، فيما دانت ايران غير المنضوية في الائتلاف التفجير، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية «ايرنا» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم.

يأتي ذلك في وقت أعلنت مصادر طبية عن مقتل 25 طفلاً وامرأة في سقوط براميل متفجرة ألقتها طائرات الجيش العراقي على مستشفى في الفلوجة بمحافظة الأنبار، وقالت المصادر إن «الطائرات الحربية التابعة للجيش ألقت ثلاثة براميل متفجرة» على «مستشفى النسائية والأطفال»، الواقعة على ضفاف نهر الفرات غربي الفلوجة.

وأسفر القصف عن مقتل 25 طفلاً وامرأة وإصابة 30 بجروح، بينهم بعض أفراد الكادر الطبي، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، حيث لايزال رجال الإنقاذ، بالتعاون مع أهالي الفلوجة، يحاولون انتشال المحاصرين تحت الأنقاض.

وخلال مؤتمر صحافي وداعي قبل تقاعده، قال الجنرال رايموند اودييرنو رداً على سؤال عن فرص المصالحة بين السنة والشيعة، إن الأمر «يزداد صعوبة يوماً بعد يوم». وتوقع الضابط الذي كان قائداً للقوات الاميركية في العراق بين العامين 2008 و2010، ان مستقبل العراق «لن يشبه ما كان عليه في السابق». ورداً على سؤال عن امكانية تقسيم البلاد، قال اودييرنو: «اعتقد انه يعود إلى المنطقة، إلى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين ان يروا كيف يمكن لهذا الأمر ان يجري، ولكن هذا أمر يمكن ان يحصل». واضاف «ربما يكون هذا الحل الوحيد، ولكني لست مستعداً بعد لتأكيده». وشدد على ان الاولوية يجب ان تبقى قتال المتطرفين في سورية والعراق.

وأشار إلى أن جهود مكافحة التنظيم التي تمثلت بتنفيذ اكثر من 5000 غارة جوية، ادت إلى كبحه، لاسيما في العراق وشمال سورية. الا انه قال إن ثمة «نوعاً من المراوحة» حالياً رغم «بعض التقدم».

وكان اودييرنو دعا إلى عدم سحب كل القوات الاميركية من العراق والابقاء على قسم منها، لكن بغداد وواشنطن لم تتفقا على هذا الأمر.

الأكثر مشاركة