غرق زورق مكتظ بالمهاجرين قبالة سواحل ليبيا

أعرب مسؤولون ليبيون عن خشيتهم من أن يكون نحو 200 شخص لاقوا مصرعهم بحادث غرق قارب مكتظ باللاجئين، معظمهم أفارقة، قبالة الساحل الليبي، الخميس، حيث كانوا في طريقهم إلى إيطاليا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر الليبي، محمد المصراتي ، إن ليبيا انتشلت 82 جثة جرفتها المياه إلى الشاطئ، بعد غرق القارب. وأضاف المصراتي لوكالة فرانس برس أن نحو 100 شخص لايزالون مفقودين، وأنه جرى إنقاذ نحو 198 مهاجراً.

وقال مسؤول أمني في بلدة زوارة بغرب ليبيا، من حيث انطلق القارب، إن نحو 400 شخص كانوا على متن القارب، وإن كثيرين حوصروا على الأرجح في مخزن الأمتعة حين انقلب.

وأضاف أن قوات خفر السواحل الليبية أنقذت حتى الآن نحو 200 من ركاب القارب، وتم نقل 147 منهم إلى منشأة احتجاز للاجئين في صبراتة غرب طرابلس.

من جهته، قال مسؤول في جهاز خفر السواحل التابع للحكومة المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في طرابلس، إنه تم انتشال عشرات الجثث، وهناك عشرات آخرون مفقودون.

ولم تتوافر معلومات دقيقة لدى الحكومة الليبية عن الضحايا، لكن مسؤولاً أمنياً قال إن المهاجرين في القارب كانوا من إفريقيا وباكستان وسورية والمغرب وبنغلاديش.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن قاربين كانا في طريقهما لأوروبا، وعلى متنهما نحو 500 لاجئ انقلبا قبالة السواحل الليبية، وسط مخاوف من مقتل المئات.

ولم يؤكد خفر السواحل الإيطالي، الذي ينسق عمليات الإنقاذ مع الاتحاد الأوروبي قبالة ساحل ليبيا، غرق القارب، لكن السلطات في روما قالت إنه تم إنقاذ نحو 1430 شخصاً في عدد من العمليات قرب ليبيا طوال يوم الخميس، كما أرسلت سفينة تجارية لمساعدة قارب يحمل 125 شخصاً، وتسلمت جثتين.

وتعد ليبيا نقطة انطلاق للاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، ولا تبعد السواحل الليبية ــ البالغ طولها 1770 كيلومتراً ــ أكثر من 300 كيلومتر عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تشهد كل عام وصول آلاف اللاجئين.

وتشهد ليبيا فوضى أمنية ونزاعاً مسلحاً فاقما الهجرة غير الشرعية عبر سواحلها التي تفتقر للرقابة الفعالة، في ظل الإمكانات المحدودة لقوات خفر السواحل الليبية، وانشغال السلطات بالنزاع المسلح الدائر في ليبيا منذ عام.

ووصل أكثر من 170 ألف لاجئ من إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى إيطاليا في 2014، بعدما تم إنقاذهم في البحر المتوسط، أما مجموع الذين وصلوا في 2015 فقد وصل حالياً إلى 108 آلاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط تجاوز 300 ألف منذ بداية العام الجاري، مقابل 219 ألفاً في عام 2014 كاملاً. وأضافت أنه قتل أكثر من 2500 شخص خلال الرحلات هذا العام، لا يشملون من يُخشى أنهم غرقوا أمام الساحل الليبي، بينما قتل أو فقد العام الماضي 3500 مهاجر.