استمرار الهجمة الإسرائيلية على «الأقصى» وتجدد المواجهات
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، لليوم الثاني على التوالي، اقتحامها المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، حيث ألقت القنابل الصوتية وأطلقت الأعيرة المطاطية في باحات الحرم، وتجددت المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما أغلق الاحتلال معابر غزة، بسبب الأعياد اليهودية، بينما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى عقد اجتماع طارئ، لبحث رشق الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس بمشاركة وزير الجيش والأمن الداخلي والقضاء والمواصلات والمستشار القانوني والادعاء العام.
وفي التفاصيل، قال شهود عيان مقدسيون، إن مسنّاً أصيب بعينه، ووصفت حالته بالخطيرة، حيث نقل مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقلت عناصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية وأخرى تابعة لوحدة المستعربين، أمس، سبعة مصلين من المعتكفين والمرابطين في رحاب المسجد الأقصى المبارك، بعدما اعتدت عليهم بالضرب وأصابت عدداً آخر.
وكانت قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال الخاصة اقتحمت المسجد الأقصى صباح أمس، وحطمت أقفال المصلى «القبلي المسجد الأقصى»، وألقت عشرات القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط على المصلين، بهدف إخراجهم من المسجد، واعتقالهم وتفريغ الأقصى من المصلين لصالح اقتحاماتٍ جديدة للمستوطنين.
وتأتي الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بمناسبة «رأس السنة العبرية»، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد في تطبيق وتنفيذ لمخطط التقسيم الزماني، فيما كانت مواجهات عنيفة قد اندلعت أمس في الأقصى أسفرت عن إصابة العشرات من الشبان والنساء.
وقالت مصادر صحفية إسرائيلية إن حكومة نتنياهو قرّرت تنفيذ قرار تقسيم المسجد الأقصى زمانياً على مرحلتين، المرحلة الأولى هي ملاحقة الوجود الديموغرافي الفلسطيني داخل المسجد الأقصى، من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب مصاطب العلم والمرابطات واعتبارهم ملاحقين من الأمن الإسرائيلي. أما المرحلة الثانية فهي تحديد مواعيد يومية الزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من دخول الأقصى في تلك الساعات تماماً، كما حدث مع المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت، أول من أمس، في باحة المسجد وقامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع، قبل ساعات من بدء الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية. وعلى الرغم من أحداث العنف، زار 650 يهودياً وسائحاً المسجد الأقصى، أول من أمس، في رقم اعلى من المعتاد، بينما جاء 500 زائر أمس، بحسب الشرطة.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الأقصى لممارسة شعائر دينية والإجهار بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية، واعلنت ضمها في 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
من ناحية أخرى، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، معبري كرم أبوسالم جنوب شرق قطاع غزة، وبيت حانون« إيرز » شمالاً، بسبب الأعياد اليهودية.
وقالت الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة في بيانها، إن الاحتلال قرر إغلاق معبري «كرم أبوسالم» و« أيرز» أمس واليوم، بسبب حلول عيد رأس السنة. وأدى إغلاق المعابر إلى عرقلة وصول المواد الأساسية إلى قطاع غزة خصوصاً السولار.