قوات خاصة إسرائيلية تقتحم الأقصى مستخدمة التروس المدرعة
اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية، أمس، المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، في وقت ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في نيويورك، الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الذي بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومستجدات الموقف العربي.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وعناصر من الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى، حيث يخيم توتر شديد مع حلول عيد المظلات (سكوت) اليهودي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن عشرات الجنود اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، وانتشروا في ساحة المسجد القبلي، وألقوا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بصورة عشوائية في المكان.
وقال شهود عيان، إن 15 قناصاً اعتلوا سطح المسجد القبلي، وتمركزوا عليه، فيما أدخل جنود الاحتلال ولأول مرة التروس المدرعة كدرع واقٍ لساحات الأقصى لصد الحجارة.
وقالت مصادر مقدسية إن قوات الاحتلال استخدمت آلات حفر لقص الحمايات الحديدية لنوافذ المصلى القبلي من الجهة الشرقية.
وامتدت المواجهات بسرعة لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى إصابة 22 شخصاً، من بينهم ثلاثة نقلوا إلى المستشفى، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
ومنعت سلطات الاحتلال منذ مساء أول من أمس، المصلين الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول الأقصى، وأدى الشبان صلاتي المغرب والعشاء وصلاة فجر، أمس، على أبواب الأقصى.
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت إلى تنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الجاري طوال أيام «عيد المظلة» العبري.
وبعد فتح باب المغاربة أمام الزوار غير المسلمين، أمس، جاء نحو 450 سائحاً و24 يهودياً إلى الأقصى، بحسب الشرطة الإسرائيلية، وأصيب بعض السياح إصابات طفيفة.
ويشهد مجمع المسجد الأقصى ومحيطه توتراً كبيراً منذ أسابيع.
ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى خمسة أيام في الأسبوع من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الـ11 صباحاً.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967، الذي يُسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في اوقات محددة ومن دون الصلاة فيه.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الأقصى لممارسة شعائر دينية والإعلان انهم ينوون بناء الهيكل مكان المسجد.
وفي نيويورك، ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، على هامش أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتناول الاجتماع الذي شارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مسألة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وكذلك مستجدات الموقف العربي إزاء عدد من القضايا السياسية العربية، في ضوء القرارات الصادرة عن الاجتماع الوزاري الأخير لمجلس الجامعة، بما في ذلك ما يتصل بالوضع في كل من سورية واليمن وليبيا، وسبل مكافحة الإرهاب والتطرف بالمنطقة وغيرها من المسائل السياسية والأمنية الأخرى ذات الاهتمام العربي المشترك.