دوريات لشرطة الاحتلال في القدس في إطار تشديد الإجراءات الأمنية بعد الهجمات. إي.بي.إيه

استشهاد فلسطيني في رام الله.. والاحتلال يصعّد اعتداءاته فـي الضفة

استشهد فلسطيني في رام الله أمس، نتيجة جلطة قلبية أصيب بها إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه، وفيما بدأ الجيش الإسرائيلي الانتشار في القدس لمحاولة وضع حد لموجة الهجمات الفلسطينية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 26 فلسطينياً في الضفة الغربية، في حين عم مدينة جنين إضراب تجاري عام نصرة للأقصى. في الأثناء، انتقدت إسرائيل وزارة الخارجية الأميركية لاتهامها بأن قواتها الأمنية استخدمت على الأرجح «القوة المفرطة» ضد المتظاهرين الفلسطينيين.

وفي التفاصيل، استشهد فلسطيني - من قرية الجانية غرب رام الله - أمس نتيجة جلطة قلبية أصيب بها إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه الليلة قبل الماضية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن عائلة الشهيد أفادت إدارة مجمع فلسطين الطبي في رام الله بأن الشهيد عانى انتكاسة صحية نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليه وأسرته في طريق عودته من قطاف الزيتون.

في الأثناء، بدا الجيش الإسرائيلي الانتشار في القدس لمحاولة وضع حد لموجة الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون ولاتزال مستمرة رغم سلسلة إجراءات أعلنتها حكومة نتنياهو.

وتمركزت عناصر من الشرطة ومن حرس الحدود في مواقع غير معهودة منذ سنوات، مثل الخط المخصص للدراجات الهوائية الذي يعبر المدينة، وهم يراقبون بحذر شديد الساحات العامة والمحاور والتقاطعات الرئيسة.

ومن المفترض وصول تعزيزات حجمها أكثر من 300 عنصر اضافي أغلبيتهم في القدس لدعم الشرطة، حسب ما أعلن المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، لوكالة فرانس برس، وتتولى الشرطة قيادة الانتشار.

وتعود آخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن اسرائيلية الى عام 2002، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ورافقته عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، بحسب مصدر قريب من أجهزة الأمن.

وتتوالى صفارات الإنذار وأحياناً كثيرة دون مبرر. فالقلق المتزايد يدفع الإسرائيليين الى شراء الأسلحة بشكل كثيف. وأظهرت صور نشرتها صحيفة (يديعوت أحرونوت) الواسعة الانتشار ليهودية داخل حافلة تحمل مرقاقاً للعجين، ولآخرين وبأيديهم عصي ومعاول ومكانس.

وشهدت مشارف محطة الحافلات في القدس الشرقية مساء الأربعاء تحركات واسعة لحشود دب فيها الذعر عندما لاحق شرطيون فلسطينياً طعن مسنة في الهجوم الأخير من نوعه.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق اتخاذ سلسلة من الإجراءات لوقف حملة العنف التي بلغت حداً أقصى الثلاثاء بمقتل ثلاثة إسرائيليين بهجوم بسيارة وبسلاح ناري للمرة الأولى منذ بدء أعمال العنف في الأول من اكتوبر.

وأوقعت أعمال العنف سبعة قتلى من الإسرائيليين وعشرات الجرحى وقرابة 30 فلسطينياً العديد منهم نفذوا هجمات بالإضافة إلى مئات الجرحى.

وبالإضافة الى التعزيزات، أجازت الحكومة ايضاً تطويق أحياء فلسطينية في القدس الشرقية التي احتلتها في 1967.

يشار الى أن أغلبية منفذي الهجمات من القدس الشرقية.

وكانت الحكومة حذرت من أن إسرائيل ستواصل هدم منازل منفذي الهجمات ومصادرة أملاكهم ولن تسلم جثثهم إلى ذويهم.

وعند حواجز التفتيش التي أقيمت منذ الأربعاء، يدقق عناصر الشرطة في السيارات الواحدة تلو الأخرى القادمة من حي رأس العمود، الذي خرج منه أحد منفذي الهجمات. ويشدد الخبراء على شبه استحالة تفادي الهجمات بالسكين التي يقوم بها أشخاص بمفردهم.

وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 26 فلسطينياً في الساعات الماضية، كما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على تظاهرة نظمها فلسطينيون واعتقلت عدداً منهم مساء الأربعاء في مدينة عكا داخل الخط الأخضر.

وأشارت مصادر شرطة الاحتلال إلى أن الاعتقالات جرت في مناطق نابلس (شمال) ورام الله وأريحا (وسط) وبيت لحم والخليل (جنوب).

في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس، عدداً من مدن وقرى الضفة الغربية، وسلمت بلاغات هدم تعود لمنازل ستة من منفذي عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

ففي مدينة نابلس، سلمت قوات الاحتلال قرارات الهدم لعائلتي الأسيرين كرم المصري ويحيى الحاج حمد، المتهمين بتنفيذ عملية إطلاق النار التي أدت إلى مقتل مستوطنين والمعروفة بعملية «إيتمار» في مطلع الشهر الجاري. كما سلمت عائلة الأسير محمد أبوشاهين إخطاراً مماثلاً بعد اقتحام مخيم قلنديا للاجئين جنوب مدينة رام الله والمتهم بقتل مستوطن في يونيو الماضي.

وشملت الإخطارات الإسرائيلية بالهدم عائلة الأسير معاذ حامد المعتقل لدى إسرائيل وقريبه عبدالله حامد المعتقل لدى جهاز المخابرات الفلسطيني، والمتهمين بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب قرية دوما في نابلس.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل والد الشهيد مهند الحلبي في بلدة سردا شمالي مدينة رام الله، وسلمته هو الآخر إخطاراً يقضي بهدم المنزل.

وتأتي هذه الإجراءات تنفيذاً لقرارات المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي الذي انعقد مطلع الأسبوع الجاري، وأفضى إلى تسريع العقوبات بحق منفذي العمليات وأهمها هدم بيوت عائلاتهم وسحب الإقامة الدائمة من سكان مدينة القدس.

وفي عكا نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين تظاهروا «وسط قمع التظاهرة من قبل الشرطة الإسرائيلية، حيث اعتدت على المتظاهرين بالهراوات، إضافة إلى اعتقال العديد منهم».

من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 22 شخصاً بعد ما وصفتها بـ «عمليات إخلال بالنظام خلال تظاهرة في دوار المدفع في مدينة عكا».

في الأثناء، يعمّ مدينة جنين في شمال الضفة الغربية إضراب تجاري عام نصرة للأقصى وحداداً على أرواح الشهداء. ومن بين هؤلاء الشهداء ابن جنين الأسير فادي الدربي، الذي استشهد بسبب الإهمال الطبي من قبل سلطات السجون الإسرائيلية لحالته الصحية. وقال مصدر إن هناك حالة من الغضب في صفوف الفلسطينيين بسبب تكرار حالات استشهاد الأسرى في السجون الإسرائيلية جراء سياسة الإهمال الطبي.

وفي وقت سابق الأربعاء استشهد فلسطينيان في مدينة القدس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلق شرطي إسرائيلي النار على شاب في القدس الغربية بعد اتهامه بطعن امرأة إسرائيلية، في حين أعدم جنود الاحتلال شاباً فلسطينياً بالرصاص عند باب العامود بعد رفض الانصياع لهم. وترافق هذا التصعيد مع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال في مدن فلسطينية عدة، بينها بيت لحم التي شهدت إضراباً عاماً حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين.

وارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية أكتوبر الجاري إلى 33 فلسطينياً، منهم 22 في الضفة الغربية و11 في قطاع غزة.

واعتقل جيش الاحتلال أكثر من 200 فلسطيني في القدس والضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين بتهمة إلقاء حجارة.

وأقرت شرطة الاحتلال في بيانها بأنها اعتقلت هؤلاء الشبان بتهم عدة بينها حمل سكين ورمي الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة والعبوات المتفجرة الناسفة.

الأكثر مشاركة