واشنطن تعتزم شنّ عمليات برية محددة في العراق
أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، اعتزام بلاده تنفيذ مزيد من العمليات البرية في العراق ضد تنظيم «داعش»، في وقت أنهى عناصر من الشرطة وأبناء العشائر، أمس تصنيع 120 صاروخاً لضرب معاقل التنظيم في جزيرة الخالدية التابعة لمحافظة الأنبار.
وتوقع كارتر، أول من أمس، تنفيذ مزيد من العمليات البرية في العراق ضد تنظيم «داعش»، على غرار العملية التي نفذت الخميس الماضي، وشاركت فيها قوات عراقية وأميركية، وقتل خلالها جندي أميركي.
وقال في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع (البنتاغون)، «أتوقع أن نقوم بمزيد من هذه العمليات»، مؤكداً أن هجوم الخميس أتاح «إنقاذ حياة» 70 محتجزاً، وجمع «معلومات استخباراتية ثمينة».
والخميس أعلنت واشنطن تحرير نحو 70 رهينة كانوا محتجزين في سجن لدى «داعش»، في عملية شنتها قوات كردية عراقية وأميركية فجر اليوم نفسه في شمال العراق، وقتل خلالها جندي أميركي هو اول خسارة بشرية للولايات المتحدة منذ بدأت حملتها ضد المتطرفين في 2014.
وفي البدء وفرت القوات الأميركية لقوات البشمركة الكردية طائرات مروحية لنقل المقاتلين الأكراد، غير ان الجنود الأميركيين ما لبثوا ان اضطروا إلى التدخل مباشرة في المعركة لإسناد المقاتلين الأكراد الذي تعرضوا لنيران التنظيم.
وأسفر تدخل الجنود الأميركيين عن مقتل أحدهم، هو عنصر في قوات النخبة يبلغ من العمر 39 عاماً.
وشكل هذا التدخل الأميركي المباشر في معركة برية في العراق تحولاً في نمط التدخل المتبع لدى الجنود الأميركيين المتمركزين حالياً في هذا البلد، البالغ عددهم نحو 3500 عسكري.
وتلتزم القوات الأميركية في العراق بالمبدأ الذي ما انفك الرئيس باراك أوباما يردده منذ أمر ببدء حملة عسكرية جوية ضد التنظيم، هو «لا جنود على أرض الميدان»، بسبب رفض الرئيس المطلق لأي تدخل عسكري بري في العراق أو سورية.
ولكن وزير الدفاع الأميركي شدد على أن عملية الخميس «لا تعني» أن الولايات المتحدة تستأنف «مهمة قتالية» في العراق، بل هي ببساطة «مواصلة لمهمتنا في تقديم المشورة والمساعدة» للقوات العراقية.
وأضاف «حين تسنح فرص لتنفيذ عمليات من شأنها إحراز تقدم في الحملة» على التنظيم «فنحن نغتنمها».
وذكّر الوزير الأميركي بسابقة في هذا الإطار هي العملية البرية التي نفذتها وحدة كوماندوز أميركية في سورية في مايو 2015 ضد «أبوسياف»، القيادي الكبير في صفوف المتطرفين.
ولفت كارتر الى ان هذه الغارات التي تنفذها وحدات خاصة هي «قوة أميركية كبرى».
والجندي الأميركي الذي قتل في غارة الخميس يدعى جوشوا ويلر (39 عاماً)، وهو سرجنت في القوات الخاصة التابعة لسلاح البر، وكان جندياً في قوات النخبة ومعتاداً على العمليات السرية.
وأكد كارتر أن مشاركة السرجنت ويلر وجندي أميركي آخر في القتال، هي التي «ضمنت نجاح المهمة»، مشيداً بمبادرتهما هذه.
من جهة أخرى، قرر كارتر تجميع العمليات ضد التنظيم المتطرف في سورية والعراق تحت سلطة جنرال واحد مقابل ثلاثة سابقاً.
وستكون هذه العمليات بأمرة الجنرال شون بي ماكفارلاند، الذي عرف بمشاركته في العراق في دعم الصحوات في مواجهة التنظيمات المتطرفة في 2007.
من ناحية أخرى، أعلن الرائد أحمد خلف، من قيادة شرطة الأنبار، أمس، صناعة 120 صاروخاً محلي الصنع، لضرب «داعش» في جزيرة الخالدية التابعة لمحافظة الأنبار (118 كم غرب بغداد).
وقال إن القوات الأمنية و أبناء العشائر بالخالدية شرق الرمادي، تمكنوا من صناعة 120 صاروخاً، أطلقوا عليه اسم «ذو الفقار» لقصف مواقع «داعش»، والرد على نيران عناصره في جزيرة الخالدية شرق الرمادي.
وأضاف أن كلفة الصاروخ الواحد تتجاوز المليوني دينار، ويبلغ طوله مترين، وعرض دائري 40 سنتمتراً، ومداه كيلومتران، وهو اول نوع من الصواريخ تتم صناعته في قضاء الخالدية والأنبار لمواجهة التنظيم.