عباس يطلب حماية دولية «عاجلة» للشعب الفلسطيني

دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، في جنيف المجتمع الدولي إلى وضع نظام حماية دولية بصورة عاجلة للشعب الفلسطيني، فيما استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. في حين دخل العضو العربي في الكنيست، باسل غطاس، إلى المسجد الأقصى، أمس، على الرغم من الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أعضاء الكنيست، بمن فيهم العرب، ما أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتبروا الزيارة تحريضاً على العنف.

وقال عباس، خلال اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بناء على طلب الفلسطينيين «أتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، المدعو أكثر من أي وقت مضى، لوضع نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني على الفور وبصورة عاجلة».

وتأتي تصريحات عباس بينما تشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية توتراً كبيراً منذ أوائل الشهر الجاري.

واتهم عباس إسرائيل بـ«تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، واحتجاز جثامينهم، بمن فيهم الأطفال».

وأضاف أن «استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به، ومن شأنه أن يدمر ما تبقى من خيار السلام على أساس حل الدولتين».

ويشعر الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسع الاستيطان في الأراضي المحتلة.

ويثير التصعيد مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة.

وأكد عباس في جنيف أن «انعدام الأمل وحالة الخنق والحصار والضغط المتواصل، وعدم الإحساس بالأمن والأمان، الذي يعيشه أبناء شعبنا، كلها عوامل تولد الإحباط وتدفع الشباب إلى الحالة التي نشهدها اليوم».

وقال إن ما يحدث حالياً «نتيجة حتمية للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية».

واستشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، في تل الرميدة وسط مدينة الخليل، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية شهر أكتوبر الجاري إلى 64 فلسطينياً.

وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا رصاصات عدة على الشاب وتركوه ينزف وركلوه بأقدامهم، ومنعوا طواقم الإسعاف الاقتراب منه حتى فارق الحياة.

في السياق، دخل العضو العربي في الكنيست، باسل غطاس، إلى المسجد الأقصى.

وقال لـ«فرانس برس»، أمس، إن «الهدف من الزيارة كان كسر قرار نتنياهو بمنع أعضاء الكنيست العرب، والقول إنه ليست له سلطة على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة».

وأضاف غطاس «بدخولي إلى الباحات أثبتّ أنه يمكن زيارة المسجد الأقصى من قبل المسلمين والعرب بهدوء وبشكل طبيعي، وخرجت ولم يحدث شيء».

وقال «لا مثيل لهذا الشعور بأن تناطح المحتل الغاصب وأن تنجح في دخول هذا المكان المقدس، الذي يختصر تاريخ أمة عظيمة وتراث عظيم ودين حنيف».

وأضاف «نحن نرسل بهذا رسالة واضحة لنتنياهو: لا يستطيع الاحتلال فرض سيادته على هذه البقعة ولا أن يملي قوانينه عليها، ولم ولن يكون المسجد الأقصى إلا عربياً فلسطينياً، وسندخله متى نشاء، لأنه لنا نحن، مهما تعاقب على احتلاله الاستعمار، حتى يأتي اليوم الذي نحرّره فيه».

وأشار إلى أن الإسرائيليين «حولوا موضوع دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى إلى قضية مركزية يقف عليها العالم، وحولوا الدخول إلى قضية احتقان واختلاف وهم يستفزون ويحرضون على المسلمين».

ونشر غطاس صوراً له وشريط فيديو عبر «فيس بوك»، والتقى خلال زيارته للأقصى رئيس مجلس الأوقاف، الشيخ عبدالعظيم سلهب، ومدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني.

وتكتسي زيارة غطاس للأقصى طابعاً رمزياً كونه مسيحياً، وهو نائب عن «حزب التجمع» في «القائمة العربية المشتركة» التي يمثلها 13 نائباً من أصل 120 هم أعضاء الكنيست.

وكان نتنياهو قرر منع أعضاء الكنيست ووزراء من دخول باحات المسجد الأقصى في وقت سابق من هذا الشهر، لتخفيف حدة التوتر التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وأثارت زيارة غطاس غضب الإسرائيليين واتهموه بالتحريض على العنف.

وفي بيان وزعه مكتبه، قال نتنياهو إن غطاس لم يقم بذلك «من أجل أداء الصلاة، بل من أجل الاستفزاز فقط لا غير، ومن أجل تأجيج الخواطر».

أما وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، فاتهم غطاس بالتحريض الذي يؤدي إلى قتل الأبرياء.

واعتبر أن الزيارة «تعد تحدياً قذراً تجاه سيادة القانون من جانب (نائب) منتخب لا يستطيع إثبات وجوده كشخصية عامة من دون قيامه على ما يبدو بأعمال استفزازية».

الأكثر مشاركة