الطائرة الروسية.. ترقب لما سيكشفه لغز الصندوقَيْن
أعلنت الحكومة المصرية، في بيان صباح أمس، أن عناصر القوات المسلحة المصرية، وفريق الإسعاف التابع لوزارة الصحة، يستكملون أعمال البحث في موقع تحطم الطائرة.
كما انتقل فريق البحث والإنقاذ الروسي، مع نظيره المصري، إلى موقع الحادث، لاستكمال أعمال البحث والإنقاذ، وبدء التحقيقات حول ملابسات الحادث.
وقد تم توسيع نطاق عمليات البحث، أمس، إلى 15 كيلومتراً، كما قال ضابط في الجيش، يشارك في عملية البحث، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، في قاعدة عسكرية في السحنة، وسط محافظة شمال سيناء، على بعد نحو 60 كيلومتراً، عن مكان سقوط الطائرة.
وتابع الضابط، الذي طلب عدم كشف هويته: «عثرنا على (جثة) فتاة في الثالثة من العمر، على بعد ثمانية كيلومترات عن المكان الذي سقطت فيه أكبر قطعة من الطائرة».
وأعلن رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، في مؤتمر صحافي مساء السبت، أنه تم انتشال 129 جثة للضحايا، ونقلت إلى مطار كبريت بالسويس عن طريق القوات المسلحة، ومنها إلى المستشفيات التي تم تحديدها، ثم إلى مشرحة زينهم، مضيفاً أن حطام الطائرة متناثر في مساحة من ستة إلى ثمانية كلم.
وكانت قد وصلت، مساء السبت، ثلاث طائرات روسية، تقل عدداً من المسؤولين الروس، على رأسهم وزراء: النقل والطوارئ والطيران المدني، إضافة إلى أطقم البحث والتحقيق والإنقاذ.
وكانت السلطات المصرية أعلنت، في وقت سابق السبت، العثور على الصندوقين الأسودين، وهو ما سيحدد ما حدث للطائرة قبل تحطمها، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224، إضافة إلى أفراد الطاقم المكون من سبعة أفراد، وسيكشف أهم التفاصيل والأسباب التي أدت إلى سقوطها. وأعلن رئيس الوزراء المصري أن فريق وزارة الطيران المدني، بالتنسيق مع القوات المسلحة، قام بانتشال الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة، وسيتم البدء في إفراغ البيانات للوصول إلى أسباب سقوطها. وقالت مصادر إن الفحص سيجري في مقر وزارة الطيران المدني بالقاهرة.
ومع العثور على الصندوقين، تتأرجح الاحتمالات بين الأسباب أو الأخطاء الفنية التي قد تكون وراء الحادث، وبين الإسقاط المتعمد، خصوصاً مع تبني تنظيم «داعش» للحادث.
وشكك رئيس الوزراء المصري، ووزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف، في أن «عملاً إرهابياً»، يقف وراء تحطم الطائرة الروسية في سيناء. ويأتي التشكيك بعد ساعات من تبني تنظيم «داعش» إسقاط الطائرة في بيان على موقعه الرسمي.
وقال الخبير العسكري الروسي، أندريه فرولوف، إنه إذا ثبت ضلوع تنظيم «داعش» في حادث تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، فإن موسكو ستكثف ضرباتها للتنظيم في سورية.
وقد أُعلن، في وقت سابق، عن موافقة مصر على شراكة جهة حكومية روسية في التحقيقات، بشأن أسباب سقوط الطائرة الروسية. وقال الكرملين إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتعهد بتهيئة الأجواء اللازمة للخبراء الروس، لإجراء تحقيق في تحطم الطائرة.
أما الجيش الإسرائيلي، فقد قال إنه عرض المساعدة على مصر وروسيا، بعد تحطم الطائرة الروسية. وأوضح، في بيان، أنه ساعد، منذ صباح السبت، بالاستطلاع الجوي في جهود تحديد موقع الطائرة الروسية المنكوبة.
وعلى أثر الحادث، قررت شركتا لوفتهانزا الألمانية والخطوط الفرنسية تغيير مسار رحلاتهما، التي تمر فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، وقالتا إن القرار جاء لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، وإن تجنب التحليق فوق سيناء سيستمر إلى حين الكشف عن أسباب سقوط الطائرة الروسية.
وفي موسكو، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن محققين قولهم إن طاقم الطائرة الروسية، التي تحطمت، خضعوا لفحوص طبية أخيراً، ولم يتم رصد أي مشكلات به.
وقالت مايا إيفانوفا، من مكتب الادعاء الخاص بالنقل في إقليم فولجا: «خضع الفريق لفحص طبي، قبل السفر إلى شرم الشيخ، وأعلن أنهم لائقون للطيران». وأعلنت روسيا أمس يوم حداد وطني في البلاد. وفتح تحقيق في روسيا حيث تمت مداهمة مكاتب شركة الطيران وشركة تنظيم الرحلات السياحية، بينما سيصل محققون من فرنسا وألمانيا إلى مصر في إجراء يطبق عادة عند تحطم أي طائرة «إيرباص»، إذ إن البلدين هما أكبر عضوين في «الكونسورسيوم» الأوروبي المنتج لهذه الطائرات.