التحالف يستبق الهجوم على المدينة بغارات على مواقع «داعش»
«البشمركة» تحرّر عدداً من قرى سنجار
استعادت القوات الكردية العراقية «البشمركة»، أمس، عدداً من القرى المحيطة بمدينة سنجار، حيث تشن هجوماً كبيراً على تنظيم «داعش»، لاستردادها وقطع خط أساسي لإمدادات المتطرفين يصل إلى سورية، فيما استبق التحالف الهجوم على سنجار بغارات مكثفة على مواقع التنظيم، أسفرت عن مقتل ما بين 60 و70 من التنظيم، بينما قال بيان للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إن قوات البشمركة بدأت بتمشيط أجزاء من سنجار.
وفي التفاصيل، قال اللواء هاشم سيتايا، أحد ضباط البشمركة، ان «القوات الكردية استعادت عدداً من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي». وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها «داعش» قبل عامين، وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الإيزيديات، انتصاراً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً.
وقال اللواء عز الدين سعدون، ان «الهجوم بدأ (فجر أمس)، وهناك تقدم لقوات البشمركة من محاور عدة لتحرير مركز قضاء سنجار». وتصاعدت أعمدة الدخان من مباني المدينة بعد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعمليات قصف ترافقها على مواقع المتطرفين.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان، إن عدد المشاركين في العملية يصل الى 7500 مقاتل كردي، موضحاً انها تهدف الى «إقامة منطقة عازلة لحماية (المدينة) وسكانها» من القصف المدفعي.
وقالت مصادر في قوات البشمركة إن «البشمركة تقدمت الى داخل المدينة منطلقة من جبل سنجار، حيث سيطرت على احياء شمالية من المدينة، مثل حي النصر والشهداء ومنطقة السايلو ومازالت المعارك مستمرة». وأفادت بأن «طائرات التحالف تحلق وباستمرار في سماء المنطقة وتشن غارات عنيفة على مواقع (داعش) التي تتعرض لهجوم البشمركة».
وأضافت المصادر أن قوات البشمركة تتقدم على المحاور الثلاثة الشرقية والغربية والشمالية نحو وسط المدينة، وتطرد مسلحي «داعش» من المناطق التي يسيطرون عليها، مشيرة الى أن قوات «داعش» تكبدت خسائر فادحة بالأفراد والمعدات، حيث تركوا العشرات من جثث القتلى والعجلات المدمرة في ساحات المعارك.
وأشارت إلى أن هجوم البشمركة لن يتوقف إلا بتحرير كامل مدينة سنجار والبلدات والقرى التابعة لها كافة، مشيرة إلى أنه من المتوقع ان يعلن مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان والقائد العام لقوات البشمركة تحرير المنطقة بالكامل وطرد «داعش» منها نهائياً.
وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الكولونيل ستيف وارن، ان «هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيس للتنظيم في شمال البلاد»، مشيراً الى ان «مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47، وهو طريق رئيس ومهم للإمدادات»، لأنه يربط الموصل بسورية.
وأضاف أن «السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال ونعتقد ان ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الإمدادات، وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل».
وقال وارن ان العمليات المتفرقة ضد التنظيم في البلاد «ستشل العدو وتجعله أمام قرار صعب في توجيه تعزيزاته». ويشير الضابط الأميركي الى تعدد الجبهات القتالية ضد التنظيم في الوقت الحالي، والتي تشمل الرمادي وبيجي التي تعرض التنظيم فيها الى هزيمة كبيرة.
وبعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل توجه جنوباً الى بغداد في حملة واسعة.
وأتاح الدعم الدولي لقوات البشمركة استعادة السيطرة على أراض واسعة من المتطرفين، تمكنوا خلالها من التمركز في جبل سنجار الواقع على طرف المدينة لأشهر عدة، والتي يفصلهم عن المسلحين نحو 50 متراً.
وقال وارن «هذا في الواقع ما نسعى الى تحقيقه. لدينا قوات للعدو تتمركز في البلدات الواقعة جنوب سنجار، ونحن سنعمل على عزل هؤلاء بالنيران»، مشيراً بذلك الى الغارات الجوية.
وكان بيان للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد ذكر أن قوات البشمركة الكردية بدأت بتمشيط أجزاء من بلدة سنجار بشمال العراق، وأقامت مواقع على طول طريق امداد لتنظيم «داعش» بين مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية. وأضاف «بدأ الهجوم البري في الساعات الأولى من الصباح (أمس)، عندما أقامت وحدات البشمركة بنجاح مواقع على طول الطريق السريع رقم 47، وبدأت بتمشيط سنجار. ستواصل البشمركة العمليات لاستعادة سيطرة الحكومة على أجزاء مهمة».
من ناحية أخرى، قتل أربعة من عناصر الحشد الشعبي، وعنصر من القوات الكردية في اشتباكات بين الجانبين على الطريق العام بين بغداد وكركوك، أمس. وحصلت مناوشات في الماضي بين الطرفين، لكنها المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى في مواجهة بينهما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news