بارزاني يؤكد أن المدينة أصبحت «جزءاً من كردستان»

«البشمركة» تحرّر سنجار من «داعش» بدعم التحالف

صورة

حرّرت قوات البشمركة الكردية، أمس، مدينة سنجار شمال العراق، من سيطرة تنظيم «داعش»، في عملية كبيرة بدعم من طيران التحالف الدولي، فيما أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أن سنجار «تحرّرت وأصبحت جزءاً من كردستان».

وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، أمس، تحرير سنجار من سيطرة تنظيم «داعش»، تزامناً مع دخول قوات البشمركة الكردية المدينة التي تمثل المعقل الرئيس للأقلية الإيزيدية في العراق.

وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في سنجار «في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات البشمركة ملحمة تاريخية، وأنا هنا للإعلان عن تحرير سنجار»، التي وقعت تحت سيطرة المتطرفين في أغسطس 2014.

وحول تأثير تحرير سنجار، أكد بارزاني أن «أي انتصار في أي مكان سيؤثر بشكل إيجابي، وتحرير سنجار سيكون له تأثير كبير في مسألة تحرير الموصل». وأضاف أن «سنجار تحررت بدماء البشمركة، وأصبحت جزءاً من كردستان». وقال «سنعمل مع الحكومة العراقية لجعلها محافظة».

وبدأت القوات الكردية العراقية، أول من أمس، عملية تحرير سنجار، وتمكنت من استعادة عدد من القرى المحيطة بالمدينة.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعلن في تونس في وقت سابق، انه «واثق» بأن المدينة ستتحرر «خلال أيام».

وتقع سنجار على خط رئيس لإمدادات «داعش» يربط بين الموصل، معقله في العراق وسورية، حيث يسيطر على مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للمتطرفين في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراق وسورية. وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها التنظيم قبل نحو عامين، وشن فيها حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الإيزيديات، انتصاراً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً.

وباشر مئات من مقاتلي البشمركة، صباح أمس، اقتحام سنجار سيراً على الأقدام، وهم يحملون اسلحة خفيفة ومتوسطة، من الجانب الشمالي للمدينة، حسبما أكد مراسل «فرانس برس».

وحمل بعض هؤلاء المقاتلين، اعلام إقليم كردستان، فيما اطلق آخرون عيارات نارية في الهواء وسط هتافات «يعيش البشمركة» و«تعيش كردستان»، تعبيراً عن فرحتهم بالنصر.

وانتشرت آثار الدمار في وسط سنجار من منازل ومحال تجارية وكذلك محطة وقود وأبراج اتصالات إلى جانب سيارات مدمرة وأخرى محترقة في الشوارع التي مازال فيها براميل مواد متفجرة كانت معدة للتفجير، وفقاً لمراسل «فرانس برس».

وكان بيان لمجلس أمن اقليم كردستان أفاد في وقت سابق بأن «قوات البشمركة دخلت مدينة سنجار من أربع جهات، لتطهير المدينة من بقايا تنظيم داعش الإرهابي».

وقال آمر أحد أفواج البشمركة التي دخلت سنجار، خلف مراد، في وقت سابق، إن «قواتنا بدأت الدخول إلى مدينة سنجار بعد طرد مسلحي (داعش) منها»، مضيفاً أنه «لا وجود لمسلحي (داعش) في سنجار الآن، قد يكون هناك بعض الانتحاريين منهم فقط».

ونفذ طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن ومدفعية البشمركة ضربات متلاحقة ضد معاقل المتطرفين في سنجار، حيث شوهد تصاعد سحب الدخان من مواقع متفرقة في المدينة، أول من أمس. ووجه التحالف الدولي 36 ضربة جوية ضد التنظيم في سنجار خلال يومي الأربعاء والخميس، اضافة إلى 15 ضربة أخرى في منطقة الحول في سورية.

وفي اعتراف نادر، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أول من أمس، على لسان المتحدث باسمها بيتر كوك، إن مستشارين عسكريين أميركيين موجودون على جبل سنجار لمساعدة البشمركة «في تحديد أهداف للغارات الجوية».

وتمكنت قوات البشمركة، أول من أمس، من قطع الطريق الرئيس الذي يربط مناطق يسيطر عليها التنظيم مع سورية.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الكولونيل ستيف وارن، إن «هذا جزء من عملية عزل الموصل، المعقل الرئيس للتنظيم في شمال البلاد»، مشيراً إلى أن «مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47، وهو طريق رئيس ومهم للإمدادات»، لأنه يربط الموصل بسورية.

وأعلن مصدر في قوات البشمركة أن قوات البيشمركة تمكنت من السيطرة بالكامل على مركز قضاء سنجار غرب الموصل بالعراق.

وقال أحد قادة قوات في شنجار اشتي كوجر، إن قوات البشمركة خاضت منذ صباح أول من أمس، معارك في الشوارع مع مسلحي التنظيم.

وأضاف أن القوات استطاعت فرض السيطرة على مركز قضاء سنجار بشكل كامل. من جانبه، قال قائد قوات البشمركة الايزيديين في سنجار قاسم سمير، إن انفجار سيارة مفخخة صباح أمس، شمال مركز المدينة اسفر عن مقتل ثلاثة أفراد من البشمركة الايزيديين، وجرح خمسة آخرين. وشارك في عملية تحرير سنجار 7500 مقاتل من قوات البشمركة، بالإضافة إلى مشاركة فوج «الشمس» للنساء الإيزيديات التابعة لوزارة البشمركة في إقليم كردستان.

في السياق، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه يركز على تقييد وتقليص حجم «داعش» في سورية والعراق، لكنه أقر بأن المشكلات مع التنظيم المتشدد ستظل قائمة حتى يستقر الشرق الأوسط.

وقال في مقتطفات من مقابلة مع «إيه.بي.سي نيوز» بثت، أمس، «هدفنا هو تقييد قدرات (داعش) العسكرية وقطع خطوط إمداداته وقطع التمويل عنه».

وأضاف أن قوة التنظيم توقفت عن النمو، ولم يكسب أرضاً في العراق على الرغم من أن مقاتليه لايزالون يشكلون خطراً.

تويتر