العراق يرفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن حول التوغل التركي
رفع العراق، أمس، رسمياً، شكوى إلى مجلس الأمن، بخصوص الخرق التركي لأراضيه، فيما قام متظاهرون عراقيون بحرق عَلم تركيا، احتجاجاً على توغل قواتها شمال البلاد، بينما قتل ستة من حرس الحدود العراقي بتفجير انتحاري، استهدف مخفراً على الحدود العراقية السعودية، كما قتل ستة من البشمركة وثمانية من «داعش» بحادثين منفصلين غربي الموصل.
وفي التفاصيل، ذكر المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال، أن وزارته رفعت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص الخرق التركي لحرمة أراضي وسيادة الدولة العراقية.
• حيدر العبادي : القوات العسكرية التركية دخلت عنوة إلى مدينة الموصل. |
ودعت الوزارة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة، كون دخول القوات التركية في عمق الأراضي العراقية دون تنسيق وتشاور مع الحكومة الاتحادية يعد عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
ودعت الخارجية العراقية مجلس الأمن إلى ضمان انسحاب فوري غير مشروط للقوات التركية إلى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين، مع إحاطة المجلس علماً بأن العراق يحتفظ بحقه الطبيعي، وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنهاء هذه التجاوزات التركية على الأراضي العراقية، والتي تسيء إلى علاقات حسن الجوار، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، أن العراق وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي ليحتج على نشر أنقرة مئات الجنود والدبابات في محافظة الموصل شمال البلاد. وسلم السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم، هذه الرسالة إلى باور، بصفتها رئيسة المجلس في ديسمبر لتوزعها على الدول الـ14 الأعضاء الأخرى. وقالت باور انه «لم يتقدم بطلبات محددة»، ولم يطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي. وأضافت «لكنه عبر عن القلق المتزايد لحكومته» من هذا الوضع الذي «لم تتم تسويته».
وفي وقت سابق صرّح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، ان القوات العسكرية التركية دخلت عنوة إلى مدينة الموصل. وقال العبادي في خطاب متلفز بث أول من أمس، «العراق بكل انتماءاته موحد للدفاع عن العراق ورفع الانتهاك الحاصل والخرق الفاضح للسيادة العراقية».
في السياق نفسه، تظاهر 3000 شخص، أمس، في ساحة التحرير وسط بغداد، احتجاجاً على التوغل العسكري التركي شمالي البلاد. وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن عدداً من المتظاهرين قاموا بحرق العَلم التركي في الساحة. وتجمع عشرات المتظاهرين أمام مبنى السفارة التركية، في منطقة الوزيرية، وسط بغداد، مطالبين تركيا بسحب قواتها من نينوى فوراً. وكانت فصائل عديدة في مقدمتها عصائب أهل الحق دعت إلى الخروج في التظاهرة المنددة بالتوغل التركي.
ميدانياً، قال العميد في شرطة نينوى محمد الجبوري، إن«تنظيم داعش هاجم نقاط تفتيش تعود لقوات البشمركة في محور أسكي موصل بسيارات مفخخة، ما أسفر عن قتل ستة من البشمركة، وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة». وأوضح ان «قوات البشمركة فتحت نار أسلحتها الخفيفة بالحال، وتصدت للهجوم وسارعت على الفور بنقل ضحاياها إلى مستشفيات محافظة دهوك غرب الموصل».
وأضاف ان «قوات البشمركة قصفت مجمع الوائلي الذي يقطنه عناصر داعش وقيادييهم، ما أسفر عن مقتل ثمانية من (الدواعش)، بينهم قياديون سوريو الجنسية، موضحاً أن «جثث (الدواعش) سُلمت للطب العدلي بالموصل، فيما يقوم التنظيم بقصف قرية الحردان التي تقع بين قضائي سنجار وتلعفر، مستهدفين قوات البشمركة داخل القرية».
وأعلن مصدر عسكري عراقي في قوات حرس الحدود بالأنبار، أمس، مقتل ستة من عناصر الحرس بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت مخفراً على الحدود العراقية السعودية في محافظة الأنبار. وأوضح ضابط برتبة مقدم ان «انتحارياً يرتدي زياً عسكرياً ويحمل رتبة نقيب، ويقود سيارة عسكرية مفخخة فجر نفسه مخفر حفر زوية على الشريط الحدودي بين العراق والسعودية غرب الأنبار».
وأضاف أن «المركبة المفخّخة فجرها الانتحاري داخل مقر المخفر، ما أسفر عن مقتل آمر الفوج الأول التابع للواء الخامس قيادة حرس الحدود، المقدم حسين كولي، وخمسة من قوات حرس الحدود، وإصابة 14 آخرين من قوات حرس الحدود بجروح».