العثور على مقبرة جماعية تضم 288 جثة في سنجار
هجمات على مساجد في العراق تثير مخاوف طائفية
هز انفجاران مسجدين سنيين في مدينة الحلة بمحافظة بابل، جنوب بغداد، فيما اغتال مسلحون مؤذن مسجد ثالث شمال المدينة، فيما اتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي تنظيم «داعش» بالوقوف وراء مثل هذه التفجيرات، وسط مخاوف من تجدد العنف الطائفي. في حين عثر على أكبر مقبرة جماعية في قضاء سنجار تضم رفات 288 جثة مجهولة الهوية.
وقال مسؤولون والشرطة العراقية، إن مسجدين على الأقل للسنة تعرضا للهجوم في محافظة بابل.
وأكدت وزارة الداخلية الهجوم على مسجدين للسنة بمدينة الحلة جنوب بغداد.
وذكرت المصادر في الشرطة أن مجموعة من المسلحين الذين يرتدون زياً عسكرياً فجرت عبوتين ناسفتين محليتي الصنع في المسجدين السنيين في مدينة الحلة.
وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن مسجد عمار بن ياسر في حي البكرية فجر بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وأضاف «بعد سماعنا صوت الانفجار تحركنا نحو المصدر وتبين انه تم زرع عبوات ناسفة في المسجد».
وأكد أن «عدداً من أهالي المنطقة ذكروا أن مجموعة يرتدي أفرادها ملابس عسكرية نفذت العملية ولاذت بالفرار»، مشيراً الى تعرض نحو 10 منازل قرب المكان الى اضرار جراء التفجير. وقال شاهد عيان يسكن قرب المسجد إن «المسلحين اقتادوا احد النازحين من الأنبار، يسكن في المسجد مع عائلته، الى مسافة قريبة وقتلوه بالرصاص». وأكد طبيب في مستشفى الحلة تلقي جثة الضحية.
كما قامت مجموعة من ثلاثة أو اربعة اشخاص يستقلون سيارة صغيرة، بتفجير مسجد «الفتح» الواقع في قرية سنجار في الجانب الغربي من مدينة الحلة، وفقاً للمصدر نفسه.
وذكر مصدر طبي أن ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروج جراء التفجير.
وفي حادث منفصل، اغتال مسلحون مجهولون مساء أول من أمس، طه الجبوري إمام ومؤذن جامع محمد عبدالله جبوري السني في ناحية الاسكندرية (40 كلم جنوب بغداد)، وفقاً لمصدر في الشرطة.
وتقع منطقة الاسكندرية ذات الأغلبية السنية في «مثلث الموت»، حيث مناطق يسكنها سنة جنوب بغداد. وقد شهدت اعمال عنف يومية خلال الأعوام التي اعقبت اجتياح العراق في 2003.
وأصدرت وزارة الداخلية بياناً يعتبر أن «هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية ضد بعضها، وثمة جهود لإحياء الاحتقان المذهبي على خلفية احداث تشهدها المنطقة». وقالت إن «هذه محاولات تقوم بها عناصر مدسوسة لزرع الفتنة»، مشددة على ان الوزارة «ستتصدى بحزم وقوة ضد كل محاولة تمس مكانة المجتمع».
وكشف فلاح الراضي مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، عن «تشكيل لجنة تتولى التحقيق في هذه الحوادث، وتعزيز الحماية لجوامع اهل السنة والتصدي للخارجين عن القانون». واتهم العبادي تنظيم «داعش» بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
ونقل بيان مقتضب عن مكتب العبادي قوله «وجهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش وأشباههم، التي اعتدت على المساجد لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية». من جهته، رأى عضو مجلس محافظة بابل، عقيل الربيعي أنه «بعد انتصارات جيشنا وحشدنا الشعبي، ضد الدواعش يحاول اعداء العراق اضعاف هذا النصر من خلال تأجيج الطائفية».
بدوره، قال علي حمزة (27 عاماً) موظف حكومي من الحلة، ان «الكثير من العائلات بدأت تشعر بالخوف من احتمال عودة الإرهاب كما حدث خلال أعوام العنف الطائفي». وتزامنت الاعتداءات مع تصاعد الخلافات بين السعودية وإيران.
من ناحية أخرى، أعلن مصدر في وزارة البشمركة، أمس، العثور على أكبر مقبرة جماعية في قضاء سنجار. وقال إن قوات البشمركة الكردية عثرت على أكبر مقبرة جماعية في قضاء سنجار (520 كم شمال غرب بغداد) تضم رفات 288 جثة مجهولة الهوية منذ سيطرة البشمركة على القضاء. وأوضح أنه «يجري البحث حالياً عن مقابر اخرى يعتقد ان تنظيم داعش دفن ضحاياه فيها». وكان إقليم كردستان أعلن تحرير قضاء سنجار غرب الموصل بالكامل على يد قوات البشمركة وبدعم طائرات التحالف الدولي في نوفمبر الماضي. إلى ذلك، أكد العقيد محمد لطيف من شرطة الأنبار، أمس، تعرض القوات الأمنية لهجوم مباغت من قبل «داعش» جنوب الفلوجة. وقال إن القطعات العسكرية تمكنت من صد الهجوم في منطقة النعيمية جنوب الفلوجة، موضحاً أن القطعات العسكرية قتلت ستة عناصر من التنظيم وتمكنت من اعطاب سيارتين كانتا معدتين للتفجير. وأشار إلى أن القوات العراقية تباشر عملية تمشيط تحسباً لأي هجوم من التنظيم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news