ألسنة اللهب ترتفع من السفارة السعودية بعد اعتداء متظاهرين إيرانيين عليها الأحد الماضي. رويترز

مجلس الأمن يدين الاعتداءات الإيرانية على البعثة الدبلوماسية الســعودية

دان مجلس الأمن الدولي بشدة الاعتداءات الإيرانية على البعثة الدبلوماسية للسعودية في طهران، وقنصليتها العامة في مدينة مشهد، في حين استدعت الكويت، أمس، السفير الإيراني لديها، وسلمته مذكرة احتجاج خطية، على خلفية الاعتداءات على البعثة الدبلوماسية السعودية، بينما يعقد وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعاً استثنائياً في الرياض، يوم السبت المقبل، لتدارس تداعيات الاعتداءات الإيرانية.

ودان مجلس الأمن، الليلة قبل الماضية، «بشدة»، الاعتداءات الإيرانية على البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران، وقنصليتها العامة في مدينة مشهد.

وأعرب في بيان عن قلقه العميق تجاه الاعتداءات، مطالباً إيران بحماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وأفرادها، والاحترام الكامل للالتزامات الدولية بهذا الشأن.

وأوضح البيان، الذي صدر بإجماع أعضائه الـ15، أن اتفاقيات فيينا تلزم جميع الدول بحماية البعثات الدبلوماسية لديها.

في السياق، استدعت الكويت أمس، السفير الإيراني لديها، علي رضا عنايتي، وسلمته مذكرة احتجاج خطية، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجارالله، قوله لدى استدعائه السفير الإيراني، إن المذكرة أكدت شجب دولة الكويت لهذه الاعتداءات السافرة، ودعت إلى ضرورة احترام إيران التزاماتها الدولية تجاه البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها، وحماية أطقمها الدبلوماسية.

وأضاف أن المذكرة تضمنت كذلك التأكيد على مسؤولية إيران في حماية تلك البعثات بصورة كاملة، بموجب الاتفاقيات المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، والتي أساسها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وذكر الجارالله أن حماية البعثات هو مبدأ يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، ويسهم في تعزيز مساعي بناء الثقة بين الدول، وينسجم مع البيان الصادر عن مجلس الأمن بهذا الشأن.

وأكد وقوف دولة الكويت إلى جانب السعودية، وتأييدها في كل الاجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.

إلى ذلك، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف بن راشد الزياني، إن وزراء الخارجية بدول المجلس يعقدون اجتماعاً استثنائياً في الرياض يوم السبت المقبل، برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري للمجلس، لتدارس تداعيات حادث الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية.

وفي عمّان، حذر مجلس النواب الأردني من خطورة التصعيد الإيراني وتبعاته في تأجيج المواقف الطائفية والمذهبية في الإقليم، مؤكداً ضرورة احترام سيادة واستقلال دول الخليج العربية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحرص على تعزيز وحدة الأمة العربية والإسلامية ومصالحها.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المجلس أعرب في بيان تلاه رئيس المجلس، عاطف الطراونة، في جلسة، أمس، عن تضامنه الكامل مع السعودية الشقيقة، ووقوفه إلى جانبها في مواجهة الإرهاب والتطرف، مستنكراً أي تدخل في شؤون داخلية تتعلق بتنفيذ أحكام قضائية ضد مدانين خارجين على القانون.

وأشار إلى أن أفعال وتصريحات الحكومة الإيرانية تخدم أعداء الأمة المتربصين بها، الساعين إلى إثارة القلاقل والفتن وتشويه الدين الإسلامي الحنيف، داعياً إيران إلى التوقف عن سياساتها المقلقة حيال جوارها العربي، واستهدافها أمن السعودية ودول الخليج.

ودان البيان بشدة الاعتداء على سفارة الرياض في طهران، الذي يجسد واحدة من صور الانتهاك للقانون الدولي، مؤكداً التزام الأردن المطلق بدعم السعودية في مواجهة أي خطر أو تهديد، مثلما يثمّن دور السعودية الفاعل في حفظ المنطقة من أي شر وأذى، وجهودها في قيادة تحالف الدول الإسلامية ضد الإرهاب.

من ناحية أخرى، انضمت تركيا إلى الدول الحاضّة على التهدئة، عارضة المساعدة في ذلك.

ودعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، السعودية وإيران، إلى استخدام القنوات الدبلوماسية لتهدئة التوترات.

وقال أمام نواب حزبه في البرلمان، إنه «يجب أن تمنح القنوات الدبلوماسية فرصة على الفور، وتركيا مستعدة لعرض أي مساعدة بناءة يمكنها تقديمها من أجل التوصل إلى حل».

وأضاف «ننتظر من جميع دول المنطقة التحلي بالعقلانية، واتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف حدة التوتر». وكانت دعوات مماثلة صدرت خلال اليومين الماضيين من دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا.

الأكثر مشاركة