توقع استمرار الإدارة المقبلة في الحدّ من الارتباط بالشرق الأوسط
مدير «دراسات المناطق الدولية»: 3 أسباب وراء تقلّص الاهتمام الأميركي بالخليج والمنطقة
توقع أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في جامعة القاهرة مدير مركز دراسات المناطق الدولية بالجامعة، الدكتور محمد كمال، استمرار السياسة الأميركية الخاصة بالحد من الارتباط بمنطقة الشرق الأوسط والخليج، خلال فترة الرئاسة الأميركية المقبلة.
وحدّد كمال، في محاضرة ألقاها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء أول من أمس، تحت عنوان «السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط»، ثلاثة أسباب لتراجع الدور الأميركي في المنطقة، تتلخص في تراجع الاهتمام الأميركي بنفط الشرق الأوسط، واكتشافات النفط الصخري واستخدامه بشكل اقتصادي، واعتقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بوجود حدود للقدرة الأميركية على التدخل في المنطقة.
وتفصيلاً استهلَّ، الدكتور محمد كمال، محاضرته بالإشادة بالدور المرموق الذي يلعبه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كمؤسسة علمية وبحثية ذات دور رائد إقليمياً وعالمياً، كما توجه بالشكر والتقدير والتحية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، لمواقفهم المساندة والداعمة لمصر في مختلف المجالات.
وقسّم كمال محاضرته إلى ثلاثة أقسام، تناول في القسم الأول تقييم سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه منطقة الشرق الأوسط، خلال سبع سنوات قضاها في البيت الأبيض حتى الآن، وتحدث في الثاني عن مستقبل السياسة الأميركية في المنطقة بين المستمر والمتغير، واختتم محاضرته بالحديث عن كيفية التعامل مع الولايات المتحدة في ظل إدارة جديدة مقبلة.
وعن تقييم سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال السنوات التي قضاها في البيت الأبيض، أوضح كمال أن سياسة أوباما قامت على ثلاث نقاط رئيسة، تتمثل في التوجه نحو الحد من الارتباط بالشرق الأوسط، وإقامة نظام توازن قوى إقليمي، والحوار مع القوى الراديكالية في المنطقة.
وبررالمحاضر تراجع الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط بأسباب ثلاثة، هي تراجع الاهتمام الأميركي بنفط الشرق الأوسط، بسبب تنويع مصادر استيراد النفط من مناطق أخرى، فضلاً عن اكتشافات النفط الصخري واستخدامه بشكل اقتصادي، واعتقاد أوباما بوجود حدود للقدرة الأميركية على التدخل في المنطقة.
كما برر المحاضر سعي الولايات المتحدة إلى إقامة نظام توازن قوى إقليمي في المنطقة، بأنه ناتج عن رغبتها في إيجاد القوى التي تملأ الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي، وتسعى واشنطن إلى تحقيق ذلك عن طريق علاقات قوية مع إيران والطرف الآخر الموازن لها، ما يشكل عودة لسياسة الرئيس السابق نيكسون ــ حسب قوله ــ التي تقوم على الاعتماد على قوى محلية دون التدخل المباشر.
أما بشأن حوار واشنطن مع القوى الراديكالية في المنطقة، فقال كمال: «إن الإدارة الأميركية الحالية ترى أن الدمج يؤدي إلى الاعتدال، وهي فكرة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، عبر دمج القوى الشيوعية في الحياة السياسية عن طريق الأحزاب، وتطبق الإدارة هذه الفكرة مع إيران، من منطلق أن ذلك سيحولها إلى دولة طبيعية».
وانتقل المحاضر إلى الجزء الثاني من محاضرته، عن مستقبل السياسة الأميركية في المنطقة بين المستمر والمتغير، قائلاً: «من المنتظر أن ترجح كفة المرشحة الأميركية الديمقراطية هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مع استمرار السياسة الأميركية الحالية، القائمة على تقليص الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط، وزيادة الاهتمام بمنطقة شرق آسيا وجنوبها»، متوقعاً أن تظل الأوضاع في سورية والعراق دون تغيير كبير، مع وجود اهتمام أميركي محدود بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
كما توقع المحاضر حدوث تحسن في علاقات الولايات المتحدة مع مصر، سواء كان الرئيس الأميركي المقبل من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري.
وفي القسم الثالث من المحاضرة، تحدث كمال عن الآليات الواجب اتباعها في التعامل مع الولايات المتحدة، في ظل الإدارة الأميركية المقبلة، لافتاً إلى ضرورة إدراك ضعف الاهتمام الأميركي بالمنطقة، مع استمرار التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وتنويع الروابط السياسية والاقتصادية والأمنية مع القوى الأخرى في العالم، فضلاً عن الحاجة إلى تقوية العلاقات مع الداخل الأميركي، المتمثل في المؤسسات المهمة، مثل مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية والكونغرس الأميركي، والعمل على طرح رؤية عربية واضحة لمستقبل العلاقات العربية ــ الأميركية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news