التركمان قلقون بعد حفر الأكراد خندقاً حول أراضيهم

«داعش» يصادر الأدوية من مستشفيات الموصل

صورة

اقتحم تنظيم «داعش»، أمس، المستشفيات والمراكز الصحية في الموصل، وصادر الأدوية والعلاجات فيها، في وقت ندد مسؤولون تركمانيون، بحفر السلطات الكردية خندقاً يبتلع أراضيهم، معتبرين أنه يمهد إلى تقسيم العراق، فيما أكد الأكراد أنه لـ«حاجات دفاعية» في مواجهة التنظيم.

وقال مصدر طبي مسؤول، رفض ذكر اسمه، إن عناصر تنظيم «داعش» اقتحوا، أمس، المستشفيات الخمسة الرئيسة في الموصل، والمراكز الصحية، ودهموا مستودعات الأدوية فيها، وصادروا الأدوية والعلاجات تحت تهديد السلاح.

وأوضح أن عناصر التنظيم اقتحموا مستشفيات السلام، والعام، والجمهوري، والرازي، والطب الذري، فضلاً عن المراكز الصحية الأخرى، وصادروا ما تبقى من علاجات كانت موجودة لحالات الطوارئ لأهالي الموصل.

• 2200 عائلة أغلبها تتألف من نساء وأطفال، هربت من مناطق الحويجة والزوية والشرقاط، التي يسيطر عليها «داعش».

وأشار إلى أن التنظيم هدد مسؤولي المستودعات بعد أن منعهم من الدخول ومصادرة العلاجات الخاصة بالأهالي، وحالات الطوارئ، بالإعدام، وسحبوا جميع العلاجات والأدوية لمعالجة عناصرهم المصابة جراء العمليات العسكرية والاشتباكات التي يقودها التنظيم بالمحافظة.

وطالب أطباء الحكومة الاتحادية بالإسراع في تحرير الموصل، وتوفير العلاجات لنحو مليوني مواطن موصلي، بينهم أطفال مصابون بشتى الأمراض، ولم يتلقوا العلاجات منذ سقوط الموصل بيد التنظيم في الـ10 من يونيو عام 2014.

من ناحية أخرى، دفع نقص المواد الغذائية وممارسات التنظيم المئات من العائلات المقيمة في مدينة الحويجة ومحيطها في شمال العراق، إلى الهرب سيراً على الأقدام في طريق صعب وطويل.

وقال قائد شرطة الحويجة العقيد فتاح الخفاجي، لـ«فرانس برس»، إن «أكثر من 2000 عائلة، أغلب أفرادها من النساء والأطفال، هربت من مناطق الحويجة والزاب والرياض والعباسي والرشاد»، في الجانب الغربي من محافظة كركوك، مشيراً إلى أن «هذه العائلات تسير ليومين او أكثر عبر مناطق جبلية».

من جهته، قال مدير ناحية العلم، ليث حميد الجبوري، إنه «تم استقبال على مدى الشهرين الأخيرين 2200 عائلة، أغلبها تتألف من نساء وأطفال، هربت من مناطق الحويجة والزوية والشرقاط التي يسيطر عليها تنظيم داعش».

وأضاف أن حركة النزوح تصاعدت «خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة»، وأكد «مقتل عشرات من أفراد العائلات على طريق الهرب، بينهم مرضى ونساء حوامل وآخرون قتلوا على يد (داعش)، أو جراء انفجار عبوات ناسفة على الطريق».

إلى ذلك، ندد مسؤولون تركمانيون في العراق، بحفر السلطات الكردية خندقاً يقسم البلاد، بحسب رأيهم، ويبتلع أراضيهم.

وأكد مسؤولون من الأقلية التركمانية، أن حكومة إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد، تقوم بحفر خندق على بطول 1000 كيلومتر على خطوط التماس مع الأراضي الواقعة تحت سيطرة «داعش».

وقال رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي، «نحن ننظر إلى هذا الخندق بأنه فعل مشبوه».

وأضاف أن «الخندق يبدأ من حدود منطقة ربيعة وصولاً إلى قضاء طوزخورماتو، والعبور إلى مناطق ديالى وصولاً إلى حدود قضاء خانقين في محافظة ديالى».

وتقع بلدة ربيعة على الحدود العراقية السورية، وتبعد عن مدينة خانقين التي تقع على الحدود الإيرانية نحو 400 كيلومتر.

ويعد التركمان أكبر الأقليات في العراق، وتقع معاقلهم في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل، خارج حدود الإقليم الكردي، لكن السلطات الكردية تطالب بضمها إليها.

واستولت قوات البشمركة الكردية على مناطق واسعة، بعد الهجوم الذي شنه «داعش» في يونيو 2014، بعد انهيار القطاعات العسكرية التابعة للحكومة المركزية.

وطالب الصالحي رئيس الوزراء حيدر العبادي، بإعلان موقف من حفر الخندق، مؤكداً عزمه على فتح الملف في مجلس النواب، بعد استئناف جلساته الشهر الجاري. وقال «نحن نرى أن هذا الخندق تمهيد لتقسيم العراق، لأنه يحدد الخرائط الجيوسياسية على الأرض، وعلى الحكومة ان تعلن هل تم بعلمها أو لا؟».

لكن المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية جبار ياور، لـ«فرانس برس»، قال إن «الغرض من الخندق تأمين مواضع دفاعية ضد الآليات الانتحارية التي يستخدمها إرهابيو (داعش) ضد ثكنات البشمركة».

بدوره، أكد محافظ كركوك نجم الدين كريم، أمس، أن حفر الخنادق بمناطق التماس وجبهات القتال، هو إجراء عسكري واحترازي، لمواجهة إرهاب «داعش»، وليس لرسم حدود دولة كردية وتقسيم العراق.

تويتر