الاحتلال يقرّر زيادة قواته في الضفة
قرّر جيش الاحتلال الإسرائيلي إعادة نشر قواته المدربة في الضفة الغربية المحتلة، وتشغيل الدشم العسكرية المهجورة، فيما أصيب فتى فلسطيني بالرصاص بعد أن طعن إسرائيلية في مستوطنة «تقوع» جنوب الضفة، مع تصاعد التوتر.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر عسكرية، قولها إن جيش الاحتلال قرر زيادة قواته في الضفة، وتشديد التحكم بمداخل المدن الفلسطينية.
وأضافت أن قوات الاحتلال أعادت السيطرة على موقع «عش غراب» قرب بيت ساحور شرق بيت لحم.
وقال محللون، إن تصاعد التوترات قد يدفع المستوطنين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الحكومة الإسرائيلية اليمينية، إلى حث صانعي السياسة على فرض المزيد من قيود السفر والتوظيف على الفلسطينيين، مؤكدين أن التوترات ستتفاقم إذا حدث هذا.
وقال عوفير زالزبيرغ، من مجموعة الأزمات الدولية «كلما شعر المستوطنون بأنهم معرضون لمثل هذه الهجمات الوحشية، فإن زعماءهم الذين يتمتعون بالنفوذ سيزيدون ضغوطهم على الحكومة للتفريق بشكل أوضح بين الفلسطينيين والمستوطنين».
وأضاف «وإذا اتخذنا من الماضي مثالاً، فإن مثل هذا التفريق خصوصاً تخصيص بعض الطرق في الضفة الغربية للمستوطنين، وتحويل مرور الفلسطينيين إلى طرق ثانية متعرجة، فسيزيد هذا من تشدد الفلسطينيين».
وطعنت ممرضة حتى الموت، أول من أمس، بينما كانت تحاول التصدي لمهاجم اقتحم منزلها. وقال جيران في مستوطنة «عتنائيل» إنهم سمعوا إحدى بناتها تصرخ طلباً للمساعدة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالعثور على المهاجم ومثوله أمام العدالة. وقال إن إسرائيل ستعزز أمن المستوطنات، لكنه لم يقدم تفاصيل.
ووقع الهجوم الأخير بعد أيام من تكهن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، بأن «جذور العنف تضعف».
وتأججت موجة الهجمات التي دخلت شهرها الرابع، بسبب عوامل عدة، من بينها شعور الفلسطينيين بالإحباط، بسبب انهيار محادثات السلام والبناء في المستوطنات.
في السياق، أصيب فتى فلسطيني، بالرصاص بعد أن طعن إسرائيلية في مستوطنة «تقوع» قرب بيت لحم جنوب الضفة.
وقال جيش الاحتلال إن المستوطنة الحامل التي تبلغ من العمر 30 عاماً، أصيبت بجروح خطرة، بعد أن طعنها الفتى بسكين بينما كانت في أحد شوارع المستوطنة.
وتم نقل المستوطنة ميخال فرومان، لتلقي العلاج في مستشفى شعاري تصيدق في القدس.
ونقل الفتى (17 عاماً) إلى مستشفى هداسا الإسرائيلي في القدس، في حالة حرجة بعد إصابته برصاص قوات الأمن في المستوطنة.
ومستوطنة «تقوع» بنيت على أراضي قرية تقوع الفلسطينية جنوب شرق مدينة بيت لحم. وأمر الجيش الإسرائيلي، العمال الفلسطينيين، أمس، بالخروج من تجمع مستوطنات غوش عتصيون.
وأعلن مجلس مستوطنات جبال الخليل منع دخول العمال الفلسطينيين إلى المستوطنات هناك.
من ناحية أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن تحقيقاً داخلياً كشف أن الهلال الأحمر الفلسطيني لم يرفض معالجة مصابَين إسرائيليين اثنين من المستوطنين، قضيا متأثرين بجروحهما.
وادعت مستوطنة في نوفمبر الماضي، أن مسعفي الهلال الأحمر رفضوا معالجة زوجها وابنها، بعد مهاجمتهما قرب مستوطنة في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وقتل الرجلان بعد إطلاق النار عليهما في 13 نوفمبر. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقلت القصة، ما أدى إلى اتهام للهلال الأحمر الفلسطيني بالفشل في البقاء على الحياد. ودعا سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إدانة المنظمة بشكل علني. وأكد الصليب الأحمر في بيان، أن رفض علاج مريض كان سيمثل «انتهاكا خطراً لمبادئنا الأساسية».
وقتل الحاخام يعقوب ليتمان، وابنه البالغ من العمر 18 عاماً، بالرصاص في سيارتهما قرب مستوطنة «عتنئيل» القريبة من مدينة الخليل.
وإثر تحقيق في المسألة، خلصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ان الفريق لم يتمكن من تقديم المساعدة للمستوطنين، لأنهما ماتا بالفعل.
وأكد مدير فرع إسرائيل والأراضي الفلسطينية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاك دي مايو، في بيان، أن «فريقاً طبياً للطوارئ من شخصين، تابع للهلال الأحمر الفلسطيني استجاب لنداء طارئ، وكان أول الواصلين إلى المكان».