محمد بن راشد يبحث مع بايــــدن الأزمتين الســوريـة والعــراقيـة والإرهــاب
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأزمتين السورية والعراقية والإرهاب، وبينما وجه سموه دعوة رسمية إلى بايدن لمشاركة الولايات المتحدة في فعاليات معرض إكسبو دبي 2020، قبِل نائب الرئيس الأميركي الدعوة، مؤكداً في الوقت نفسه أن مقومات نجاح هذا التجمع الثقافي السياحي التجاري الدولي على أرض دولة الإمارات متوافرة وبمواصفات عالمية.
واستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصر سموه في زعبيل، صباح أمس، نائب الرئيس الأميركي والوفد المرافق.
وأجرى سموه، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، مباحثات مطولة مع بايدن، تناولت علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، وقضايا المنطقة السياسية والأمنية والتنموية، وعلى رأسها الأزمتان السورية والعراقية والإرهاب.
ورحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة بايدن إلى البلاد، واعتبرها سموه زيارة موفقة من مسؤول أميركي كبير، تعكس عمق الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين على مختلف المستويات.
وتناول سموه، خلال تجاذبه أطراف الحديث مع بايدن، التحديات التي واجهت دولتنا في مسيرة التنمية، وصولاً إلى تحقيق تطلعات شعبنا، ورؤية القيادة نحو تنمية مستدامة، وتعزيز قيم التسامح والتناغم في مجتمعنا المتنوع الثقافات والمشارب، منوهاً سموه بالأهمية الكبرى التي توليها قيادتنا الرشيدة وحكومة سموه لقطاع السياحة في الدولة، على الرغم من أن دولتنا دولة نفطية، لأن السياحة باتت تشكل نافذة للتقارب الثقافي بين دولتنا وشعبنا ودول وشعوب العالم، إضافة إلى أن قطاع الصناعة السياحية أصبح رافداً حيوياً من روافد الاقتصاد الوطني.
وتطرق سموه إلى توجه دولة الإمارات نحو الطاقة البديلة، والمشروعات الجادة التي تنفذها للتحول إلى الطاقة الشمسية كمصدر رئيس للطاقة النظيفة، معتبراً سموه أن هذه واحدة من التحديات الكبيرة التي نسعى إلى تجاوزها بنجاح كبير من أجل حماية البيئة المحلية ودعم اقتصادنا الوطني، وبالتالي تشجيع الدول الأخرى لاعتماد هذا المصدر الذي لا ينضب لتوليد الطاقة الكهربائية.
وأشاد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بدور بايدن وجهوده في تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين بلاده ودولة الإمارات في شتى المجالات، ودوره الإنساني في مكافحة مرض السرطان على مستوى الولايات المتحدة والخارج.
ووجه سموه دعوة رسمية إلى بايدن لمشاركة الولايات المتحدة في فعاليات معرض إكسبو دبي 2020، وقد قبلها شاكراً ومهنئاً سموه بنجاح دولة الإمارات في استضافة هذا الحدث العالمي بامتياز.
وذكر أن مقومات نجاح هذا التجمع الثقافي السياحي التجاري الدولي على أرض دولة الإمارات متوافرة وبمواصفات عالمية، منوهاً بالمستوى العالي للبنية التحتية في الدولة، خصوصاً خطوط المواصلات والاتصالات والنقل البحري والجوي، ناهيك عن التسهيلات التي توفرها الحكومة والجهات المعنية للدول والجهات المشاركة في المعرض.
وثمّن بايدن سياسة قيادة دولة الإمارات المتوازنة والعقلانية على مختلف الصعد، وفي جميع علاقاتها الإقليمية والدولية، ما جعل منها دولة ذات صدقية عالية تحظى باهتمام واحترام بلاده ودول الإقليم والعالم.
من ناحية أخرى، أشاد بايدن، أمس، بإنجازات دولة الإمارات في مجال التطوير الحكومي.
وقال خلال زيارة إلى مقر «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» إن «تلك الإنجازات وما أهّل لها من مبادرات ومشروعات تصب في تفعيل هذا التوجه الاستراتيجي، تعد نموذجاً يحتذى على مستوى المنطقة»، مشيراً إلى أن دعم دولة الإمارات للابتكار، وتضمينه كركيزة رئيسة في عملية الارتقاء بكفاءة العمل الحكومي ومخرجاته، ضمن شتى القطاعات، بشقيه الكمي والنوعي، يعكس فكراً متطوراً يستشرف المستقبل
وتعرّف بايدن خلال الزيارة إلى اختصاصات المركز، والأهداف التي تأسس من أجلها، في ضوء اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بإرساء البيئة الداعمة، وتوفير الظروف المواتية لإنجاح مسارات التطوير الحكومي عبر قنوات عدة، من أبرزها بناء شبكة شراكات عالميّة مع أهم الجامعات والمعاهد المتخصّصة، والمنظّمات الدوليّة المعنية بعملية تطوير العمل الحكومي، وإقامة جسور فعالة للتواصل وتبادل التجارب في مجال الابتكار الحكومي.
وأثنى بايدن على دور المركز وأهدافه، معرباً عن تقديره لما يصبو إلى تحقيقه من أهداف تترجم رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لمستقبل العمل الحكومي في خدمة المجتمع، وما يمكن توفيره لها من مسارات التقدم باعتماد فكر الابتكار والإبداع، منوهاً بالاهتمام الواضح الذي توليه الدولة لقطاع الشباب، وحرصها على إشراكه من الجنسين في مسيرة التطوير، وكذلك الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة في دولة الإمارات، الأمر الذي مكّنها من الوصول إلى مناصب رفيعة ضمن دوائر صنع القرار، علاوة على وجودها ضمن مختلف ميادين العمل فيها.
وتحدث عن علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات ببلاده، مشيراً إلى توافق رؤى الجانبين في العديد من المجالات، ومن بينها توفير الفرص للشباب، وتمكينهم من لعب دور إيجابي ملموس في المجتمع، لاسيما على صعيد التحديث والتطوير بإعداد البيئة الداعمة، وتوفير المحفزات اللازمة لتشجيعهم على ممارسة هذا الدور والتميز فيه، إضافة إلى اهتمام كل من الإمارات والولايات المتحدة بمنح الشباب فرصة الاطلاع على ثقافات العالم، والانفتاح عليها، وإقامة جسور فعالة للتواصل فيما بينها، ما يحقق مزيداً من التقارب بين الشعوب، لاسيما أن دولة الإمارات تعتبر نموذجاً فريداً في التنوع الثقافي الذي يُعد من أبرز مميزات مجتمعها الذي تعيش فيه جاليات أجنبية عديدة بتناغم وتفاهم كاملين.
كما التقى بايدن خلال زيارته إلى المركز بمجموعة من رواد الأعمال والقيادات الإماراتية الشابة، حيث أكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في عملية التطوير الشاملة وإشراك الشباب وحثّهم للقيام بمسؤولياتهم، مشيراً إلى نجاح التجربة الإماراتية في هذا الصدد من خلال استراتيجيتها القائمة على تعزيز مبدأ الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي نحو تحقيق الأهداف التنموية المنشودة، وإعداد البيئة الملائمة والمشجّعة لرواد الأعمال الشباب، وتحفيزهم على الابتعاد عن الفكر التقليدي المتمثل في البحث عن وظيفة، والأخذ بزمام المبادرة بإطلاق مشروعاتهم الخاصة، بما لذلك من أثر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.