34 قتيلاً باعتداءات لـ «داعش»استهدفت المطار ومحطة مترو في بروكــسل
قتل 34 شخصاً في اعتداءات إرهابية متزامنة، تبناها تنظيم «داعش»، استهدفت المطار الدولي ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية بروكسل، في أحدث فصول الاعتداءات التي استهدفت «أوروبا وقيمها الديمقراطية»، بحسب قادة أوروبيين، وسط دعوات إلى الوحدة ضد الإرهاب. في حين توقفت شبكات المترو والحافلات عن العمل في بروكسل، وأخليت المطارات والمحطات في بلجيكا، وألغيت الكثير من الرحلات الجوية، ووصلت الفوضى إلى قسم من وسائل النقل الأوروبية، ما دفع السلطات إلى تشديد التدابير الأمنية في دول القارة.
|
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية الرسمية مقتل 34 شخصاً في هجومين متزامنين بمطار بروكسل ومحطة مترو في ساعة الذروة بالعاصمة البلجيكية.
وأعلن ناطق باسم رجال الإطفاء، أن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 96 بجروح في الاعتداءات التي وقعت في مطار بروكسل، موضحاً أن هذه الحصيلة لاتزال مؤقتة.
وبحسب رئيس بلدية بروكسل ايفان مايور، فإن نحو 20 شخصاً قتلوا وأصيب 106 بجروح في الاعتداء على محطة مالبيك للمترو في حي المؤسسات الأوروبية في العاصمة البلجيكية.
وقال المدعي العام البلجيكي فريديرك فان ليو، إن تفجيرين استهدفا القاعة الرئيسة في «مطار زافنتم الدولي».
واستهدف تفجير ثالث محطة مالبيك للمترو قرب حي المؤسسات الأوروبي فيما كان المواطنون يتوجهون الى أعمالهم.
وتحدث شهود عن مشاهد فوضى عمت المطار وبرك من الدماء فيما كان الركاب يهربون بذعر وتتصاعد سحب الدخان من مبنى المطار الرئيس.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، أن بلاده تعيش «لحظة مأساة، لحظة سوداء» مع تعرض بروكسل «لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة».
وأعلن سلسلة إجراءات أمنية عاجلة وإعطاء الأولوية القصوى لعلاج المصابين.
وعززت السلطات البلجيكية إجراءاتها الامنية حول المنشآت النووية في البلاد بعد الاعتداءات الدامية، حسبما أوردت الوكالة الفيدرالية للرقابة النووية. وفور وقوع الانفجارات شلت الحركة في العاصمة البلجيكية حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل، كما طلب من السكان ملازمة منازلهم.
ودعت السلطات البلجيكية السكان الى عدم التنقل وملازمة أماكنهم. وتأتي هذه الانفجارات بعد أربعة أيام على اعتقال بروكسل صلاح عبدالسلام، الفرنسي من أصل مغربي، المشتبه فيه الوحيد على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي، والتي أوقعت 130 قتيلاً.
وأعلن تنظيم «داعش»، في بيان، تبنيه للاعتداءات، مؤكداً أن منفذيها انتحاريون.
وقال إن عدداً من مسلحيه انطلقوا ملتحفين أحزمة ناسفة وحاملين عبوات ناسفة وبنادق رشاشة مستهدفين مواقع مختارة بدقة داخل مطار بروكسل ومحطة لقطار الأنفاق ويقتلوا عدداً من الأشخاص، قبل أن يفجروا أحزمتهم الناسفة وسط تجمعاتهم. ووصف منفذي الاعتداءات بأنهم «مفرزة أمنية».
في السياق، دفعت انفجارات بروكسل بدول أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الامنية في مطاراتها ومحطاتها على حدودها. فمن لندن الى روما، شددت جميع الحكومات الأوروبية تقربياً، تدابيرها المتخذة لمكافحة الإرهاب، وزادت وسائل الحماية لبعض المواقع، مثل محطات القطارات والمطارات والمحطات النووية. وأعلن مصدر ملاحي تعزيز الاجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس.
كما تم تعزيز الإجراءات الامنية في مطار غاتويك بلندن بعد الانفجارات، حسبما أعلن متحدث باسم المطار. من جهتها، فرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا. واتخذت إجراءات امنية مشددة في مطار فرانكفورت، احد أكبر مطارات اوروبا.
وتوالت ردود الفعل المنددة بهجمات بروكسل من مختلف أنحاء العالم.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن «أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل، أوروبا كلها تعرضت للضرب». وأوضح أنه على أوروبا «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية ازاء خطورة التهديد».
وأضاف ان «فرنسا ستواصل مكافحة الإرهاب بحزم على الصعيدين الداخلي والخارجي».
وأكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أمام الصحافيين، أن «الهدف من الاعتداءات كان مطاراً دولياً ومحطة أنفاق تقع بالقرب من المؤسسات الاوروبية، وهذا الأمر يعني ان هذه الاعتداءات لا تستهدف فقط بلجيكا ولكن ايضاً حرية حركتنا، والقيم التي تشكل جزءاً من الاتحاد الاوروبي». ودعا الى شن «حرب قاسية وحازمة ضد الإرهاب» مؤكداً أنه «لا يجوز التراجع».
وندد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بهذه «الاعتداءات الإرهابية»، وقال إن «هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديداً من الدناءة من قبل الإرهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف».
وانهمرت دموع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس، قبل اختصار مؤتمر صحافي في الأردن عقب تعليقها على تفجيرات بروكسل التي وصفتها بأنها «يوم حزين جداً لأوروبا».
واعتبر الرئيس الإيطالي سرجيو ماتيريلا، أن الاعتداءات «تؤكد بطريقة مأسوية أن هدف الارهاب الأساسي هو ثقافة الحرية والديمقراطية»، وأن الرد على التهديد الإرهابي «يكون بوحدة صلبة لدول الاتحاد الأوروبي، فالحرية ومستقبل العيش معاً مهددان».
وفي لندن، أعرب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون عن «صدمته وقلقه»، ودعا الى عقد اجتماع طارئ. وقال «سنقوم بكل ما بوسعنا لتقديم المساعدة». واضاف «لن نسمح ابداً لهؤلاء الإرهابيين بالانتصار».
وكتب رئيس الحكومة الاسبانية المنتهية ولايته ماريانو راخوي على «تويتر»، «الإرهاب لن يهزمنا، وحدة الديمقراطيين في أوروبا ستنتصر دائماً على الوحشية والجنون».
وقال رئيس الحكومة السويدية ستيفان لوفين، «إنه هجوم على أوروبا الديمقراطية، ولن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة».
واعتبر رئيس الحكومة الهولندية مارك روتي، أن «اوروبا قد أصيبت في الصميم» ولكن «سنبقى على ما نحن عليه وما نحن: مجتمع منفتح وديموقراطي لا تؤثر فيه اعتداءات».
وأعرب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة على «تويتر» عن «حزنه وغضبه» بعد هذه الهجمات «الدنيئة». وقال «سوف نطاردهم (الإرهابيين)، وسنبقى موحدين في كفاحنا من أجل القيم الأوروبية».
وكتب وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوترياس «عاصمة اتحادنا (الأوروبي) تعرضت للهجوم. نبكي الموتى ونلتزم بدحر الإرهاب بواسطة الديمقراطية»، مضيفاً «كلنا بروكسليون».
ودان الرئيس الأميركي باراك أوباما الاعتداءات «المشينة»، وقال ان الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن تلك الاعتداءات.
وفي موسكو، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن هذه الاعتداءات «تظهر مرة جديدة ان الإرهاب لا يعرف حدوداً، ويهدد شعوب العالم بأسره». وقال إن «الحرب على هذا الشر تتطلب التعاون الدولي الفعال».
ودان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أمام نواب حزبه، الهجمات قائلاً إنها «أظهرت مرة جديدة الطابع العالمي للإرهاب».
واعتبر وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز، أن «أعمال الإرهاب الجبانة هذه لا يمكن أن تزعزع أوروبا، وسندافع عن انفسنا بحزم ضد هذه الوحشية».
واعتبر رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوكيك، أن هذه الاعتداءات «تهدد قيم التحضر التي ندافع عنها بضراوة».
كما دانت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم أبرز فصائل المعارضة السورية «بشدة» هذه الاعتداءات. وقالت «يجب أن نكون موحدين لدحر الارهاب». ودان الأزهر بشدة اعتداءات بروكسل، معتبراً أنها «جرائم نكراء تخالف تعاليم الاسلام السمحة»، مشدداً على أنه «اذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين».