القوات العراقية تحقق مكاسب ضد «داعش» في الموصل
تقدمت القوات العراقية على حساب تنظيم «داعش» إلى الجنوب من الموصل، أمس، وتمكنت في الوقت نفسه من تأمين أول مسار خروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة، في حين كثف التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملته ضد المتشددين على جبهات متعددة في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
وقال ضباط مشاركون في عملية الموصل إن القوات العراقية تقدمت في دبابات ومركبات مدرعة باتجاه قرية الحاج علي الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب الموصل، تحت غطاء من الضربات الجوية للتحالف ونيران المدفعية.
• قائد الشرطة العراقية: اقتحام مركز الفلوجة خلال يومين أو ثلاثة أيام. |
وقال ضابط عراقي من قرية خرائب جبر المتاخمة لقرية الحاج علي، والتي جرت السيطرة عليها أخيراً، إن مقاتلي «داعش» قاوموا في البداية، لكن عندما رأوا القوة انسحبوا.
وتقع قرية الحاج علي على الضفاف الشرقية لنهر دجلة في مواجهة القيارة معقل التنظيم، حيث يوجد مهبط للطائرات، وستصبح البلدة مركزاً لانطلاق عملية استعادة الموصل.
وتتقدم القوات العراقية أيضاً على أطراف مدينة الفلوجة معقل التنظيم باتجاه الجنوب، فيما تحاصر قوات تدعمها الولايات المتحدة بلدة منبج السورية الخاضعة للتنظيم.
وأرسلت القوات العراقية إلى منطقة مخمور الشمالية هذا العام، وبدأت عملية في مارس الماضي وصفتها بأنها بداية لحملة أكبر تهدف لانتزاع السيطرة على الموصل أكبر مدينة في قبضة المتشددين.
وسيطرت القوات العراقية منذ ذلك الحين على عدد من القرى على الضفة الشرقية لنهر دجلة.
وألقى قائد العملية باللوم في بطء وتيرة سيرها على نقص الدبابات، وقال إنه لم يكن لديه ما يكفي من القوات للسيطرة على أراض انتزعت من التنظيم.
وأرسل لواء مدرع إلى مخمور الأسبوع الماضي، إلى جانب قوارب وجسور، حتى تتمكن القوات من عبور نهر دجلة وصولاً إلى بلدة القيارة، التي تعني السيطرة عليها أيضاً عزل أراض يهيمن عليها التنظيم جنوباً وشرقاً.
في الأثناء، أعلن متحدث باسم الجيش العراقي تأمين أول مسار خروج آمن للمدنيين المحاصرين في الفلوجة. وكان وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أكد السبت أن القوات العراقية المشتركة تحقق تقدماً في الجبهة الجنوبية للفلوجة، مشيراً إلى أن بطء التقدم سببه الحرص على أرواح المدنيين، وتوفير الممرات الآمنة لهم.
كما أوضح أن الهجوم على الفلوجة يتم من محاور عدة، وأن تنظيم «داعش» منهار، كاشفاً عن أن قواته تقاتل داخل المدينة حالياً.
يذكر أن آلاف العائلات لاتزال محاصرة داخل الفلوجة، حيث يتخذهم تنظيم «داعش» دروعاً بشرية. وقد قدرت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة عدد المحاصرين بأكثر من 50 ألف مدني.
وكشف قائد الشرطة الاتحادية العراقية، اللواء رائد شاكر جودت، عن أن بدء اقتحام القوات العراقية لمركز الفلوجة سيكون خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة.
وقال جودت لـوكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس، إنه «خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة سيتم اقتحام مركز الفلوجة، بعد أن أكملت القوات
الأمنية والحشد الشعبي تحرير الأراضي المحيطة بها». وأضاف: «تجري الآن عملية تسليم الأراضي والمناطق المحررة، والتي تبلغ 1000 كيلومتر إلى قيادة عمليات بغداد».
وكانت عملية تحرير الفلوجة، إحدى أهم مدن محافظة الأنبار، قد بدأت يوم 23 مايو الماضي لطرد تنظيم «داعش» الذي يسيطر عليها منذ أكثر من عامين. وتمكنت وحدات الفرقة الثامنة والحشد العشائري، وفقاً لبيان صادر عن خلية الإعلام الحربي بالجيش العراقي، من تحرير مناطق الفلاحات والصبيحات جنوب غرب الفلوجة من عناصر «داعش»، وذلك في إطار استكمال تحرير المدينة.