35 قتيلاً بتفجير تبناه «داعش»في بلد.. والعبادي يُقيل قادة أمن بغـداد

أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قائد عمليات بغداد ومسؤولي الأمن والاستخبارات في العاصمة العراقية من مناصبهم بعد اعتداء الكرادة الذي أوقع 292 قتيلاً الأحد الماضي، وأثار موجة غضب من ضعف خدمات الطوارئ والأجهزة الأمنية، فيما قتل 35 شخصاً في هجوم جديد أودى بحياة 30 شخصاً في مدينة بلد بمحافظة صلاح الدين، وتبناه تنظيم «داعش»، في حين انتقد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، فشل الحكومة في التعامل بشكل فاعل مع خطر «داعش».

وقال مكتب العبادي في بيان، إن رئيس الوزراء أصدر، أمس، أمراً بإعفاء قائد عمليات بغداد الفريق عبدالأمير الشمري من منصبه، ومسؤولي الأمن والاستخبارات في العاصمة العراقية، بسبب اعتداء الكرادة الذي أوقع 292 قتيلاً.

واعتداء الكرادة الانتحاري الذي وقع الأحد الماضي بشاحنة صغيرة في الحي المكتظ أثار غضب العراقيين الذين يعتبرون حكومتهم غير قادرة على حماية المدنيين وعلى تطبيق إجراءات أمنية فاعلة.

وتبنى هذا الهجوم، الذي تسبب أيضاً بأضرار، هائلة تنظيم «داعش».

وجاء قرار العبادي بعد أيام على إعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تقديم استقالته، موضحاً أنه قام بهذه الخطوة بسبب «تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية»، مشيراً إلى «خلل أساسي» في هذا القطاع.

وقال الغبان إن الشاحنة الصغيرة المفخخة في الكرادة قدمت من محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، ما يعني انها تمكنت من عبور نقاط المراقبة الأمنية من دون مشكلات.

وقبل العبادي استقالة وزير الداخلية.

وأعلن عن إقالة مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد بعد ساعات على اعتداء بلد، الذي أسفر عن مقتل 35 شخصاً على الأقل في المدينة، التي تبعد 70 كيلومتراً شمال بغداد.

وأدى الهجوم الذي استهدف مرقد السيد محمد ابن الإمام الهادي المعروف بـ«سبع الدجيل» في محافظة صلاح الدين إلى سقوط 50 جريحاً.

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن قصفاً بقذائف الهاون استهدف المرقد فجر أمس، قبل أن تقتحمه مجموعة من المسلحين الانتحاريين وتطلق النار.

وقال متحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، إن اثنين من الانتحاريين فجّرا نفسيهما في سوق تجارية قريبة من المرقد، في حين تم قتل الانتحاري الثالث وتفكيك حزامه الناسف.

وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم، بحسب ما أوردت وكالة «أعماق» التي تنقل أخبار التنظيم المتطرف.

وقالت الوكالة، أمس: «هاجم خمسة انغماسيين من داعش تجمعاً للحشد الشيعي عند مرقد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد بصلاح الدين».

ويشكل الشيعة غالبية سكان بلد إلا ان المدينة محاطة بالعديد من المناطق الريفية ذات الأكثرية السنية. وتسيطر القوات العراقية على جزء كبير من محافظة صلاح الدين، وطردت التنظيم من كبرى مدنها تكريت ومدينة بيجي.

وانتقد المرجع السيستاني، أمس، فشل الحكومة في التعامل بشكل فاعل مع خطر تنظيم «داعش».

وقال في خطبة الجمعة التي تلاها ممثل له في مدينة كربلاء، إن «التهاون مع الفاسدين والفاشلين على حساب دماء وأرواح المواطنين أمر لا يطاق، ولابد من وضع حد له».

من جهته، أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «سرايا السلام» التابعة له بالانتشار حول المرقد قرب قضاء بلد لحمايته.

وانتشرت «سرايا السلام» أيضاً في سامراء المجاورة.

ودان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، تفجيرات مدينة بلد.

وقال في بيان، إن «هذه الاعتداءات الإجرامية تسعى يائسة إلى إشعال الفتن الطائفية لضرب وحدة الشعب العراقي ضد الإرهاب».

وأضاف أن على السلطات الأمنية «اتخاذ إجراءات عاجلة لإلقاء القبض على المجرمين الجناة كي ينالوا القصاص العادل».

وذكر أن «هذه الاعتداءات الإرهابية النكراء والجرائم التي سبقتها وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من العراقيين في مناطق الكرادة والشعب ومدينة الصدر ببغداد ومناطق أخرى، لن تزيد شعبنا إلا عزماً على القضاء التام على عصابات داعش الإرهابية في كل مكان».

من جهته، طالب صادق السامرائي مستشار رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أهالي محافظة صلاح الدين بعدم الانجرار وراء قوى الشر التي تحاول إثارة الفتنة الطائفية في المحافظة.

وقال في بيان، إن «قوى الشر تحاول إثارة الفتنة بين أبناء محافظة صلاح الدين من خلال استهداف النسيج الاجتماعي إثر الهجمة على مرقد السيد محمد في قضاء بلد جنوب محافظة صلاح الدين».

وأضاف «على أبناء المحافظة عدم إعطاء آذان مصغية إلى الجهات التي تحاول الاستفادة من أي أزمة تعصف بالبلاد، وأن أبناء المحافظة هم الآن أكثر دراية من غيرهم بكل من يحاول تفكيك النسيج الاجتماعي وإشاعة الفرقة».

الأكثر مشاركة