قوات الشرعية تبدأ معركة تحرير صنعاء وتسيطر على مواقع عدة في نهم
أعلنت قوات الجيش الوطني، مدعومة بالمقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية الشرعية، أمس، بدء معركة تحرير العاصمة صنعاء، بشن عملية عسكرية ضد ميليشيات الحوثي، والقوات الموالية للمخلوع صالح في مديرية نهم (40 كم شرق صنعاء). تزامن ذلك مع تقدم كبير لقوات الشرعية في الجوف والغيل، وإجراء تغييرات عسكرية في قيادة محور تعز العسكري، بهدف تحقيق تقدم عسكري في المناطق الجنوبية والغربية للمدينة.
وتفصيلاً.. قال الجيش، في بيان، إنه بمساندة المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، بدأ عملية
عسكرية واسعة، أطلق عليها اسم «التحرير موعدنا» في مديرية نهم، وذلك «رداً على عدم التزام الميليشيات بأي هدنة أو اتفاقات سلام، سعى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى تحقيقها، في مشاورات الكويت الأخيرة».
ودعت قوات الشرعية، من الجيش والمقاومة، في بيان لها «القاطنين في أمانة العاصمة صنعاء وضواحيها، للابتعاد عن مقار ومواقع قوات المخلوع صالح والميليشيات الحوثية، وأماكن تجمعاتهم، حفاظاً على أرواحهم»، وحذر البيان المواطنين من مغبة التهاون، أو السماح للميليشيات الانقلابية باستخدام منازلهم مصادر للنيران، أو أي أعمال عدائية ضد قوات الجيش، مؤكداً أن قوات الجيش والمقاومة ستتعامل بحزم وقوة مع كل عمل عدائي، أياً كان مصدره.
وأفاد بيان الجيش بأن قوات الجيش مدعومة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، حررت قرية الحول وتبة القناصين، ومواقع أخرى بمديرية نهم، وسط انهيارات متسارعة للميليشيات الانقلابية.
وأضاف «طهر رجال الجيش والمقاومة جبل المنارة، المطل على منطقة المديد، الواقعة في مركز مديرية نهم، وقرية ملح».
من جهته، أكد عضو مجلس المقاومة الشعبية بالعاصمة اليمنية صنعاء، محمد العرشاني، لـ«الإمارات اليوم»، أن عمليات المقاومة والجيش الوطني مستمرة ضد الميليشيات، حتى تحرير العاصمة والمدن الخاضعة لسيطرتهم.
وقال العرشاني، لـ«الإمارات اليوم»، إن الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على منطقة ملح بالكامل، وقامت بتطهير المناطق المجاورة في جبل المنارة والتباب المجاورة لها، على الطريق الرابط بين فرضة نهم ونقيل ابن غيلان الاستراتيجي.
وأضاف العرشاني أن عمليات الجيش والمقاومة مستمرة، حتى تحرير العاصمة والمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، مبدياً عدم تفاؤله بما سيجري في الكويت، في آخر يوم للمهلة الممنوحة للانقلابيين، للتوقيع على الرؤية الأممية، التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، والتي كان وفد الشرعية قد وقع عليها مسبقاً.
وأشار العرشاني إلى أن الجيش والمقاومة لا يعولان كثيراً على موقف الانقلابيين، المعروف لدى المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي، بعدم التزامهم بأي اتفاقيات أو عهود، وأن لغة السلاح والحسم العسكري هي اللغة الوحيدة التي يجب التعامل بها مع الميليشيات.
وكانت المعارك الدائرة في مديرية نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، تواصلت في مختلف الجبهات وعلى جميع المحاور (الميمنة والميسرة والقلب)، كان أهمها التطور الأخير في القلب والميسرة، حيث تقدمت قوات الجيش والمقاومة في ملح والمنارة، بمساندة مقاتلات التحالف العربي.
وأحبطت قوات الجيش والمقاومة محاولة تسلل للميليشيات نحو قرية الحول بمنطقة برآن بنهم، وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، فيما قصفت مدفعية الجيش والمقاومة قرية مبدعة، مخلفة قتلى وجرحى، وتم تطهير مناطق قرية الحول وقرى ملح وقرية بيت البوري، وجبل المنارة الاستراتيجي المطل على بقية مناطق مديرية نهم وبني حشيش وبني الحارث، وكذلك جبل كوكبان وجبل الحبيل وجبل القناصين وجبل العياني والتباب الخضراء.
ووفقاً لمصادر في المقاومة، فإن المعارك الأخيرة أسفرت عن سقوط 23 قتيلاً من الميليشيات، وإصابة العشرات، فيما استشهد 12 من الجيش والمقاومة وأصيب 25 آخرون.
وفي الجوف شرق اليمن، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم في غرب المتون، وسيطرت على مزرعة العيزري غرب المجمع الحكومي، وقرية آل بخيتة الأكفال بمساحة تقدر بثلاثة كيلومترات، كما سيطرت على أكبر جبل مطل على معسكر «حام» الاستراتيجي.
وذكر مصدر في المقاومة الشعبية بالجوف أن قوات الجيش والمقاومة تستعد لاقتحام قرى العرضي في مديرية الغيل، مشيراً إلى أن التقدم مستمر باتجاه تحرير عدد من المناطق شمالي الغيل، لافتاً إلى أن مركز مديرية أمن الغيل بات بمتناول نيران الجيش والمقاومة.
وفي تعز، تسلم العميد خالد فاضل المعين، أخيراً، من قبل الشرعية قيادة محور تعز العسكري من العميد يوسف الشراجي، الأمر الذي عده العديد من القيادات في المقاومة والجيش بتعز تطوراً يهدف إلى تحقيق تقدم عسكري في الحجرية، والمناطق الجنوبية والغربية للمدينة.
في الأثناء، تم قنص اثنين من المدنيين في منطقة غراب غرب المدينة، بالقرب من تعبئة المياه بالمنطقة، فيما تواصلت عمليات قصف الأحياء السكنية في شرق المدينة وغربها، من قبل الميليشيات التي تفرض حصاراً خانقاً على المدينة منذ أشهر.
وفي جبهة الوازعية، استمرت المواجهات في منطقة الأحيوق، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات في العمري، بمنطقة ذوباب على الساحل الغربي للمدينة. وفي حجة، شنت مقاتلات التحالف غارتين على منطقة أبو دوار في مديرية مستبأ، في حين استمر التوتر العسكري على مناطق في مفرق حريب، الذي شهد عملية عسكرية واسعة للجيش والمقاومة لتطهيرها من المخربين، كما شنت مقاتلات التحالف غارات على محيط صرواح في غرب المحافظة.
صنعاء – الإمارات اليوم