القوات العراقية تتقدم في قرقوش على طريق الموصل
حققت القوات العراقية، أمس، تقدماً داخل مدينة قرقوش، أكبر المدن المسيحية في البلاد، بهدف استعادتها من سيطرة تنظيم «داعش»، في إطار العملية العسكرية الضخمة التي بدأت الاثنين في اتجاه مدينة الموصل. في حين فجر التنظيم مباني حكومية في مناطق متفرقة بمدينة الموصل.
وواصلت القوات العراقية تقدمها في مدينة قرقوش التي تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الموصل، غداة اقتحام المدينة، فيما اندلعت مواجهات عنيفة مع عناصر من «داعش» يتحصنون داخل المدينة.
وحققت العملية التي تنفذها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وتعد الأكبر منذ سنوات، تقدماً سريعاً خلال اليومين الماضيين.
وقال ضابط عراقي إن قوات من مكافحة الإرهاب التي تولت مهام صعبة خلال عمليات نفذتها القوات العراقية في الفترة الماضية، تستعد للسيطرة على قرقوش. وأوضح الضابط وهو برتبة عقيد في القوات البرية وكان يتحدث من قاعدة القيارة، أحد أكبر مقار القوات الأمنية العراقية في المنطقة، لـ«فرانس برس»: «نحن نحاصر الحمدانية الآن»، في اشارة الى المنطقة التي تقع فيها مدينة قرقوش المسيحية.
وأضاف «نقوم بإعداد خطة لاقتحامها وتطهيرها بعد ذلك»، مشيراً إلى وجود جيوب للتنظيم الذي أرسل سيارات مفخخة إلى المنطقة. وقرقوش هي أكبر مدينة مسيحية في العراق وكان يعيش فيها 50 ألف شخص عشية استيلاء «داعش» عليها في أغسطس 2014، في هجوم دفع بالأغلبية العظمى من أبنائها الى الفرار.
وتسعى القوات العراقية الى محاصرة مدينة الموصل من جهات عدة بينها المحور الجنوبي، حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقاً من قاعدة القيارة على امتداد نهر دجلة. في موازاة ذلك، تتقدم قوات البشمركة الكردية من المحور الشرقي.
• قائد العمليات المشتركة في العراق: عملية تحرير الموصل ستتم في وقت قياسي. |
وباتت القوات العراقية، أمس، في قرية باجوانية الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب الموصل.
وقال قائد العمليات المشتركة في العراق، الفريق الأول الركن، طالب شغاتي، إن معركة تحرير الموصل معركة نموذجية لأن جميع القوات العراقية من الجيش والشرطة والبشمركة و«الحشد الشعبي» والمتطوعين يشاركون في المعركة، فضلاً عن تعاون الأهالي مع القوات العراقية.
وأضاف للصحافيين عند مشارف الموصل، أن «حركة القوات وتقدمها باتجاه اهدافها ممتاز جداً، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، وأعتقد أن أهالي الموصل سيشهدون تحرير مدينتهم في وقت قياسي».
وأكد أن «(داعش) يعمل على جعل الأهالي دروعاً بشرية لهم وأسرى لحماية التنظيم، وسنزف قريباً بشرى النصر والتحرير».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيس «نعلم أنهم (المدنيون) سيستخدمون كدروع بشرية»، مضيفاً أنهم «محتجزون هناك رغماً عنهم».
واستطاع العديد من المدنيين الفرار أخيراً من الموصل والمناطق المحيطة بها، الى مناطق أخرى آمنة. وتوجه بعضهم الى سورية التي تعاني ايضاً نزاعاً دائماً مستمراً منذ خمسة اعوام.
في السياق، قالت منظمة «أنقذوا الأطفال»، أمس، إن «آلاف العراقيين اليائسين يفرون الى مخيم قذر مكتظ للاجئين السوريين، في محاولة للهرب من هجوم الموصل».
وأشارت الى وصول نحو 50 الفاً من هؤلاء الى مخيم الهول خلال الأيام الـ10 الماضية.
إلى ذلك، أفاد سكان محليون، أمس، بأن التنظيم، فجر مباني حكومية في مناطق متفرقة في الموصل.
وقالوا إن عناصر من التنظيم فجروا مبنى محافظة نينوى بواسطة براميل «تي ان تي»، ما أسفر عن تدميره بالكامل وإلحاق أضرار كبيرة في المحال التجارية والمنازل السكنية القريبة منه في شارع الجمهورية وسط الموصل.
وأشاروا إلى أنه تم تفجير مباني مديرية الجوازات والجنسية العراقية في منطقة باب البيض، ما أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة في صفوف المدنيين، وأيضاً المباني القريبة والمحال التجارية بالمنطقة.
وأوضح السكان أن التنظيم اعتقل 12 من موظفي دائرة صحة نينوى، واقتادهم الى جهات مجهولة دون معرفة أسباب الاعتقال بينهم أربعة أطباء جراحين.
إلى ذلك، دعت الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، الى حماية الأطفال العالقين في مدينة الموصل بشمال العراق.
وقالت «لا يمكنني التوقف عن التفكير بـ500 ألف طفل في الموصل حالياً، يواجهون خطر استخدامهم كدروع بشرية».
وأضافت «لا يمكننا الحديث عن الاستثمار في مستقبلنا في المنطقة من دون الدعوة لإنهاء هذه التفجيرات والهجمات»، مؤكدة أن «أغلبية من يعانون بسبب هذه النزاعات، هم مسلمون».