تعهد في خطاب القسم بإبقاء بلاده بعيداً عن نيران النزاعات في المنطقة
ميشال عون رئيساً للبنان
انتخب مجلس النواب اللبناني، أمس، الزعيم المسيحي ميشال عون، رئيساً للجمهورية، بعد عامين ونصف العام من شغور المنصب. في حين تعهد عون في خطاب القسم، عقب انتخابه بأن يُبقي لبنان بعيداً عن نيران النزاعات المشتعلة في المنطقة.
وفاز النائب ميشال عون برئاسة الجمهورية اللبنانية، بعد حصوله على الأكثرية المطلقة من أصوات أعضاء مجلس النواب، وكان الانتخاب ثمرة توافق شمل معظم الأطراف السياسية في البلد، وهو ما لم يكن متوقعاً حتى قبل أسابيع قليلة، بعدما استمر الشغور في منصب الرئاسة نحو عامين ونصف العام جراء الانقسامات السياسية الحادة في لبنان.
وحضر جميع أعضاء مجلس النواب الـ127 (من أصل 128 بسبب استقالة النائب روبير غانم منذ أشهر).
وفاز عون بأكثرية 83 صوتاً، بينما وجدت 36 ورقة بيضاء، وسبع أوراق ملغاة.
وحصل عون على 84 صوتاً في الدورة الأولى، أي أقل من ثلثي الأصوات، فيما ينص الدستور على أن الفوز من الدورة الأولى يتطلب الحصول على ثلثي الأصوات، بينما يكتفى بالأكثرية المطلقة في الدورات التي تلي ذلك.
وجرت دورة ثانية لم تحتسب، لأنه تم العثور في صندوق الاقتراع على 128 ورقة، بينما يفترض أن يكون العدد 127، وتكرر الأمر في دورة ثالثة لم تحتسب. وأخيراً، وبعد إدلاء النواب بأصواتهم للمرة الرابعة، حصل عون على 83 صوتاً.
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري فوز «ميشال عون بـ83 صوتاً مقابل 36 ورقة بيضاء، وسبع أوراق ملغاة، وصوت واحد للنائبة ستريدا طوق».
وفور إقفال جلسة الانتخاب، افتتح رئيس المجلس جلسة القسم التي أقسم خلالها عون على الدستور.
وقال بري في كلمة توجه بها للرئيس الجديد «انتخابكم يجب أن يكون بداية وليس نهاية، وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لإعلاء لبنان».
وتعهد عون في خطاب بأن يُبقي لبنان بعيداً عن نيران النزاعات المشتعلة في المنطقة.
وأكد أن «لبنان السالك بين الألغام لايزال في منأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، ويبقى في طليعة أولوياتنا عدم انتقال أي شرارة إليه». وأضاف: «من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية».
ويعد «حزب الله» الذي يقاتل منذ عام 2013 إلى جانب النظام السوري، حليف عون الرئيس منذ عام 2006، ويتهمه خصومه بأنه يعرّض لبنان، المنقسم على خلفية النزاع السوري، للخطر بتورطه في سورية.
من جهة ثانية، قال عون: «علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة للنازحين، ساعين إلى ألا تتحول مخيمات وتجمعات النزوح إلى مخيمات أمنية».
وأضاف أنه «لا يمكن أن يقوم حل في سورية لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين».
ومنذ اندلاع النزاع في سورية منتصف مارس 2011، لجأ أكثر من مليون سوري إلى لبنان. ويعيش معظمهم في ظروف بائسة للغاية، في بلد يعاني أصلاً من وضع اقتصادي صعب وذي إمكانات هشة.
ودعا عون إلى إطلاق خطة اقتصادية «تغير اتجاه المسار الانحداري».
وفي ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، أكد عون «إننا لن نألو جهداً، ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية المحتلة». ويطالب خصوم «حزب الله» في لبنان الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح، بنزع سلاحه، بينما يتمسك بها الحزب المدعوم من إيران، بحجة مقاومة إسرائيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news