محكمة تركية تقرر سجن رئيسي أكبر حزب مؤيد للأكراد

قررت محكمة تركية وضع رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد قيد الاحتجاز الاحتياطي في إطار تحقيق متعلق بـ«مكافحة الإرهاب» على علاقة بحزب العمال الكردستاني، بعد ساعات على انفجار قوي يحمل بصمات حزب العمال الكردستاني أسفر عن سقوط ثمانية قتلى و100 جريح، فيما صدرت انتقادات أوروبية لقرار المحكمة، بينما عبرت واشنطن عن «قلق شديد».

وقررت محكمة في دياربكر وضع صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسك داغ، فضلاً عن ثلاثة من الحزب، قيد الاحتجاز الاحتياطي، حسبما أفادت وكالة أنباء «الأناضول»، بعد أن كانوا أوقفوا الليلة قبل الماضية، ما أثار انتقادات شديدة من الاتحاد الأوروبي.

أردوغان يرى أن «حزب الشعوب الديمقراطي» على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، ووصف أعضاءه بأنهم «إرهابيون».

ودان حزب الشعوب الديمقراطي في بيان أمس توقيف رئيسيه وعدد من نوابه، معتبراً أن ذلك يشكل «نهاية للديمقراطية» في تركيا.

ويأتي توقيف رئيسي «حزب الشعوب الديمقراطي» الليلة قبل الماضية مع 11 نائباً في إطار عملية غير مسبوقة ضد القوة السياسية الثالثة في البلاد، بينما تشهد تركيا حملة تطهير للمعارضين تشنها السلطات مغتنمة حال الطوارئ التي فرضت بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أروغان، ونسبت إلى الداعية فتح الله غولن.

وخلال جلسة الاستماع إلى رئيسي الحزب، أسفر انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى للشرطة في مدينة دياربكر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم شرطيان، وإصابة 100 آخرين بجروح، حسب السلطات.

واتهم رئيس الوزراء بن علي يلدريم حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من أنقرة وواشنطن وبروكسل بأنه «إرهابي»، بالمسؤولية عن الانفجار.

وعبرت واشنطن عن قلق «شديد» إثر قرار المحكمة التركية سجن رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي، حسبما قال المكلف حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأميركية توم مالينوفسكي، على «تويتر». وأضاف «عندما تهاجم الديمقراطيات مسؤولين منتخبين من واجبها تبرير تصرفاتها والحفاظ على الثقة بالنظام القضائي».

كما عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس، عن قلق الاتحاد العميق إثر عمليات التوقيف. وكتبت على «تويتر» أنها ستدعو إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة.

واستدعت الخارجية الألمانية القائم بالأعمال التركي أمس، فيما وصف المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل هذه التوقيفات بأنها مقلقة للغاية.

وقال النائب في حزب الشعوب الديمقراطي غارو بايلان، خلال مؤتمر صحافي في المقر العام للحزب في إسطنبول، «إنه انقلاب ضد حزب الشعوب الديمقراطي، انقلاب ضد التعددية والتنوع والعدالة». وقالت زميلته هدى كايا: «يغلقون باب البرلمان في وجوهنا، هذا يعني تجاهل تصويت ستة ملايين شخص، تجاهل المطلب الديمقراطي لهذا الشعب، وأمله بسلام مستقبلي».

وفرقت قوات الأمن بواسطة الغاز المسيل للدموع عشرات المتظاهرين المتضامنين مع حزب الشعوب الديمقراطي في أنقرة، فيما كان من الصعب الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل القصيرة و«يوتيوب» أمس في تركيا.

وذكر موقع «تركي بلوكس» المتخصص في متابعة مواقع التواصل إنه «رصد قيوداً على الدخول إلى عدد من الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب ابتداء من فجر الجمعة». وذكر صحافيون من «فرانس برس» أنهم لم يتمكنوا من استخدام تطبيق «واتس أب» للرسائل القصيرة.

وسجلت الليرة التركية تراجعا جديداً، أمس، أمام الدولار بعد توقيف رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي، لتنخفض منتصف نهار أمس إلى 3.15 ليرات مقابل الدولار.

وبذلك خسرت الليرة 1.25% من قيمتها، ووصلت إلى مستوى أدنى من ذاك الذي سجلته غداة محاولة الانقلاب منتصف يوليو.

وفتحت السلطات التركية تحقيقات عديدة بحق دميرتاش ويوكسك داغ بشبهات تتعلق بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالة الأناضول إن توقيفهما تقرر بعد رفضهما المثول طوعاً أمام القضاء في حال استدعائهما.

ويرى أردوغان أن «حزب الشعوب الديمقراطي» على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، وقال إنه لم يعد يعتبر هذا الحزب محاوراً شرعياً، ووصف أعضاءه بأنهم «إرهابيون».

الأكثر مشاركة