الأميركيون انتخبوا رئيسهم الـ45.. والنتائج اليوم
أدلى الناخبون الأميركيون، أمس، بأصواتهم، لاختيار الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، بعد حملة طويلة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، اتسمت بحدة غير مسبوقة، فيما يترقب العالم بأسره النتيجة بقلق، لاسيما أن ترامب وكلينتون على طرفي نقيض في رؤيتيهما لمستقبل أكبر قوة في العالم.
وبدأ الناخبون الأميركيون، منذ صباح أمس، التصويت للاختيار بين هيلاري كلينتون لتكون أول سيدة تتولى الرئاسة، ودونالد ترامب الشعبوي الحديث العهد بالسياسة، لدخول البيت الأبيض.
وأدلى نحو 42 مليون أميركي، من أصل أكثر من 200 مليون ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية، بأصواتهم في إطار التصويت المبكر، لتفادي صفوف الانتظار يوم الانتخابات.
وأدلت كلينتون بصوتها، برفقة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، في مدرسة ابتدائية قرب منزلها في تشاباكوا في ولاية نيويورك، حيث انتظرها حشد متحمس من نحو 150 شخصاً لأكثر من ساعة.
وقالت عند خروجها من مكتب التصويت «أنا مسرورة جداً»، وصافحت الحاضرين، وتبادلت معهم الحديث.
كذلك أدلى مرشح كلينتون لمنصب نائب الرئيس، تيم كاين، بصوته في معقله في ريتشموند بولاية فرجينيا، برفقة زوجته آن هولتون، ورئيسة جمعية محلية، وهي سيدة مسنة عمرها 99 عاماً، علقت له ملصقاً صغيراً على صدره، عليه عبارة «أدليت بصوتي».
وبات عشرات الملايين من الناخبين يضعون باعتزاز هذا الملصق.
وقال كاين في تصريح حول الانقسامات العميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين «سيعود لنا، إذا ما حالفنا الحظ وفزنا، أن نشكل فريقاً يطبق سياسات ويتحدث بأسلوب يظهر أننا نريد أن نحكم من أجل الجميع».
وتأمل هيلاري كلينتون (69 عاماً) أن تدخل التاريخ كأول رئيسة للولايات المتحدة، بعد 44 رئيساً منذ جورج واشنطن في 1789.
واختتمت كلينتون آخر تجمع انتخابي لها بدعوة الناخبين إلى اختيار رؤيتها «لأميركا ملؤها الأمل، وتكون للجميع، وسخية».
وتعتزم كلينتون الحكم في استمرارية لعهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، ودعت في آخر ساعات حملتها الانتخابية إلى وحدة البلاد، وتجاوز الانقسامات الحزبية.
أما الجمهوري ترامب (70 عاماً)، الذي يعتز بأنه دخيل على السياسة، فيأمل أن يحقق مفاجأة كبرى، كما حصل عندما صوتت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، خلافاً لتوقعات استطلاعات الرأي.
ووعد عند اختتام حملته، أول من أمس، بأن يلم شمل الأميركيين خلف حدود آمنة، ويجعل «الأولوية لأميركا».
وبنى ترامب، الملياردير النيويوركي ذو الأطباع الحادة، حملته على انتقاد النخبة السياسية التي يتهمها بأنها «نزفت البلاد»، وهو الذي لم يسبق أن شغل أي منصب منتخب، وقدم نفسه على أنه رجل التغيير الذي سيتصدى للفساد الذي يتهم به النخب، وصوت المنسيين الذين وعدهم بأن «يعيد لأميركا عظمتها».
وكانت الحملة الانتخابية طويلة ومضنية، وانحدرت إلى مستويات من البذاءة والإهانات لم تشهدها البلاد من قبل، وهو ما أسفت له كلينتون أول من أمس.
وعبّر 82% من الأميركيين عن اشمئزازهم من مسار الحملة، في استطلاع للرأي نشر أخيراً.
وفي الخارج، تابع العالم بقلق وترقب الحملة الانتخابية الرئاسية لأكبر قوة في العالم.
فالمرشحان على طرفي نقيض على جميع الأصعدة: من جهة هيلاري كلينتون الشخصية الموجودة على الساحة السياسية منذ 25 عاماً، والتي لا يحبها نصف الأميركيين، ويشككون في نزاهتها. وهي زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون (1993-2001)، وكانت على التوالي السيدة الأولى لولايتين، وعضواً في مجلس الشيوخ عن نيويورك، ووزيرة خارجية في عهد أوباما. وهي في غاية الانضباط والمثابرة، وتعرف جميع الملفات بشكل معمق، لكن شخصيتها لا تثير حماسة كبرى.
في المقابل، هناك ترامب الذي هو أقل شعبية منها (62%)، وهو ملياردير ومقدم سابق لبرنامج «ذي أبرانتيس» من تلفزيون الواقع، وهو صاحب شخصية فظة، استغل مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك الطبقة الوسطى من الأميركيين البيض، التي تواجه بقلق تبدلات العالم من حولها.
وخلال تجمعاته الانتخابية، كانت الحشود المتحمسة تردد أفكاره الأساسية: «بناء الجدار» على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية، و«تجفيف مستنقع» الفساد الذي يعتبر أنه منتشر في واشنطن.
ولم يتوقع الحزب الجمهوري وصول ترامب إلى مرحلة تمثيله في الانتخابات، وعبّر قسم كبير من برلمانيي الحزب عن رفضهم له، بسبب مواقفه والفضائح التي طالته طوال الحملة الانتخابية.