«إعلان عمّان» يؤكد التمسك بمــبادرة السلام العربية مع إسرائيل
أكد قادة الدول العربية، أمس، في «إعلان عمّان» الذي صدر في ختام القمة العربية الـ28 على شاطئ البحر الميت في الأردن، تمسكهم بمبادرة السلام العربية مع إسرائيل، مشددين في الوقت نفسه على وقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم. في حين أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه لا خيار لمنطقتنا غير أن تواجه تحدياتها بنفسها، وتجمع شعوبها على رؤية واقعية لترتيب أولوياتها، والحفاظ على كيانها والتأسيس لمستقبلها. واختتمت أعمال القمة العربية التي ترأسها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بمشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي ترأس وفد الدولة إلى القمة.
وقال القادة العرب في بيان ختامي للقمة تلاه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إن الدول العربية ستدعم محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لإنهاء عقود من الصراع إذا ضمنت قيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
ودعا البيان الختامي إلى «إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين».
وجدّد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002، التي تنص على انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المحتلة حتى حدود عام 1967، مقابل إقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية.
كما طالبوا دول العالم بـ«عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل».
إلى ذلك، رفض القادة «كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية».
ودان البيان المحاولات «الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات، وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية، ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وفي الشأن السوري، شدد القادة على ضرورة «تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية، وبما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة سورية ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود الجماعات الإرهابية فيها».
كما أعرب القادة العرب عن «مساندة جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية».
وفي ما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على «ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز على اتفاق الصخيرات».
وأكد القادة «دعمهم المطلق للعراق في جهوده القضاء على العصابات الإرهابية، وجهود إعادة الأمن والأمان وتحقيق المصالحة الوطنية»، في وقت تخوض القوات الحكومية العراقية قتالاً ضارياً لإنهاء تواجد تنظيم «داعش» في آخر معاقله في مدينة الموصل.
كما أكد القادة على سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى)، التي تحتلها إيران، ودعوا طهران إلى «الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات إيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية».
وتوقف البيان الختاني عند «الأخطار التي تحدق» بالعالم العربي، و«الظرف العربي الصعب» الذي التأمت فيه القمة، فـ«ثمة أزمات تقوّض دولاً وتقتل مئات الألوف من الشعوب العربية، وتشرد الملايين من أبناء أمتنا، وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية». ودعا إلى «تكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء» على الإرهاب واستئصاله «ضمن استراتيجية شمولية».
وكان العاهل الأردني قال في كلمته بعد تسلمه رئاسة القمة: «إننا نواجه اليوم تحديات مصيرية لدولنا وشعوبنا وأمتنا، من أهمها خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربـي ومستقبلهم».
وأضاف أن الإرهاب «يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين، ولابد من تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي».
ولفت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى أن المملكة تولي أهمية كبرى لقضايا التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، معتبراً أن إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وإصلاحها وتطويرها أصبحت مسألة ضرورية ينبغي الإسراع في تحقيقها.
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن «ما يسمى الربيع العربي وهم أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا، وعطل التنمية والبناء لديهم، وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي».
ودعا في كلمته إلى استخلاص العبر مما حصل، وإلى تصحيح العديد من مسارات عملنا، تحصيناً لمجتمعاتنا وتماسكاً لجبهتنا الداخلية، وتحقيقاً لتطلعات شعوبنا المشروعة.
إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمته أمام القمة، إن الأوضاع التي يشهدها العالم العربي فتحت المجال أمام التدخلات الخارجية، مؤكداً استعداد الأمم المتحدة للعمل مع جامعة الدول العربية لتحقيق التنمية. من جهتها، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن هناك حاجة لسلام دائم وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدة أنه سيبقى أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي الوصول إلى حل سلمي لهذا الصراع، وأن تقدماً في هذا الاتجاه سيعطي نموذجاً للتعاون في المنطقة في ما يتعلق بالأمن.