«حكماء المسلمين» يحذر من تطور «الإسلاموفوبيا» إلى «الدينوفوبيا»

حذّر «مجلس حكماء المسلمين» من تطور ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا»، إلى «الدينوفوبيا»، أو الخوف من كل ما يتعلق بالدين على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة.

وأكد المجلس خلال ملتقى «حكماء المسلمين» ومجلس الكنائس العالمي، والجولة الخامسة من حوار حكماء الشرق والغرب التي عقدت في القاهرة أمس، أن قضية المواطنة تعد القضية الأولى التي يجب أن تحظى باهتمام وحديث قادة الأديان باعتبارها الضامن الأكبر للمساواة بين جميع الأديان، كما أن المواطنة تعد نظاماً إسلامياً خالصاً، لافتاً إلى أنه يجب التعاون لمواجهة الفكر الإرهابي الذي لا دين له، وغايته تدمير الأوطان.

وقال شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب، إن «مشكلة الأديان السماوية لا يمكن أن تحل بالانشغال بالصراع في ما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات، ومن موروثات تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نُذر معركة طويلة مع أعداء الأديان».

وأضاف أنه من أجل هذه الغاية من الضروري دعم التعارف والتفاهم بين المؤسسات الدينية.

وأشار إلى «ضرورة الحذر من أكاذيب الإعلام التي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، إذ إن الحقيقة التي يثبتها الواقع هي أن الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، ولا يميز بين البشر». وقال إن «الإرهاب لا دين له ولا وطن، فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان».

وأضاف أن «مبادرات المواطنة والعيش المشترك تعد الموضوع المرشح لأن يكون موضع اهتمام القادة الدينيين في شرقنا العربي والإسلامي، إذ هو التحدي الأكبر الآن في ظل دعوات الإرهاب وتنظيراته التي تحاول أن تضلل عقول الشباب وترسخ في أذهانهم وتصوراتهم أفكاراً خاطئة حول دولة الإسلام، ومحاولة استعادة مفاهيم ومصطلحات تجاوزها الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية».

وأشار إلى أنه «ليس هناك من شك في أن المواطنة هي الضامن الأكبر لتحقيق المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين».

من جهته، قال أمين عام مجلس الكنائس العالمي، القس أولاف فيكس تفانيت، إن «اللقاءات بين مجلس الكنائس العالمي ومجلس حكماء المسلمين هي مثال عملي على ما يقوم به قادة الأديان لحل النزاعات في مناطق مختلفة من العالم»، لافتاً إلى أنه «يجب أن نستمع باهتمام لضحايا العنف في دول مثل نيجيريا والعراق حتى نشعر بمعاناتهم، ونسعى لتجنب تكرارها».

وأشار إلى أن «مفهوم المواطنة الذي يساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن عقائدهم، يمثل أهمية كبيرة لتحقيق السلام بين جميع المجتمعات، إذ إن استخدام مصطلح الأقليات يحمل في طياته معاني العزلة والتفرقة بين المواطنين في الدولة الواحدة».

تويتر