«الجامعة» تندد بالعنف الإسرائيلي في القدس.. ومصر تحذر من «تداعيات التصعيد»
نددت جامعة الدول العربية، أمس، باستخدام السلطات الإسرائيلية العنف وإجراءات تعسفية أخرى بحق الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس المحتلة، خصوصاً في محيط المسجد الأقصى، فيما حذرت مصر من «تداعيات التصعيد» في الأقصى، وطالبت إسرائيل بوقف العنف، وسط دعوات فلسطينية ليوم غضب ونفير نصرة للأقصى في الأراضي الفلسطينية.
وفي التفاصيل، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، في بيان له أمس، السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لجميع هذه الممارسات والإجراءات والاحترام الكامل لحرمة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وحذر الأمين العام من خطورة الخطوات التصعيدية الإسرائيلية التي بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، وشملت وضع عراقيل مختلفة أمام ممارسة المسلمين لشعائرهم الدينية على غرار إغلاق الحرم المقدسي أمام الصلاة، وعدم السماح بإقامة صلاة الجمعة فيه، وتحديد عدد معين للمصلين، ووضع بوابات إلكترونية على مداخله.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يعد الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية أحد حقوقه الرئيسة، موضحاً أنها لن تؤدي إلا إلى المزيد من التوتر وتأجيج الأوضاع في مدينة القدس، واستثارة مشاعر المسلمين بشكل عام.
وأكد أن هذه الإجراءات ستلقي بالتبعية بتداعياتها السلبية على أي فرص لتحقيق تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة الحالية، وهي التسوية التي يجب أن تتأسس على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتدت قوات الأمن الإسرائيلية على المصلين الفلسطينيين عند باب الأسباط المؤدي إلى المسجد الأقصى بعد خروجهم من صلاة ظهر أمس. وأنهى المصلون صلاة الظهر ولم يشتبكوا مع القوات الإسرائيلية، وإنما قاموا بإطلاق الهتافات والشعارات المنددة بالإجراءات الإسرائيلية في محيط الحرم القدسي، فيما رد أفراد من حرس الحدود الإسرائيلي بالهجوم على فلسطيني والاعتداء عليه بالضرب، ثم قاموا بإطلاق قنابل الصوت باتجاه المصلين والاعتداء عليهم بالعصي، كما قامت باعتقال شابين.
وكانت الفعاليات الشعبية والشبابية ومختلف الفصائل الفلسطينية دعت أمس إلى يوم غضب فلسطيني نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، يشمل نفيراً للمدينة المقدسة ومواصلة الاعتصام قبالة بوابات الأقصى إلى جانب مسيرات تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعبر مكبرات الصوت في مساجد القدس جاءت الدعوات للنفير إلى الأقصى والاعتصام قبالة بوابات المسجد رفضاً للبوابات الإلكترونية والإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الأحد الماضي في القدس القديمة والحرم القدسي الشريف.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي انضمام الأسرة التربوية ليوم الغضب دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، ووقوفها بقوة في وجه ممارسات الاحتلال.
من جانبها، حذرت الخارجية المصرية في بيان نشر على صفحتها في موقع «فيس بوك»، «من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمني الإسرائيلي في المسجد الأقصى وما ترتب عليه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين، وتعريض حياة إمام المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري لمخاطر جسيمة».
وطالبت الخارجية المصرية إسرائيل «بوقف العنف واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في حرية وأمان». كما حثت مصر إسرائيل على «عدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها تأجيج الصراع واستثارة المشاعر الدينية، وزيادة حالة الاحتقان بين أبناء الشعب الفلسطيني، بما يقوض فرص التوصل الى سلام عادل وشامل تأسيساً على حل الدولتين».
كما دعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إسرائيل الى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين «فوراً ومن دون أي إعاقات»، محذراً من أزمة يصعب تطويقها.
وأكد الصفدي خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع سفراء المجموعة الأوروبية والدول الآسيوية في المملكة «للبحث في الأوضاع المتوترة في القدس»، أن «إنهاء التوتر الذي يهدد بأزمة سيكون من الصعب تطويقها هو في يد إسرائيل، التي عليها أن تقوم فورياً بفتح المسجد الأقصى كلياً ومن دون أي إعاقات».