الطبيعة المزدوجة
ينخرط الشرق الأوسط حالياً في جولة جديدة من لعبة كبرى. وليس من الواضح دور إدارة ترامب فيها. وقد وجد ترامب فضاء «تويتر» للتعبير عن تأييده للمقاطعة التي تقودها السعودية على قطر. ولفهم الطبيعة المزدوجة في الدوحة، يحتاج المرء فقط إلى العودة إلى الوراء لبضعة أشهر، عندما زار وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ثم تلته زيارة لرئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الأمر الذي جعل ترامب يزور السعودية للمشاركة في قمة الخليج التي طال انتظارها، والتي تضمنت لقاءً واحداً مع أمير قطر. وخلال تلك الفترة، كان دعم قطر للجماعات الإرهابية المتنوعة في ازدهار كامل.
وبعد أسبوع من زيارة ماتيس، في أبريل، برمجت حركة «حماس» مؤتمراً لكشف النقاب عن الجانب اللطيف ظاهرياً من ميثاقها المشبوه. ويأتي ذلك في وقت يصنف فيه الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، من قبل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، في قائمة المجموعات الإرهابية، إلا أن قادتها يعيشون أنماط حياة الأثرياء في الدوحة. وعملت قطر كمقر خارجي لقادة الحركة الفلسطينية، منذ أن غادروا سورية التي مزقتها الحرب منذ 2012. وقدمت عائلة آل ثاني المزيد من الأموال إلى الحركة أكثر من أي بلد آخر، على مدى السنوات الخمس الماضية، وتستخدم «حماس» الإمارة كآلة صراف آلي خاصة بها، وهم يستخدمون المال لبناء البنية التحتية في غزة لشن حرب مستقبلاً يمكن التنبؤ بها مع إسرائيل.
بيد أن المؤتمر لم يكن وفقاً للخطة المرسومة. وقد ألغى فندقان، بما في ذلك فندق إنتركونتننتال الدوحة، الحدث المقرر بعد أن أصبح واضحاً أن «الشركة قد تواجه عقوبات على تقديم الدعم المادي للإرهاب»، ولكن قطر لم تتراجع، لذلك تم تنفيذ المؤتمر في وقت لاحق بفندق شيراتون غراند الدوحة.