فاتورة «المكابرة» ترتفع.. عمالة قطر بلا رواتب

في ظل المكابرة القطرية والحديث عن قوة الاقتصاد المحلي، تعيش العمالة الأجنبية في الإمارة الصغيرة أوضاعاً مربكة، نظراً إلى تأخر رواتبهم الشهرية، ما انعكس بشكل جلي على المشروعات الإنشائية في الدوحة، خصوصاً اضطراب مواعيد تسليم مشروعات بناء الملاعب والبنى التحتية لنهائيات كأس العالم 2022، التي لم يتبقَّ عليها سوى أربعة أعوام.

ويزيد السلوك القطري في تعامله مع أزمة الدوحة بالدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، من معاناة العمالة الأجنبية في البلاد، إذ يواجه بعضهم استغناءات، في حين يتذمر العمال الهنود والنيباليون الذين يحصلون في العادة على 800 ريال شهرياً من أوضاعهم المالية والصعوبات التي تواجههم.

وتشكل العمالة الأجنبية 90% من سكان إمارة قطر البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة، وأُبلغ عشرات من العمال الهنود والأفارقة في فنادق الدوحة بأخذ إجازة طويلة غير مدفوعة الأجر، والعودة إلى بلادهم بسبب انخفاض معدلات الإشغال.

وقال مدير فندق في الدوحة: «غرفنا كانت تمتلئ بالسعوديين في العطلات الأسبوعية، إلا أنهم لا يأتون إلى قطر الآن، ولا يمكن أن نحتفظ بعمال لتنظيف غرف خالية».

وفيما نفت قطر تقارير عن تراجع معدلات الإشغال في الفنادق، وقالت إن استعداداتها لكأس العالم لم تتأثر بالمقاطعة، أكد الباحث في شؤون العمالة الوافدة في الخليج، مصطفى قادري، أن أي توقف في إمدادات مواد البناء يمكن أن يعطل المشروعات ويجعل العمال الوافدين عرضة للاستغلال.

وقال قادري إن هذا الوضع قد تمتد أصداؤه إلى جنوب آسيا والفلبين وشرق إفريقيا، إذ تعتمد أسر العمال اعتماداً كبيراً على تحويلاتهم.

وبدأت تداعيات الأزمة القطرية تؤثر بشكل أساسي في العمالة الوافدة، وسط ارتفاع حاد في الأسعار وإجبار أعداد كبيرة من العمال على أخذ إجازات غير مدفوعة، وانخفاض وتيرة العمل في مشروعات متصلة باستضافة مونديال 2022.

فلاتزال المقاطعة العربية لقطر تلقي بظلالها على شريحة بعينها من العمال.

الأمر الذي دفع هؤلاء العمال دفعاً إلى شظف العيش نتيجة تراجع أسعار النفط ونظام الكفالة. من ذلك أيضاً ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة بعد غلق الحدود مع السعودية.

وقالت منظمة حقوقية إن الأزمة خلفت أيضاً عمالاً من جنوب آسيا في حظائر قطرية بالسعودية دون غذاء، بعد مغادرة أرباب العمل القطريين إلى الدوحة على عجل في يونيو الماضي.